23 ديسمبر، 2024 12:04 ص

قصتي مع هيئة الحج

قصتي مع هيئة الحج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

1- استلمنا مهام رئاسة هيئة الحج عام 2006 دون من نقطة الصفر لا مكان و لا ميزانية و لا موظفين و لا ملاك للموظفين و لا مكاتب فروع و لا هيكلية ادارية  ولا بناية يمكن الاستقرار فيها لاستخدامها كمقر لمؤسسة حكومية للانطلاق منها الى تحقيق الاهداف والمهام الموكلة اليها وبالتالي تحقيق الخدمة للحاج العراقي الذي حرم من حقه في اداء الفريضة الخامسة في حج بيت الله الحرام وعلى مدى ثلاثة عقود !
2- بدأنا بتشكيل هيكلية ادارية بالتنسيق والتعاون مع الاطراف الاخرى (شركاء العملية السياسية ) حيث تم تشكيل لجنة من الدكتور فؤاد معصوم و الاستاذ هادي العامري و الدكتور رافع العيساوي  لتقسيم المناصب وفق استحقاقات المحاصصة فتم الاتفاق على التوزيع التالي :
–    وكيل رئيس الهيئة من الاخوة السنة
–    وكيل رئيس الهيئة  من الاخوة الكرد
–     مدير عام عدد 3 من الاخوة الشيعة .
–     مدير عام عدد 2 من الاخوة السنة .
–    مدير عام عدد 1 من  الاخوة الكرد .
تم كتابة وتوثيق الهيكلية الادارية هذه وارسالها الى مجلس شورى الدولة الذي رفعه الى مجلس النواب للتصويت عليه فتم اقرارها من قبل مجلس النواب .

تضمنت الهيكلية :
– وكيل رئيس الهيئة للشؤون الادارية والمالية
– وكيل رئيس الهيئة للشؤون الثقافية
– مدير عام الدائرة الادارية و المالية و يرتبط بها قسم الفروع و قسم الجوازات .
– مدير عام الدائرة القانونية .
– مدير عام دائرة التخطيط و البرمجة .
– مدير عام دائرة الخدمات و يرتبط بها قسم السكن و الاطعام الخاص بالحجاج .
– مدير عام دائرة الارشاد و البحوث , و تقوم بتهيئة المرشدين وارسالهم مع قوافل الحجاج .
– قسم الاعلام والعلاقات تم تحويلها الى مديرية عامة بعد  التصويت عليها من قبل البرلمان فيما بعد و باقتراح من رئيس الهيئة ليصبح رئيسها بدرجة مدير عام .
– مكتب المفتش العام

بدأنا بتعيين الموظفين متخذين من بناية غير حكومية مقرا للهيئة بعد أن تم استئجارها في منطقة أمينة وقريبة من المنطقة الخضراء والتي تعد من أرقى مناطق العاصمة في الجادرية و بإيجار سنوي قيمته ثلاثمائة الف دولار سنوياً .
3-  في عام  2008 قمنا بشراء البناية المستأجرة بأجماع أعضاء مجلس ادارة الهيئة على قرار الشراء بمبلغ قدره ستة ملايين دولار و لأسباب عديدة نظرا لحاجة الهيئة الى الاستقرار من اجل الحفاظ على اثاث الهيئة و ممتلكاتها تلافيا للأضرار التي تلحق بالأثاث والمكاتب والوثائق اثناء النقل في الانتقال من مكان الى آخر، 
بعد أن عمد صاحب العقار (المؤجر ) الى رفع  بدل الايجار الى خمسمائة الف دولار سنوياً ، فكان القرار بالأجماع .

اضافة الى ذلك قمنا بإعادة اعمار احدى البنايات المتضررة وكانت عبارة عن خربة مسكونة من قبل بعض العوائل الفقيرة تجاوزا وهي بقايا احدى البنايات التي كانت تستخدمها الدوائر الأمنية للنظام المقبور في الجادرية حيث تم البدء بإعادة بناءها من جديد وبأربعة طوابق لتدخل عمل الهيئة  بهدف ترسيخ البنى التحتية للهيئة الفتية .

