18 ديسمبر، 2024 8:16 م

قضايا المرأة خط احمر .. المسلمات الأجنبيات والإعلام الغربي .. حق أُريد به باطل 

قضايا المرأة خط احمر .. المسلمات الأجنبيات والإعلام الغربي .. حق أُريد به باطل 

تناقلت وسائل الاعلام البريطانية وصفحات التواصل الاجتماعي باهتمام كبير خبر المسلسل الإنكليزي  الساخر الذي ستبثه قناة BBC  والذي جعل من  الفتيات الاجنبيات اللواتي يعتنقن الاسلام موضوعا للاستهداف والسخرية بذريعة  انظمامهنّ الى الدولة الاسلامية ( داعش ). 
مِن الواضح جدا ان عدد المسلمات ذوات الجنسيات الاوربية  اللواتي التحقنّ بالجماعات الإرهابية لا يتجاوز عددهنّ سوى العشرات.   من جانب اخر وهو الاهم نلاحظ ان ازدياد نسبة المسلمات والمسلمين الأجانب في الدول الغربية شكلت ظاهرة ملحوظة في كل أنحاء العالم ولهذا السبب وغيره انبرى الاعلام الغربي بتسخير نقاط  سلبية لمهاجمة ظاهرة الحجاب الاسلامي والحد من اتساع اسلمة المجتمع الغربي فجعلوا من قضية انظمام بعض الفتيات لتنظيم داعش الإرهابي اداة ووسيلة للانتقاص من المسلمات الأجنبيات المحجبات في المجتمعات العلمانية. 
جميعنا يتفق ان الفكر السلفي الذي انتهجه تنظيم داعش لا يمت صلة بحقيقة الفكر الاسلامي المبني على التسامح والتعايش السلمي مع كل طبقات وأفراد المجتمع.  
المسلسل أعلاه سيشكل حرجاً واتهاماً غير مباشر  بالعدوانية والعنف لمعظم المسلمات المحجبات في المجتمعات الغربيةسيضع الأغلبية منهنّ في موقع انتقاد وسخرية من جانب، ومن جانب اخر حجابهنّ الاسلامي سيشكل موضع شك وريبة لمجرد ارتدائها الزِّي الاسلامي وان كانت الغاية المعلنة والسطحية لهذا الإعلان  هو محاربة تنظيم داعش الإرهابي .ولكن نعتقد وبدون شك هذا الإعلام سيشكل ردة فعل سلبية تجاه معظم النساء المحجبات.  علينا ان نتذكر ان أبناء اوربا والمجتمعات الغربية عامة ايضا يعانون من بعض الجماعات ذات السلوكيات الهجينة التي تصل الى مستوى الجريمة والعنف والقتل والتميز ..علينا ان نتسائل لماذا لم تهاجم وتُنتقد تلك  الجماعات وسلوكياتها بهذه  الطريقة كما يتبناها الان البعض ؟! علينا ان نفكر بحذر عما يطرحه الاعلام الغربي تجاه قضايا الاسلام والمسلمين ..علما ان الكثير من وسائل الاعلام العربية والإسلامية قد قدمت العديد من البرامج الساخرة ضد تنظيم داعش وجميعها كانت محط إعجاب الكثير .. لأننا واثقين تماما بالهدف والغاية من العمل أعلاه.ولكن عندما يحارب الإعلام الغربي بما لا يمت صله بإسلامنا علينا ان ناخذ الحيطة والحذر بِما يطرح ونبحث عن الاجندة الخفية وراء ذالك العمل. 
هذه المؤسسات الإعلامية التي أنتجت هكذا نوع من السخرية والاستهزاء عليها ان تتذكر ان هذا السلوك العدواني من قبل داعش وما يماثلها هو نتيجة مخلفات العداء والغطرسة السياسية التي انتهجها الغرب   في الشرق الأوسط.   داعش وما يمثالها هم مخلفات سياسيات متصارعة وحصيلة دول غربية سعت وخططت لتمزيق دول الشرق الأوسط وعلينا ان لا ننسى ان الدول الغربية هي اول من انتهج سياسة فرق تسد.
فها هو العالم الان يعاني باجمعه وتحديدا الدول العربية تتلظى بويلات الانقسام والقتل والتفجير والهجرة والمجازر جراء هذا الفكر المتطرف  حتى اصبح الذريعة والوسيلة لتدخل وسيطرة الدول الغربية في منطقة الشرق الأوسط ؛ لاجل حفظ مصالحهم واجندتهم  فيها.لذا الاجدر بهذه المؤسسات الإعلامية ان تسلط الضوء على سياسة الغرب الذي هيئ الأسباب والعوامل لنفوذ وسيطرة هذا الفكر المتطرف في دول الشرق الأوسط.   
 فمن خلال حواري مع العديد من المسلمات الأوربيات ذوات الحجاب الاسلامي في المجتمع البريطاني حول رأيهنّ عن طريقة  وأسلوب عرض المسلسل الساخر  جميعهن اعربنّ عن مشاعر القرف والاشمئزاز من طريقة وأسلوب عرض الفكرة. وانه سيكون وسيلة وذريعة  لمحاربة زيهنّ الاسلامي   شخصيا انا ارى ان المسلسل أعلاه هو إساءة مبطنة وسخرية لاذعة تجاه المرأة المسلمة ( ذات الحجاب الاسلامي )  اكثر مما هو سخرية وانتقاد من الفكر الداعشي المتطرف. 
 السياسة عالم الشبهات فهو هرم الشتات المبني على الدهاء والتحايل والكذب، من خلال تسخير كل قضايا الدين والمذهب والقومية لأجندته.
ولكن على الجميع ان يتعلم ان قضايا المرأة هي خط احمر يجب ان لا تتعداه مطامع السياسة وصراع المذاهب.