هناك الكثير من قصص النجاح التي نصادفها في طريق الحياة ومنها مايمرّ مرور الكرام ولايعلق منها في ذاكرتنا شيء يذكر ومنها مايبقى عالقاً في الذاكرة لما لصاحبها من تأثير كبير في الحياة حيث يترك بصمة دامغة ومؤثرة تجبرنا أن نقف عندها ونسبر أغوارها ونستلهم منها الدروس والعبر ونجد أن من واجبنا الإنساني والإعلامي أن نسلط عليها الضوء تقديراً منّا لهذه الشخصية المؤثرة ولكي نجعل شبابنا العربي يطلع على هذه التجارب لكي يجعلها قدوة له في حياته عسى أن يستلهم منها الأمل في النجاح في طريق الحياة الذي أصبحنا نفتقد فيه لمثل هذه التجارب الناجحة.
ألشخصية ألتي أتحدث عنها اليوم هي إمرأة عربية أصيلة اسمها الدكتورة عائشة الخضر ولدت وترعرت في سوريا في مدينة حلب ولقد شغفت بالقراءة منذ نعومة أظفارها وكان لوالدها شيخ العشيرة المثقف تأثيراً كبيراً في ميولها للمطالعة وحبّ الثقافة, وكانت مكتبته زاخرة بالكتب التأريخية والتراثية والأدبية وسير الملاحم العربية وكان يساعدها في اختيار الكتب التي تقرأها والتي وسّعت مداركها وزادت ثقافتها الشخصية بعمر مبكر , وكانت تسترق السمع للمساجلات الشعرية والحكايات والنوادر الغريبة والقصص اللطيفة من تراثنا العربي من مجالس والدها الأدبية مع ضيوفه في المنزل.
بعدها أكملت دراستها الأولية والأعدادية وهي تعيش وسط هذا الجو الثقافي الرائع وبعدها أكملت دراستها الجامعية بتفوق وبدأت بالكتابة ونظم الشعر بإسم أدبي هو (لونا عامر) ولها ديوانين من الشعر موزعين عالمياً الأول بعنوان ( تانغو ) و الثاني بعنوان (وللعشق موال ٌ أزرق ) و ترجمت قصائدها الى أربعة لغات عالمية هي الاسبانية والفارسية والفرنسية والانكليزية, ونشرت قصائدها وكتاباتها في عشرات الصحف والمواقع المحلية والعربية والعالمية وكذلك نشطت في مجالات أخرى كثيرة منها المجال الاعلامي والمجال الانساني الذي أحبته كثيراً وتمكنت من الحصول خلال مسيرتها الزاخرة على باقة من الشهادات العالية وتبوئت العديد من المناصب الهامة, فقد حصلت على أربعة شهادات دكتوراة فخرية بالتراث والثقافة الاسلامية وشهادة من معهد العلماء والمؤرخين في طشقند وشهادة من معهد الدراسات الاسلامية في الجزائر وشهادة من نقابة نقباء السادة الأشراف في العالم الاسلامي وشهادة الدكتوراه الفخرية بالخدمات المجتمعية وشهادة سفير السلام والنوايا الحسنة وشهادة من جنيف بسويسرا تمنح للشخصيات البارزة في العالم وتم اختيارها لمنصب الأمينة العامة لاتحاد الثقافة العربية وعضوة بالاتحاد العام للاعلاميين العرب في مصر والمسؤولة الاعلامية لنقابة نقباء السادة الأشراف في العالم الاسلامي والمستشارة الاعلامية لنقابة السادة الأشراف آل البيت والمستشارة الاعلامية لرئيس مركز المهدي الثقافي وعضوة بالبرلمان الدولي لعلماء التنمية البشرية وعضوة بالهيئة الاستشارية العليا لتجمع سورية الأم وعضوة مجلس الأمناء ل سوريانا.
باختصار انها كتلة من النشاط والعطاء الثرّ في كل مجال تعمل به وتمكنت من كسب حب واحترام جميع من عرفها وعمل معها وأرى بأنها مثال مشرّف للمرأة العربية الناجحة وأتمنى أن تطلع فتياتنا على سيرتها العطرة لجعلها قدوة لهم في طريق النجاح وخدمة المجتمع برغم صعوبة الظروف وقساوتها في مجتمعاتنا العربية وخاصة بالنسبة للمرأة.