19 ديسمبر، 2024 1:13 ص

قضايا اسلامية معاصرة

قضايا اسلامية معاصرة

ستون عددا في تحديث التفكير الديني.
جاء صدور هذه الدورية إيذانا بتدشين مسار جديد لتحديث التفكير الديني، يستلهم أفقا يضئ لنا ما ينبغي أن يكون ، بدل أن نلبث الى ما لا نهاية فيما كان.

هكذا افتتح الدكتور عبد الجبار الرفاعي صاحب الإمتياز ورئيس التحرير العدد 59- 60 من مجلة قضايا اسلامية معاصرة الذي تضمن حزمة ثرية من الحوارات والدراسات وتزين بملحق عنوانه : ( ستون عددا ستون عاما ).

قضايا اسلامية معاصرة مجلة فلسفية رائدة متخصصة تعنى بالهموم الفكرية للمسلم المعاصر عبر سعيها الدؤوب لإزاحة الركام عن الإشكاليات الراهنة التي تواجه التفكير الديني المعاصر ، تطرح في كل عدد حزمة من الأفكار والرؤى والحوارات لبناء عالَم مفاهيمي وفكري وروحي سعيا لأنسنة فهم النص الديني للخروج به من أسوار الإيديولوجيات المغلقة إلى فضاء التعارف والتكامل الإنساني الرحيب.

افتتاحية العدد جاءت تحت عنوان : (المسألة الدينية ومحطات الوعي الثلاث في الثقافة العراقية (للكاتب العراقي المتخصص في الفلسفة وعلم الكلام علي المدن الذي نوه بمكانة المجلة في عالم الفكر المعاصر بقوله : ( إن ما يميز قضايا إسلامية معاصرة هو هذه الإطلالة الممتدة على تجارب قرن كامل مع الأفكار والمناهج، تجارب فيها الكثير من ضيق الأفق وسعته، والكثير من الاستلاب والرفض، والكثير من السطحية والعمق. هذه التجربة الفريدة التي أتيحت لها، جعلتها تتجاوز تلك العثرات، لتتعامل بروح نقدية منفتحة ، واستيعاب أعمق لمناهج الفكر الغربي ومفاهيمه ونظرياته، مع مراجعة وفهم أشمل وأكثر واقعية لتراثنا الإسلامي. إنها إعادة لفحص واستجلاء الأسئلة القديمة، مضافا لها تلك الأسئلة الجديدة التي أفرزتها التطورات الهائلة في علوم الاجتماع والنفس والألسنيات والمناهج وغيرها، في ضوء تصور أكثر تحررا من ضغوط الهوية والمواجهة الأيديولوجية).

ثم لا يلبث القارىء وهو يتصفح هذا الكنز الفكري العميق إلا أن يجد نفسه مبحرا في حوار ثري عميق مع المفكر محمد مجتهد شبستري الذي يصف أول لقاء له بالمفكر علي شريعتي بأن أسلوبه في الكلام وتحليله للمعلومات كان ممتعا وأخاذا ، وكانت كتبه تمثل مادة خصبة .

وفي هذا العدد نقرأ للدكتور علي مبروك أستاذ الفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة ، وتستوقفنا تحليلاته عبر مقالته : (قولٌ عن النخبة والقرآن والخطاب) التي لايسعنا إلا أن نقف مليا متأملين عند قوله : (حل المشكلة لا يكون أبدًا في استعادة

نصوص الدين السمحة، والاكتفاء بالتأثير على الجمهور بسمو بلاغتها. بل الحل يكمن في تفكيك البنية المعرفية العميقة للخطاب الديني المهيمن الذي يوجه النصوص؛ لكي تنطق بما يريده منها).

يحتفي قراء مجلة قضايا اسلامية معاصرة بالعدد الستين ، تقضهم الذكريات ، ويبهجهم فضاء الفكر ، يطلقون لرحيق أقلامهم العنان، وينظمون أفكارا تثمن الرائد والمشروع ، منهم الباحث الأردني حسن العمري المتخصص بالفلسفة الإسلامية عبر مقالته : (إنقاذ النزعة الإنسانية في الدين انقاذ لاجيال عربية اكتوت بنار التوحش الديني) يبين فيها الأثر الكبير لمجلته الأثيرة بقوله : (قضايا إسلامية معاصرة مشروع الباحثين عن دين لا يزاحم الحياة، بل يرفدها بمعاني الانطلاق والعقلانية والروحانية والجمال والبهجة والابتكار والتنمية وإعمار الأرض).

من جهة أخرى يستشرف الباحث والأستاذ الجامعي العراقي المقيم في لندن الدكتور فؤاد الزرفي المكانة الكبيرة التي ستتبوأها المجلة بقوله : (ستصبح مجلة قضايا إسلامية معاصرة عنوانا لمرحلة جديدة في تحديث التفكير الديني، تماما كالعروة الوثقى والمقتطف والرسالة والهلال . وإن أية محاولة لكتابة تاريخ لمسيرة الفكر الإسلامي المعاصر لابد وأن تضع قضايا إسلامية معاصرة كواحدة من أهم الدوريات العربية المتخصصة في تحديث التفكير الديني، التي ساهمت في إعادة

بناء هذا التفكير.(

وكان مسك ختام العدد ندوة عن المجلة أقيمت في الجزائر عنوانها ( أثر مجلة قضايا إسلامية معاصرة في انبعاث فلسفة الدين وعلم الكلام الجديد) شارك فيها نخبة من الباحثين الجزائريين الذين لمسوا عن كثب المقاربات المعرفية والطروحات العميقة للمجلة.