23 ديسمبر، 2024 8:02 ص

جاء الاحتلال البغيض وكان طالبي في كلية الدفاع الوطني قبل الاحتلال البروفيسور الشهيد عبداللطيف المياح من مدينة المدن وكنت في الوقت نفسه عضو مجلس امناء مركز دراسات الوطن العربي في الجامعة المستنصرية الذي يترأسه هو ,ورجاني الاستمرار في المركز فاستجبت  وكان قد شكل حزبا اسمه (العراق الواحد بيتنا جميعا) والذي شعاره (ارفع رأسك انت عراقي ) مع العرض انه كان عضو شعبة في حزب البعث وغادر بقصة طويلة بعد دخول الكويت عام 1990 >
, يوم اختفت الاعلام العراقية الحبيبة ورفرف العلم الامريكي على حقائب الطلبة (مساعدات امريكية) كنا هو وأنا نلصق اعلاما عراقية لاصقة صغيرة على زجاج السيارات وابواب الدور وكأننا مراهقين وما احلى ان يراهق المواطن في حب علمه ..وعندما اغتال الامريكان 18 عنصرا من شرطة الفلوجة (صاحبة الاطلاقة الاولى ضد الاحتلال) ذهبنا باسم المركز بثلاثة عجلات تحمل الاعلام العراقية والتقينا بالوجهاء وعوائل الضحايا في قاعة كان جنديا امريكيا يقف على بابها والقيت الكلمات وقال احد شبابها لا تحزنوا ان الامريكان عرفو من هم اهل الفلوجة وسيرون نتائج احتلالهم للعراق…وفي ندوة ما اقامها المركز ودعيت لها الاحزاب الثورية للغاية تحدثنا بقوة , وفي اليوم الثاني كنا جالسين في دائرة السيد طاهر البكاء رئيس الجامعة في حينه وكان يشكو لنا كيف ان الجامعة محترقة والاحزاب الثورية كلها تريد منه مقرات داخل الجامعة فدخل جماعة من حزب الدعوة وقدموا انفسهم مصافحين فسألهم الشهيد : انتم من حزب الدعوة العميل؟؟ وفي اليوم الثالث هاجم ايران ومجلس الحكم  من على قناة العربية , وفي اليوم الرابع اعترضت مجموعة مسلحة ومقنعة عجلته الرسمية ومعه مجموعة من اساتذة المركز ,وتم انزاله من عجلته الرسمية لوحده واغتالوه ب36 طلقة استقرت في جسده الشريف ,وتركوا الباقين ..حضرت مجلس عزائه وحضرت مجلس عزاء ابن اخي الذي اغتالته ميليشيا اعرفها الا اني كباحث لا اطلق تهمة دون دليل كالسيد المالكي ذي كان كلما تفجرت عبوة يطل بعد دقيقتين ليقول انهم البعثيين .
رغم اني كنت واخوتي الخمسة بعثيين عروبيين قبل ان يحكم البعث , وعندما كنت طفلا كنت اصيح مع الهاتفين (يعيش شكري القوتلي) وكنت لا اعرف من هو اصلا ..وكانت المقاومة الشعبية تصرخ قرب بيتنا ((بيت فيصل ما يدرون جمال طالعتلة قرون)) ..كل ذلك لم يجمد عقلي باتجاه واحد , ولذلك قلت في مقدمة بحثي الاكاديمي عام 1991 عن ايران ((بحثت في مواصفات الشخصية الايرانية فلم اجد فيها صفة ايجابية فتساءلت اليس الله هو من خلق هذا الشعب؟؟ ألم ينفخ فيهم شيئا من روحه؟؟)) حيث لم يكن هناك نت وكان المتيسر هو ماكتب عن ايران خلال الحرب العراقية الايرانية , وكذلك كنت افكر بحرية مع الهجمات الاعلامية المتبادلة بين العراق وسوريا مما حدى بي في تقديم بحث في ندوة مشتركة بين جامعة الموصل وجماعة البكر بعنوان مستقبل العلاقات العراقية السورية قلت فيه (( عندما كنت م.أول في اللواء المدرع العاشر وخلال استراحة بعد تمرين قال آمر لوائنا شهيد الغربة هشام صباح الفخري الذي لم اشهد من لم يكن يعطي للموت قيمة بقدره الا نوادر الرجال والذي اتذكره كمصلاوي كلما تذكرت وجود بدلة برتبة فريق ركن على احد ارصفة الموصل , وكلما تذكرت مسدس نقش عليه اسم فريق ركن لدى داعش ..قال اريد ان يذكر كل واحد منكم وعنما وصلني الدور قلت (وحدة العراق وسوريا) ..قال كل التمنيات واضحة الا انت ايها الملازم ..قلت (لانها بتحققها ستصبح كل الآمال التي جرى ذكرها ممكنة  التحقق)وجدت النظام في سوريا كما خيله لي عقلي الحر وغير المذعن لأي اجندة ..وجدتها كما قال الرئيس الاسد في حينه ((العرب كلهم ضيوف سوريا والعراقيين ضيوفي)) ..وجدتها تحتضن البعثيين وضباط الجيش العراقي رغم تحالفها المعروف مع ايران في معادلة غريبة على البعض من اصحاب العقول التابعة للافكار الجاهزة , وهي كيف ان العداء وصل الى اعلى مستوى بين سوريا المتحالفة استراتيجيا مع ايران وبين العراق المذعن لايران والمحتل امريكيا في الوقت نفسه , وكيف ان سوريا دعمت المقاومة العراقية بكل هذه القوة التي تشرف سوريا شعبا وحكومة ,وكيف سمحت لحزب البعث (العراقي) بالعمل وفتح المقرات وتخويلهم منح الاقامات رغم التأريخ المأساوي بين الاثنين , ورغم استمرار الاتهامات ((للنظام المجوسي النصيري في سوريا)) والتي كانت تبث على اجهزة الاعلام كتصريحات عن لسان بعض قادة البعث (العراقي)وللحديث بقية
[email protected]