18 ديسمبر، 2024 11:03 م

قصة بلد.. اسمه العراق.. الحلقة الثانية : (عراق ولاة العثمانيين) !!

قصة بلد.. اسمه العراق.. الحلقة الثانية : (عراق ولاة العثمانيين) !!

ظل حال العراق المتمثلة: (بالجوع.. والظلم.. والأمراض.. والأوبئة.. والتخلف.. والأمية.. وغياب الأمن).. كما هي عليه حتى سقوط الولاة المماليك العام 1831.. وتولي ولاة عثمانيين.. لتشهد بغداد في العهد الجديد العديد من الأحداث والوقائع الهامة.. وكان أول والي عثماني هو: علي رضا باشا.. الذي كان له ثلاثة معاونين يساعدوه في الحكم.. ولم يكن هؤلاء المعاونين الثلاثة يحسنون معاملة أهالي بغداد أبدا.ً. وفي 28 أيار العام 1832 اندلعت ثورة في منطقة باب الشيخ يقودها المفتي عبد الغني آل جميل ضد معاملة هؤلاء المعاونين.. وظلم وفساد الحكم.. وانتشرت الثورة لتعمً بغداد.. غير أن الوالي علي باشا تمكن من القضاء عليها ..
ووفق سياسة فرق تسد التي مارسها العثمانيون في العراق.. سمحً علي باشا بإقامة مجالس العزاء في عاشوراء علانية.. بعد القضاء على ثورة الجميل.. عندما حضر هذا الوالي مجلس عزاء لدى إحدى الأسر الشيعية.. فقد منعً العثمانيون منذ سيطرتهم على العراق إقامة المجالس الحسينية.. لكن بعض الشيعة كانوا يقيمون مجالس العزاء في عاشوراء بشكل خفي عن أنظار السلطة.. (يعني حكم لصوص.. وعصابجية.. وتخلف.. وظلم.. والنوبة تمنعون العالم من اللطم على إمامهم.. غضب الله عليكم) ..
وفي العام 1835 جرى انتخاب المختارين لمحلات بغداد.. ومحلات الولايات الأخرى (الموصل والبصرة).. فصار لكل محلة مختارين (أول وثاني).. مع إمام يقوم بشؤون الزواج بالتنسيق مع المختارين.. بعدها لم يأتي الى بغداد خلال ثلاثون سنة والياً قدم شيئا جيداً يذكر ..
ـ وبين عامي 1869ـ 1872 أصبح مدحت باشا والياً على بغداد بين.. وأوال عمل قام به تطبيق نظام التجنيد الإجباري.. فنشبت ثورة شعبية كبرى في بغداد.. لكن مدحت باشا استطاع القضاء على الثورة.. وطبق نظام التجنيد على أهالي بغداد ..
ـ وشهدت بغداد في عهده نمواً اقتصادياً وعمرانياً.. ومن أهم إصلاحاته مدحت باشا :
1ـ بدأ عهده بالتقصي عن الموظفين المعروفين بالرشوة وعزلهم….. (يعني الرشوة والفساد مو جديدة في العراق .. بل لها عِرك قديم) ..
2ـ أنشأ أول مدرسة حديثة للذكور.. وهي المدرسة الرشيدية.. (هلهوله للعراق أول مدرسة للذكور العام 1871.. (طبعاً لا وجود لمدارس للإناث إلا بعد سقوط الدولة العثمانية.. لك هاي اشكد احنه أصحاب حضارة.. واني ما أدري) ..
3ـ أنشأ المدرسة الرشيدية العسكرية.. كمدرسة إعدادية خاصة بتدريب العسكريين ..
4ـ وأنشأ مدرسة الصنائع لأيتام المسلمين الذين لا معيل لهم.. يتعلمون فيها مهنة الحدادة.. والنجارة.. والنسيج.. (يعني أيتام المسيحيين واليهود والصابئة والأزيديين العراقيين والبغداديين ممنوع يدخلون هذه المدارس.. يعني داعش منذ ذلك الوكت موجود في العراق) ..
5ـ كما أنشأ أول مطبعة للحكومة في بغداد ..
6ـ وأصدر أول جريدة في بغداد باسم (زوراء).. بالغتين العربية والتركية ..
7ـ بناء مستشفى عام في بغداد عن طريق جمع التبرعات من الأهالي.. وسمي المستشفى بـ (مستشفى الغرباء) ..
8ـ إقام مصنع للنسيج لإنتاج الملابس العسكرية والبطانيات للجنود ..
9ـ العناية بمدينة بغداد فقد قام بتبليط بعض الشوارع.. وأضاء بعض شوارعها ..