فتوالى عملنا  لترسيخ البنى التحتية على مستوى فروع و مكاتب الهيئة في معظم المحافظات و بعض الاقضية الساخنة و التي لا تتمكن من الوصول الى مراكز محافظاتها بلغ عدد المكاتب التابعة للهيئة (23) مكتبا في كل انحاء العراق و هي :-

ت    اسم المكتب     المدينة
1.        مكتب بغداد الاول    الكاظمية
2.        مكتب بغداد الثاني    الكرخ/ الغزالية
3.        مكتب نينوى    الموصل
4.        مكتب البصرة    البصرة
5.        مكتب الناصرية    ذي قار
6.        مكتب العمارة    ميسان
7.        مكتب الديوانية    القادسية
8.        مكتب النجف الاشرف    النجف الاشرف
9.        مكتب كربلاء المقدسة    كربلاء المقدسة
10.        مكتب ديالى    بعقوبة
11.        مكتب المثنى    السماوة
12.        مكتب كركوك    كركوك
13.        مكتب الرمادي    الانبار
14.        مكتب واسط    الكوت
15.        مكتب الحلة    بابل
16.        مكتب الفلوجة    الفلوجة
17.        مكتب الجزيرة     ( تلعفر – سنجار – بعاج )
18.        مكتب بلد    بلد
19.        مكتب الدجيل    الدجيل
20.        مكتب عانة    عنة
21.        مكتب صلاح الدين    تكريت
22.        مكتب طوز خورماتو    طوز خورماتو
23.        مكتب كردستان    ( سليمانية- اربيل- دهوك )
و تدار من قبل وزارة اوقاف اقليم كردستان

4 – تم تشكيل  مجلس إدارة الهيئة من السادة الوكلاء و المفتش العام
و المدراء العامين و ممثل عن ديوان الوقف الشيعي و ممثل عن ديوان الوقف السني  و ممثل عن اوقاف كردستان .

5- تم تعيين عدد لا بأس به من الموظفين حتى بلغ الان حوالي الف موظف في مركز بغداد  و مكاتب في المحافظات .

6 – حصلنا على قطع اراضي في معظم المحافظات و تم تشييدها بجهود الهيئة والمتابعة بالتعاون مع مجالس المحافظات ومن تخصيصات ميزانية تنمية الاقاليم اذ أصبحت غالبية أبنية المكاتب املاكا للهيئة في توفير للمال والجهد وبوقت قياسي لا سيما في التخلص من بدلات الايجار, ومن المؤمل تحقيق الاكتفاء الذاتي في ابنية الهيئة تقريبا وحسب الخطط المرسومة للهيئة وبرامجها لتحقيق نسبة (96%) من ابنية مكاتبها ولتسجل املاكا رسمية للهيئة .
7- بعد ان شخصنا الحاجة الى طائرات لنقل الحجاج يوم كانت شركة الخطوط الجوية لا تمتلك اية طائرة , فقمنا بشراء طائرتين و ذلك بموافقة دولة رئيس الوزراء وبعد أن تم التصويت على مشروع الشراء في مجلس الوزراء بهدف التخلص من مشكلة نقل الحجاج واخفاق الشركات المستأجرة وفي ظروف حرجة جدا كان يمر بها العراق وحين ظل معظم حجاج العراق عالقين في المطارات ولأيام عديدة .
بعد ذلك تم شراء طائرتين آخرتين ايضا وبموافقة دولة رئيس الوزراء أيضا ، نجاح الهيئة في توفير أربع  طائرات كان نصرا للعراق في وقت كان فيه يعاني من منع دولي لشراء او استخدام الطائرات العراقية ، الأمر الذي شجع الهيئة لشراء الطائرة الخامسة (الجامبو) وبموافقة دولة رئيس الوزراء و عندها حُلت مشكلة النقل و بدأت الطائرات تعمل في نقل الحجاج و المعتمرين والمسؤولين والوفود الرسمية اضافة الى نقل الجاليات العراقية التي تعرضت الى الخطورة في ليبيا وغيرها اثناء احداث ما يسمى بالربيع العربي ناهيك عن النقل التجاري من والى العراق لتولي ازمة الطيران في العراق الى غير رجعة .

8-بدانا بمشروع العمرة و نقل المعتمرين من داخل العراق مباشرة من ستة مطارات , ولأول مرة انطلاقا من العراق مباشرة في حين  كانت رحلة العمرة مرهقة للمعتمر العراقي سابقا والتي كانت تتطلب السفر برا الى دمشق وعمان والانتظار لأسبوع او اكثر للسفر الى الديار المقدسة عبر الخطوط السورية او الاردنية .

9-تم تشغيل طائرات الهيئة بواسطة الخطوط الجوية العراقية بمبدأ التشغيل المشترك (50%) من الارباح للهيئة و (50%) للخطوط الجوية العراقية في وقت كانت فيه الخطوط الجوية العراقية عاجزة عن تسديد رواتب موظفيها بسبب العجز الموجود و ذلك بسبب عدم وجود طائرات و لا حركة ملاحة جوية بسبب الحضر الكويتي المفروض عليها  .

