دخان …دخان
علي السرير ألف قنبلة تهذي وعلى حافة همه نظرات الماضي تتهاوى، وأحلامه تتزاحم حوله , النافذة تشطر الغرفة كل حين بشعاع الشمس , نسوة ورجال يتزاحمون حول سريره معلنين تخفيف أو إبعاد الوحشة التي تترجمها لياليه الحمقى فتتسربل بالألسن بدخان سجائرهم رغم رفض القانون لها , المريض تململ وكل جراحته تضج نحو الأفق بعينين ترصدان كذبهما باتجاهين متعاكسين هو يتمتم -المكان اخرس …. لم يعوا كلماته مازالوا بجنون كلماتهم ورائحتهم الشرهة …. قام فاتحا النافذة كي يسمح للدخان بالخروج
– إن للدخان أجنحة ما أجملها؟ اقتنص منها حب الطيران ,وضيوفه مع نقاشهم لم يعوا ضيق انفعالاتهم دخل الطبيب فجأة وهو يصرخ
– ما هذا؟ …. اين المريض ؟؟
نظر الجميع والدهشة تحوم حولهم ليلتقط أحدهم الحقيقة قائلا
– لقد طار مع الدخان …
اديب
وأنا في عمر خمس سنوات كنت أنصت بتعجب وانبهار لأبي وهو ينشد الكلام العذب من ابداعاته والجمهور يصفق بحرارة بين الفينة والأخرى وكل شيء في حياتنا أصبح نحو الأفضل لان الشهرة أخذت تعزف الثراء لبيتنا الذي كانت له غرفة صغيرة وإذا به الآن قصر لسبع غرف كبيرة وحينما مات ابي بقيت اقتات من ارثه. ولم احظ انا بأي شيء سوى إني ابن الأديب الكبير.
تقاعد
– اخيرا تحررت
مشى لأول مرة في الشارع لوحده اول الصباح ,يتأمل الحياة بشكل مغاير
– الله …. لن اندم ابدا
مشى خطوات اخرى والبهجة تتوسط روحه رغم صرامته وشدته الا انه أعلن انتهاء العمل الحكومي بعد تخمة من الوجع للآخرين لأنه قدم استقالته اخيرا من العمل الوزاري.
اجازة
بعد انتهاء اجازته القصيرة، نادته امه وبمرارة:
-يمه
بعد بيتي
تعال يمي لا تروح…مصيرنا مجهول
– الوطن أغلي منج يا يمه
اعتذر ….