17 نوفمبر، 2024 4:37 م
Search
Close this search box.

قصة قصيرة : ينهى عن شيء ويجبرنا على فعله

قصة قصيرة : ينهى عن شيء ويجبرنا على فعله

عندما كنت اشرب الشاي في مقهى الأخ خليل عشية صدور قرار مجلس الامن الدولي الأخير بخصوص حرب غزة سألته عن رأيه بهذا القرار فقال بعد ان لعن أمريكا وشتم اسلافها  وسب اجدادها فقال لي: قرار مهلهل يا عم. ما الذي ترجوه من هؤلاء الناس انهم اشبه بطبيب يصف الاسبرين لمريض يعاني من مرض خبيث. مرض سرقة الأوطان والهيمنة  والنزوع  الى قتل الأطفال وتشريد الاسر وتخريب الممتلكات لاناس تحدوا واصابوا وسينتصرون باذن الله.هؤلاء ابطال لايطالبون سوى العيش الكريم في أراضيهم التي سلبت منهم. وعندها توقف الاخ خليل وتلألأت عيناه. فأردت مواصلة الحديث معه لانني ابكرت هذه المرة و كنت الزبون الأول عنده  وانفردنا بالحديث لوحدنا. فهو رجل بفطرته السليمة وحبه للحياة الكريمة وانا رجل متعلم  كما اعتقد عندي نوع ما من التعلم والمعرفة  واستمع الى محطات الاخبار الدولية بلغات أخرى إضافة الى العربية في أوقات عصيبة كهذه.

فقلت له وكأس الشاي في يدي : اتعلم يا اخي هؤلاء الامريكان  ليسوا اصلاء هم ناس منافقون. فقال :نعم لافض فوك فواصلت الحديث وقلت له بالأمس سمعت وشاهدت اخبارا ان هؤلاء الناس تبنوا حملات من أمثال   مناهضة ومحاربة الكراهية أي الدعوة الى عدم فعل  او  قول اشياء تقود الى كراهية الخصوم كالتذكير في العلن  بالافعال والاقوال “الشينة” لعرق او ديانة او طائفة ما ينتمي اليها الخصم والتناسي عما فعلته الفئة الأخرى المدعيةلجعل المتلقي يكره تلك الفئة الخصم ويهرج بافعالها واقوالها. وترى دعاة هذه الحملة انفسهم يهربون من العدل والانصاف ويناصرون الظالم لا شفقة ولا رحمة في قلوبهم اليس هذا قمة النفاق….؟. فهز راسه هذا  الرجل الستيني وقال: هكذا هي الدنيا يا ابن العم . الغلبة فيها للاقوى. ولابد من بزوغ فجر جديد ينهزم فيه الظالم في قادم الأيام والسنين وينتصر فيها المظلوم. وتنهد قائلا : لاخير في دولة تسيء الى سمعتها بين الدول بافعال واقوال لها مضامين خبيثة متخفية وراء إشارات في القرار الأخير  في ظاهرها انسانية.

فرجع هذا الرجل الذي  صقلته الأيام الى حيث بدأنا وأردف قائلا : نعم اتهمونا بالإرهاب اليس ما يقومون به إرهابا؟ اليس ما تقوم به أمريكا وربيبتها إسرائيل  تجبرنا على كرهيتها لامحال والعالم اجمع معنا . اية حملة هذه . هذا النفاق بعينه. مضيفا: نعم يا اخ نحن مع شعار الحملة لا كراهية بين االاقوام والطوائف . كلنا خلق الله وهذا ما ورد في كتبنا وكتبهم  لكن يجب ان يراعي المرء ضميره  ولاينتصر للظالم. وأضاف: انك ترى الداعي الى ذلك نفسه يجعل العالم يتذكر  افعاله واقواله الشينة الزائغة عن الحق والعدل والانصاف.

وتأفف هذا الرجل الكاسب وهو يضرب الطاولة بيده  وقد فرغت كؤوس الشاي واهتزت وكادت تسقط معالقها قائلا: اليس هذا الفعل الذي قامت به امريكا بالأمس يجعلنا نكرهها رغما عنا لانها حادت عن جادة الحق. الم ترى ما يراه العالم من ظلم ودمار ؟ بعد ذلك  بساعة دخل الاصحاب من  رواد المقهى ولم يبكروا كما هو حالي  حيث ارقني ما شاهدته وسمعته بالأمس بخصوص هذا المفترس “امريكأ” الذي منحت ظلما حق استخدام الفيتو لتعطيل التنفيذ والتصرف والتلاعب  بمشاريع قرارات اممية وصياغتها حسب ماتراه ويراه احبابها حتى ولو كان ظلما.

وانكب الجميع على مناقشة القرار المجحف واجمعوا على خروجه عن المنطق وانحيازه الى صوب العدو الإسرائيلي وغير منصفومتناقض لانه ينهي عن فعل شيء ويجبر الغير غريزا  على فعله.

أحدث المقالات