23 نوفمبر، 2024 6:06 ص
Search
Close this search box.

قصة حياة عراقي تجاوز الستين

قصة حياة عراقي تجاوز الستين

البعض يسميه الزمن الجميل والاخر يقول انه زمن لن يتكرر والاخر يقول ( ياريت ترجع ايام زمان ) تعالوا  لنتعرف على حياة العراقي الذي تجاوز عمره الستين سنة ,  هكذا بدأت القصة :
في ستينيات  القرن الماضي لانتذكر سوى الحرس القومي سيء الصيت والاف الضحايا ,  والكوليرا .

في السبعينات لانتذكر سوى  الحنطة المسمومة والتقشف ولعبة الجبهة الوطنية  والراتب اربعة دنانير الا ربع وحرب 73 اكتوبر وناظم كزار وابو طبر  وتهجير التبعية وطوابير طويلة على جمعيات البيض والدجاج .
في الثمانينات  تصفية المعتقلين السياسين في سجن ابوغريب والحرب العراقية الايرانيةالتي استمرت ثمانية سنوات ومئات الاف من الشهداء والمفقودين والاسرى وقطع الاذن والختم على الجبين  بالجبان  .
في التسعينات احتلال الكويت وعاصفة الصحراء والحصار الاقتصادي وراتب الموظف دولار واحد ودجاجة واحدة مكرمة من القائد وطبقة بيض عيدية القائد .

ولغاية احتلال العراق عام 2003 , بعدها الحرب الطائفية والفساد والبطالة والمالكي  والجعفري واياد علاوي وطارق الهاشمي واسامة النجيفي واثيل النجيفي  والسبي والتهجير والنازحين  والقاعدة وداعش لغاية احتلال نينوى وصلاح الدين والرمادي .
شيء واحد تغير وأنا اقر به , في الزمانات عندما كنت  تبكي كان هنالك من يبكي معك , حين تكون محتاج تجد من يقف معك  كانت العائلة موجودة  لها ثقلها ,اما اليوم فالذي يبكي  يبكي لوحده والذي يحتاج يذهب لاقرب حائط ليضرب رأسه به,  حتى هذا الشيء الذي اقر  به هو اشبه بالكوميديا السوداء .  الشعراء الشعبين  قصائدهم حزينة وتحكي قصص مؤلمة , الغناء كان عن العشق الذي لايتحقق  , اغاني السيدة ام كلثوم ( الاطلال ) ( بعيد عنك ) ( فكروني تاني عنك ) .
ياس خضر يغني (جذاب) و( الريل وحمد )  اما قحطان العطار يغني (  يل ماحصلت منك لا اول ولا تالي ) وكثير غيرها كانت ترسم لك صور سوداوية تملئك حزناً وأسى  كان عزاءنا بفيروز وحدها تعيد الامل لنا , حتى اللقاءات مع الرفاق  كانت تبدء بضحكات وتنتهي بأنين ووجع  والجميع يصرخ (كاسك ياوطن ) الوطن الذي كان يتهاوى شيء فشيء, هكذا عشنا نحن العراقيون من قمع الى قمع واضطهاد الى اخر وحزن يتلوه حزن وبؤس يتراكم فوقه بؤس حتى سلبت منا كرامتنا , لقد فقدنا الامان بعد ان سحق الانسان ا انها مسيرة ستين سنة ومانعيشه اليوم ليس وليد اللحظة بل حقبة سوداء ذات فصول متعددة  عمرها ستون عام .

هذه  قصة كل العراقيين حتى اصبح لهم اسم واحد وهو ( جبر)  .

أحدث المقالات

أحدث المقالات