عندما بدأت الكتابة كباحث بدأت اول بحوثي المعضدة خلال ثمانينات القرن الماضي واستمرت تسير باختصاص الاستراتيجية الشاملة .. بعد الاحتلال الأمريكي بفترة والذي كان احد مفرزاته الفساد المحصن من العقاب الذي يزكم الانوف ويثير القيء وجدت نفسي مدفوعا باتجاه تسخير نصف كتاباتي لمحاربته رغم اني عرفت انه القوة الأعظم في العراق ، وأنه عدو غاشم مخيف لي ولشعبي الحبيب وفي هذا السياق نشرت يوما عن الفساد قائلا (( انه عمود خيمة العملية السياسية في العراق بسقوطه تسقط العملية السياسية )) وقلت (( ان الفساد كجبل الثلج الجزء الظاهر منه يساوي سدس الجزء الغاطس)) . وبالطبع سوف لن تقتنعوا ان سرطان الطائفية المدمر هو وجد اصلا لتحقيق هذا الفساد
انها قصة اخي الاستاذ الجامعي المتقاعد (حسب طلبه) عام 2006 وظل يستلم راتبه التقاعدي حتى العام 2010 حيث توفاه الله في الغربة .. بعد 11 سنة من رحيله وفي تموز الماضي قدم اهله طلبا للحصول على التقاعد فقيل لهم ان المرحوم حي ( احبسوا انفاسكم ، وانصح كبار السن ان لا يتابعوا بقية المقال ) وليس حيا فقط بل انه تقاضى راتبه الاخير في حزيران 2021 سبحان الله الذي يحيي ويميت .
كنت اتساءل وأنا شاب : ما هو شعور طبيب الولادة عندما يقوم بالتوليد ؟؟ وهل تستثار غرائزه ؟؟، وعرفت لاحقا ان ذلك يصبح من باب الاعتياد لديه ، وهكذا المفسدون الذين يصبح الفساد لديهم من باب الاعتياد .. استقبلوا القضية وكأنها اعتيادية للغاية ، وكان الموضوع يتعلق فيما يسمى تقاعد الوثبة للمدنيين راجعت، لتخرج لي موظفة شريفة الاضبارة لأجد فيها كل الوثائق الثبوتية لأخي الميت الحي والذي استلم كل رواتبه التقاعدية ولكن الصورة صورة شاب جميل بلحية خفيفة اعتقد انه ليس بعراقي ، والمهم لدي ان عمره بكل الاحوال لا يزيد عن 35 سنة بينما خدمة اخي لا تقل عن خمسين عاما . وسأنشر لكم في نهاية المقال هويتي الاحوال المدنية لأخي المتوفى وأخي الحي .
حضر الوريث ومنحنا وكالة عراقية في تموز وراجع معنا بنفسه (تقاعد الوثبة) وقدم الطلب بنفسه .. وبدأنا بالمتابعة ومنها ان تعطينا الدائرة خمسة كتب الى جهات محددة تطلب معلومات منها عن المتوفى ، ومنها هل ان اخي يتقاضى راتب الرعاية ؟؟!!!! … السؤال هنا هل انهم طلبوا نفس الكتاب من المزور السارق والذي كان يصول ويجول بتقديري المتواضع ومن نشاطاته انه قام بإلغاء وكالة كان اخي قد وكل بها محامي من اصدقائه وجاء الغاء الوكالة من سفارتنا في مصر ومليئة بأختام السفارة وقسم التصديقات في وزارة الخارجية العراقية
الحالة نفسها … المسروق يتوسل منذ تموز الماضي ورئيس الدائرة التي حصلت فيها الجريمة البشعة يتعسف الى حد كبير، ولولا تدخل السيد رئيس هيأة التقاعد شخصيا نتيجة شكوتين قدمناها له لكنا قضينا السنة القادمة سائحين في دهاليز التقاعد بينما الآن نحن نطمح ان تنتهي بنهاية العام ، ان شاء القدير
ولنا موعد قريب مع قصة لأخ لم تلده لي امي فكل ضحايا الفساد اخوتي ، وأخرى حصلت لي ، وأخرى ، وأخرى . ونلتقي على الخير وليولي اختصاصي في الاستراتيجية .
المرافقات .. صورتان ضوئيتان