تتناقل جميع القنوات الفضائية والصحف ومواقع التواصل الأجتماعي صور مؤلمة لأحوال العوائل النازحة من المواصل والأنبار والمدن التي تدور فيها الأشتباكات والعمليات العسكرية وتظهر مدى معاناة هذه العوائل التي تسكن الخيم في مخيمات تفتقر الى أبسط مقومات الحياة والتي أنهار بعضها مع أول أمطار تسقط في بداية فصل الشتاء، وأضطرت بعض العوائل أن تبيت في العراء أو أن تتشارك كل أربع أو خمس عوائل خيمة لا تتجاوز مساحتها ثلاث أو اربع أمتار مربع في حين أن لدينا مجمع رئاسي ضخم جبار يمتد على عشرات الكيلو مترات المربعة يسمى المنطقة الخظراء ويحتوي على عشرات القصور الفخمة والكبيرة وفيها كل الخدمات التي يجتاجها الأنسان ويشغلها حالياً السياسيين والتي كل واحد من هذه القصور يستطيع أن يأوي عشرات العوائل النازحة من ظلم داعش والتي تبيت في العراء لحين أنتهاء الأزمة والقضاء على تنظيم داعش الأرهابي وحتى أن تقديم المساعدات من غذاء وخدمات طبية وغيرها لهذه العوائل في هذه المنطقة سيكون جداً سهل بالنسبة لوزارة الهجرة والمهجرين أو حتى للمنظمات الأنسانية.
وأنا أتساءل في نفسي.. من سيتخلى عن قصره من المسؤولين المقيمين في هذه المنطقة للنازحين أو يتشاركه معهم ؟
تراءة صورهم واحد تلو الأخر أمامي وأتى الجواب مسرعاً بالتأكيد لا أحد .
أن أهمال المسؤولين العراقيين تجاه هذه العوائل النازحة لايقل عن ارهاب داعش بل ويزيد عليه .فعلى اﻷقل داعش تعلن أنها أرهابية مجرمة أمام الله والناس ولاتخفي شيء .لكن المسؤولين العراقيين أجبن من أن يعلنوا أنهم فاشلين لأنهم في منتهى النذالة والجبن والحقارة وأعتذر عن هذه الألفاظ لكن عندما أراهم يتباكون أمام الكاميرات على المواطن وأطلقوا حملاتهم الأنتخابية في خدمته ولراحته واليوم يقتلوه بتقصيرهم وأهمالهم ويسرقوا قوته بطمعهم وجشاعتهم فلا أجد أقل من هذه الأوصاف كي أصفهم بها.