10ـ ربط مدينة بغداد بضاحيتها قضاء الكاظمية بواسطة خط (الترام ـ سكك حديدية) للعربات التي كانت تجرها الخيول ..
11ـ أنشا صندوق (الأمنية).. يعني ما يشبه المصرف الحكومي تقبل الودائع المالية.. وتمنح أصحابها فوائد محددة.. وتقوم بإقراض المزارعين وغيرهم بفائدة معينة أيضاً ..
(المجاعة.. والكوليرا.. والرشوة.. تضرب العراق) :
ـ أصبح عبد الرحمن باشا منصب والياً لبغداد العام 1879.. وفي عهده حدثت مجاعة كبرى في العراق.. وسميت تلك السنة ببغداد بسنة البرسيمة.. فقد جاء الكثير من الأكراد إلى بغداد هرباً من المجاعة.. وهم يصرخون برسيمة.. برسيمة.. (أي جوعان.. باللغة الكردية) ..
ـ ظل العراق في هذه الحال من سيء الى أسوأ.. ومجي والي واستبداله بأخر.. وفي صيف العام 1889 ظهرت الكوليرا في بغداد.. وانتشرت كوباء.. فهرب الموسرون.. والحكام.. والأجانب.. وأسرهم من بغداد متجهين نحو البراري.. حيث خيموا هناك.. (يعني مثل هالوكت.. ولد المسؤولين والميسورين يمرحون في أوربا مع أجمل البنات.. وولد المالحة يقاتلون داعش) ..
ـ استمر وباء الكوليرا أكثر من ثلاثين يوماً.. بعد أن مات بسببه آلاف المواطنين ..
ـ وفي العام 1890 تولى سري باشا منصب والي بغداد.. وكان عهد هذا الوالي من أبشع العهود.. حيث انتشار ظاهرة الرشوة والمحسوبية والتفسخ لدى مؤسسات الدولة في بغداد بشكل واسع جداً.. (بس في كل الأحوال أقل من الرشوة والفساد في عراق اليوم) ..
وعين في مكانه واليا شهيرا هو نامق باشا . عرف هذا الوالي بالقوة والشدة في تطبيق أنظمة السلطة وتوجهاته ، حتى وقع له حادث مع صيرفي مسيحي من الرعوية الفرنسية ببغداد ، أثارت عليه نقمة الهيئات الأجنبية ، فاستدعاه السلطان الى الاستانة .
واستمرت الفوضى الإدارية بعد رحيل نامق باشا عن بغداد ، وكثرت الشبهات والتجاوزات الإدارية التي كانت تطرق البلاط العثماني في الاستانة بقوة ، حتى وصل التلغراف الى بغداد بتوجيه ولاية بغداد ثانية لوال سابق هو نامق باشا نفسه . فوصل الى بغداد في مثل هذا اليوم من عام 1862 .
ـ وفي العام 1899 عين نامق باشا الصغير.. الذي حاول التشبه بمدحت باشا من خلال قيامه بعدد من الإصلاحات في الإنشاء والتعمير ..
ـ وكانت أولى أعماله عزل احمد أغا مدير الشرطة الذي ضرب المثل بتعسفه وطيشه ..
ـ أجرى حملات على الاشقيائية والقتلة واللصوص.. ونفاهم الى خارج الولاية ..
ـ اتخذ بعض الإجراءات للمحافظة على المال العام ..
ـ تجديد جسر بغداد القديم :
وفي عهد الوالي نامق باشا الصغير تم الاحتفال بتجديد الجسر القديم في بغداد العام 1902.. حيث صرفت على تجديد هذا الجسر مبالغ كثيرة.. ومن غرائب الصرف إن السلطان أمر بعزل الوالي نامق باشا.. إلا ان هذا الوالي أصرً على افتتاح الجسر لحين صدور أمر العزل ..
ـ لكن حال العراقيين لم تظل على ما هي عليه.. بل زادت سوءً.. بسبب انتشار الرشوة.. والفيضانات الهائلة.. والأوبئة.. التي أكلت الأخضر واليابس.. وفقد المواطنون كل شيء.. ومات ألاف منهم ..
(مسكين أنت يا شعب عراق .. من سيء الى أسوأ.. إذا لم يمت العراقي بالفيضان.. يموت بالمرض.. أو من الجوع في أيام بالقحط.. أو جندي مكلف ويقتل خارج الوطن.. وليس له قبرمثل الناس) ..
(ملاحظة : انتظرونا في الحلقة الثالثة : (قصة بلد.. اسمه العراق.. (الأوضاع الصحية في العراق في العهد العثماني) ..