18 ديسمبر، 2024 6:51 م

قضاة تميزوا خارج سوح القضاء

قضاة تميزوا خارج سوح القضاء

———-
المألوف عن القضاة في العراق أنهم يوجهون جهدهم واهتمامهم نحو عملهم القضائي ولا يخرجون عنه إلا فيما ندر ،لأسباب مختلفة، لكن هناك اسثناءات قليلة لقضاة أبدعوا وتميزوا في مجالات أخرى إلى جانب القضاء . وسنحاول هنا الإحاطة بما تميز به بعضهم .
—————
(١)
الروائي القاضي فؤاد التكرلي
( ١٩٢٧ – ٢٠٠٨)
ولد القاضي فؤاد التكرلي في (راس الساقية) إحدى محلات باب الشيخ ببغداد في ٢٢ آب ١٩٢٧ في عائلة يرجع نسبها إلى الشيخ الصوفي عبد القادر الجيلاني ودرس في مدارس بغداد .
تخرج في كلية الحقوق في العام ١٩٤٩ وعمل كاتب تحقيق ثم محامياً فقاضياً .
في القضاء عمل في محاكم، منها ، عمله قاضياً لمحكمة بداءة بغداد ( صار اسمها محكمة بداءة الرصافة فيما بعد ) في العام ١٩٦٤ ثم عضواً
في محكمة جزاء بغداد الكبرى ( صار اسمها محكمة جنايات الرصافة فيما بعد ).
سافر إلى فرنسا وقضى فيها مدة من الزمن، وعاد ليعين مستشاراً بوزارة العدل.
تقاعد في العام ١٩٨٣ قبل بلوغه سن التقاعد .
عاش في تونس منذ العام ١٩٩٠ ، وهناك ، بعد وفاة زوجته، تزوج من الروائية التونسية رشيدة تركي .
عمل في سفارة العراق في تونس بعد حرب الخليج الثانية .
منحته حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في العام ٢٠٠٠ جائزة العويس للروايات العربية وآدابها .
توفي في ١١ شباط ٢٠٠٨ .
كانت بداية نشاطه الأدبي بنشر أولى قصصه القصيرة في مجلة الأديب اللبنانية في العام ١٩٥١ ، ثم أخذ ينشر قصصه في عدة صحف ومجلات .
أعماله الروائية :
الوجه الآخر (١٩٦٠ ) ، الرجع البعيد (١٩٨٠ ) ، الصخرة ( ١٩٨٦ ) ، خاتم الرمل ( ١٩٩٥ ) ، المسرات والأوجاع ( ١٩٩٨ ) ، بصقة في وجه الحياة ( ٢٠٠٠ ) ، حديث الأشجار (٢٠٠٧ ) ، اللاسؤال واللاجواب ( ٢٠٠٧ ).
مجموعاته القصصية :
موعد النار ( ١٩٩١ ) ، خزين اللامرئيات ( ٢٠٠٤ ) .
من طريف ما أذكر أن الشاعر الراحل فوزي كريم أجرى حواراً أدبياً في الثمانينيات مع الراحل التكرلي نشر في مجلة ألف باء ، وجرى الحوار في مكتبه في المحكمة وبدأ في المساء وانتهى عند الفجر حين كان التكرلي في تلك الليلة قاضي التحقيق الخافر في بغداد ، وكان الحوار يجري وسط ما كان يعرض عليه من أوراق تحقيقية لما ارتُكب في ذلك اليوم من جرائم وما وقع من حوادث ، فكان يقرر توقيف هذا المتهم وإخلاء سبيل ذاك بكفالة، والأمر بالقبض على ثالث ، والتحري في هذا المكان أو ذاك ، ثم يعود إلى موضوع الحوار ، ويومها كتب فوزي كريم متعجباً من قدرة قاضِ تشغله القضايا ويشغله القانون على مواصلة الإنتاج الأدبي .
رحمه الله تعالى .
لنا وقفة أخرى مع قاضٍ آخر تميز في ميدان آخر موازٍ للقضاء .