لم نعد بحاجة الى الكثير من الأدلة لإثبات ان الزمن العراقي الآن هو زمن الدولة الفاشلة ، ليس في مؤسسة أو جهاز محدد ، كما يمكن ان يكون في أي بلد ، بل في منظومة الدولة بكاملها ، وكل محاولات الترقيع تطيح بها الفضائح بالضربة القاضية !
لم تعد الفضائح تنتظر كثيراً فقد اصبحت اكبر حجماً من الصندوق الذي يحتويها وهو صندوق الطبقة السياسية المشوهة الجاهلة بالدولة واسرارها والعالمة بخفايا اموالها التي تتسرب من خزائنا الى جيوب اللصوص الذين يتسابقون ، في عصر الفضائح ، على الاطاحة بضحايا الصف الثاني انقاذا لشرف الدولة المنتهك !
الشرف المنتهك مالياً وقانونياً ودستورياً واخلاقياً وسمعة منحدرة الى الدرك الأسفل ، حتى اصبح من المتعذر للفاسدين والجهلة ايقاف التدهور الحر لكرة الثلج التي تكبر وتتشظى وتتوالد فلا سيطرة عليها الا بالمحاولات البائسةلشرف الدولة المنتهك بتلاعبات خسيسة بالألفاظ والمسميات حتى يسمى التجسس تنصتا واموال القرن المنهوبة الى اهدار بالمال العام ورفع الستار عن مهزلة النزاهة الى مشكلات شخصية تضج فضائحها علناً في مؤتمرات الضجيج الصحفية !!
دولة لم تعد قادرة على ستر عوراتها فيما تتساقط عنها اوراق التوت بالجملة في غير مواسمها، ان كان للفساد والفشل موسما للتعري، أمام جمهور يتفرج على آخر ما تبقى من الدولة في السيرك السياسي العراقي الأكثر تشوها وخداعاً من أي عصر من عصور هذه الدولة !
حتى لاتلتبس المفاهيم ، نتحدث عن فشل الدولة التي في آليات اشتغالها تنتج بالضرورة حكومات اكثر واعمق وأوضح تجسيداً للفشل العلني للدولة ومنتجها الحكومات !
لم تعد الحاجة للاعلان عن ” قصة موت معلن ” لماركيز عراقي يعترف ان الحقيقة اغرب من الخيال ، الخيال القائم على اساطير دولة الحضارات التي علّمت العالم الكتابة والقانون ، كي يحكمها الآن من هب ودب من اللصوص والجهلة ومنتهكي القوانين !!