19 ديسمبر، 2024 4:12 ص

قصة الديك الذي اعار جناحه

قصة الديك الذي اعار جناحه

زعمت العرب ان الديك كان ذا جناح يطير به، وان الغراب كان ذا جناح كجناح الديك لايطير به، وانهما تنادما ليلة في حانة يشربان فنفد شرابهما؛ فقال الغراب للديك: لو اعرتني جناحك لاتيتك بشراب، فأعاره جناحه، فطار ولم يرجع اليه، فزعموا ان الديك انما يصيح عند الفجر استدعاء لجناحه من الغراب، هذه الحكاية استهوتني كثيرا ، حيث ان السياسيين ورجال الدين اسكروا الشعب العراقي وسرقوا جناحه، السياسيون بما يلعبون به على حبال السياسة ورجال الدين بالمحاضرات التي لاتمتلك قيمة علمية ولافنية، حيث يركزون على ان العراقي عليه ان يفقد نفسه بالتفجيرات ليذهب شهيدا ويسجل اسمه مع الصديقين، هذا المفهوم خطر جدا وهو اخطر من الذين ينظّرون له، انا الان عمري 55عاما وانا من عائلة جنوبية شيعية تقدس آل البيت ايما تقديس، لكنني لم اسمع بزيارة مليونية للامام محمد الجواد(ع)، لا من ابي ولا من جدي، ولا من اقاربي، ان رجال الدين يحاولون قدر الامكان تدمير بنية المجتمع العراقي، حادثة جديدة على جسر الأئمة ستفرز شحنا طائفيا جديدا راح ضحيتها 80 شهيدا واكثر من 60 جريحا، مايعني ان اكثر من 140 عائلة ستحتاج الى التعويضات، ويعني ان اكثر من 80 عائلة سوف تكون عالة على المجتمع بعد ان فقدت معيلها، ويعني ان اكثر من 60 معاقا سيضافون الى القائمة، في زيارة لم تكن معروفة لدى الشيعة في ماضي الازمان.
انا اتعجب من انسان يقرن نفسه بالحسين بمجرد انه يقوم بطقوس زيارة لولي، هناك عدة طرق للثورة، وهناك الكثير الذي علينا اصلاحه، لم تكن الثورة في يوم ما مظاهر للعبادات المستحبة، وهناك اقوال للامام علي(ع) حيث اوصى اصحابه بالحفاظ على حياتهم وان استوجب الامر ان ينالوا منه امام اعدائه، لان الحياة مقدسة، ولا ادري سبب الاصرار على الموت غير المفيد للمجتمع او لتطوره، نحن نقدس ارواح الشهداء الذين وقفوا بوجه الطغاة وذهبوا دفاعا عن مبادئهم، لكننا نرفض ان يسرق رجال الدين جناح الشعب ليحلقوا عاليا ويتركوه معاقا مجروحا يتيما، وهم ينعمون بملذات الحياة، حيث يتزوج اقل واحد منهم اربع نساء ويوفر لهن اربعة بيوت، ولم يتقدم الزائرين احد منهم ويضحي بنفسه كما يطلب من الآخرين الفعل، انهم يستغفلون الشعب الساذج المسكين وينظرون الى آخرة غير موجودة لانهم يدفعون الشعب دفعا نحو الموت المجاني الذي لايمكن ان يحدث لو انهم قالوا للناس ان الله يحب من يعمل خيرا،لقد ترك  علاوي العامل في البناء عمله في بيتي  وغادر يوميته التي تبلغ (30) الف دينار وهو المريض صاحب العائلة، ليذهب الى الزيارة،  ولا اعلم عن مصيره شيئا، رجل فهمه جدا محدود ولايمتلك نظرة للحياة سوى انه يعمل ليعيل عائلته، ويفكر دائما كيف يستطيع ان يجمع المال الكافي ليشتري اضحية لوالده، لانه ذبح ثلاث وبقي ان يذبح اربع ليكون المجموع سبع اضحيات، في حين انه مريض ويحتاج الى عملية، كم من نوعية علاوي وقعوا اليوم على جسر الائمة، وهذه الدماء برقبة من، لو يتقدمهم رجال الدين لماحزنت للامر لكنهم يقنعونهم بالذهاب وينتظرون التفجيرات التي تمزق اشلاء هؤلاء البسطاء، فعلا سرق السياسيون ورجال الدين جناح الشعب والشعب في كل زيارة مليونية يبكي على ذاته التي صودرت وشخصيته التي مسخت، يمكن لاي منا ان يزور في اي يوم، فلماذا الاصرار على موعد مع الارهاب لتمزيق جثث الناس  الابرياء، الم يقل الرسول ان حرمة دم المسلم اعز على الله من الكعبة، لماذا سرقتم جناح الشعب والقيتم به مسكينا يستدر العطف؟، انهم رجال الدين اعداؤك ياوطني.

أحدث المقالات

أحدث المقالات