10-  بلغت ارباح الطائرات للطرفين خلال اربع سنوات حوالي (160) مليون دولار .

11- تم تخفيض كلفة اجور النقل الجوي للحاج الواحد بنسبة 40% اي بمقدار 400 دولار للرحلة الواحدة ذهابا وايابا فأصبحت الاجرة 600دولار بدلا من 1000 دولار في السابق حينما كنا نستأجر الطائرات من شركات اجنبية اي وفرنا لكل حاج (400) دولار ً. نعم هذه هي حقيقة الجدوى الاقتصادية لشراء الطائرات و خدمتها المادية والخدمية للحاج والمعتمر العراقي ناهيك عن العملة الصعبة التي تم توفيرها من خلال ارباحها وترسيخها للبنى التحتية .

12- تسارع  تطور ادارة الحج وتقديم الخدمات الى الحجاج العراقيين بلغ المستوى الأفضل مما حمل السلطات السعودية لاعتبار هيئة الحج العراقية في الصف الاول لبعثات حج الدول العربية والرابع بين بعثات الدول الاسلامية ولعامين متتاليين 2012 و 2013واعتبارها الاسرع نموا وتطورا بين اقرانها وباعتراف واعتزاز وزارة الحج السعودية .

13- استطعنا نقل موقع حجاج العراق في منى من المعيصم التي تقع خارج الحد الشرعي الى اقرب نقطة مجاورة لموقع رمي الجمرات وتوفير السكن قرب مسجد الخيف و بخيم مكيفة وجيدة في منى .

14-أصبح الحجاج العراقيون في عرفة يسكنون في خيم جيدة جداً ومكيفة حين بلغت مستويات لم تبلغها الكثير من بعثات الدول المتقدمة .

15- نجحت الهيئة وبالتنسيق مع وزارة الحج في المملكة العربية السعودية على الحصول على اذن هبوط  جميع حجاجها في مطار المدينة المنورة و العودة  من مطار الملك عبد العزيز في جدة و بدون تأخير مما وفر خدمة كبيرة وراحة بدنية ونفسية رائعة  للحاج العراقي الذي اصبح يصل الحرم النبوي الشريف او الفندق خلال ربع ساعة فقط  من نزوله المطار بدلا من الارهاق الذي كان يصيبهم جراء ست ساعات برا من مطار جدة حتى وصولهم الى المدينة المنورة .
 
16- قامت الهيئة بتجسيد الوحدة الاسلامية والوطنية بشكل واقعي و ميداني حقيقي وبما يجسد الاخوة الاسلامية بين الجميع من خلال عقد الندوات المشتركة و تنظيم مؤتمرات الوحدة الاسلامية و تبادل الزيارات بين حجاج المدن والمحافظات وبث روح المحبة والاخاء فيما بينهم وعدم اشعارهم باي تحسس طائفي و قومي .

17- ارسال مئات المرشدين و المرشدات مع قوافل الحج العراقية و كل حسب مذهبه بهدف ارشاد وتعليم الحجاج للمناسك و تصحيح حجهم.

18- قيام الهيئة بتوفير آلاف النسخ من الكتب الارشادية ودليل الحج لغرض تعليم وارشاد الحجاج وتثقيفه بالقوانين السعودية والتعليمات الواجب اتباعها في الديار المقدسة .

19-الوصول بالعلاقة والتنسيق مع وزارة الحج السعودية  و المؤسسات التابعة لها مثل مؤسسة المطوفين و الادلاء و غيرها الى أعلى مستوياتها  و اللائق بالعراق والعراقيين واتفاق الطرفان  لتقديم افضل الخدمات لحجاجنا الأعزاء  .

20-باختصار فان الهيئة استطاعت أن تنقل الحاج العراقي من المستوى الذي كان فيه تهان كرامته حينما كانوا يتصدقون عليه بفتافيت من التمور او الألبان أو الوجبات في الماضي الصعب ليرتقي استحقاقه الى المستوى الذي يليق به ويحفظ كرامته وهو مرفوع الرأس ، ليعزز من شخصيته الأبية الكريمة من جديد ويعود ليوزع الصدقات ووجبات الطعام والفواكه والألبان الفائضة عن حاجته  الى الاخرين من الفقراء من الدول الاسلامية الاخرى والحمد لله رب العالمين

المكتب الاعلامي للشيخ / محمد تقي المولى