23 ديسمبر، 2024 1:50 م

قصة ( التانكي ) ل عالية ممدوح لاتنتمي الى العراق بشيء !

قصة ( التانكي ) ل عالية ممدوح لاتنتمي الى العراق بشيء !

( لو قلت لي انها قصة عن شارع البيجال شارع الكحاب في باريس لصدقتك )
اعتذر للكاتبة عن خشونة كلامي فانا قد تركت الرومانسية من سنيين طويلة منذ ان حملت هموم فلسطين والوطن .. انا لست بناقد قصص او ناقد ادبي كما اني اعترف باني مقل من قراءة القصص وخاصة لكتاب عراقيين .. قبل اسبوعين وانا اتمشى مع صديقي ابا محمد في شارع المتنبي وفي حديث عن الكتب سالني هل قرأت قصة ( التانكي ) قلت له كلا .. الح علي بقراءة القصة وابداء رأي بها .. اضطررت لشراء القصة ( مع ان حاجتي الى هذه الدنانير اكثر من حاجتي الى القصة ولو كنت اعلم بمحتواها لما اشتريتها ) … قبل ان ابدأ بالحديث عن القصة تذكرت حادثة جمعتني وبعض الاصدقاء قبل 40 عاما مع الشاعر عبد الوهاب البياتي في احدى مقاهي شارع الحمرا في بيروت … تقريبا اجمعنا كلنا في سؤال واحد له لماذا هذه الغربة في قصائدك تتميز قصائدك بالنزعة نحو العالمية او نحو الاوربية .. كان لديه جواب واحد انه يريد الدخول الى العالمية يريد لشعره ان ينشر بجميع اللغات يريد ان يقرأ شعره العالم الاّخر في اوربا واعطانا امثلة على عظمة شعراء عراقيين وعرب ولكن لااحد يعرف عنهم شيء في اوروبا ( يبدو انه كان يحلم بجائزة نوبل للادب اذا خرج من ثوبه العراقي وكان على خطأ ) … كان حديث طويل اردت المرور عليه وربطه بقصة (التانكي ) للكاتبة المهاجرة الى فرنسا عالية ممدوح .. ساقتطف بعض المقاطع واذكرها حتى تتضح لنا الصورة عندما نحكم بعدم عائدية بيئة القصة الى البيئة العراقية وبعد المقتطفات سيكون لي حديث ولكم انتم ان تحكموا ايضا … اول المقطتفات صفحة 56 ( صمتت فجاءة ورفعت كأس الويسكي وافرغته تماما بقى بيدها وهي تنظر الى قاعه) .. المقطع الثاني الصفحة 64 والحديث هنا عن ابزيم بنطلون ابنها ( اي شلون وياك كل يوم تنساه مفتوح وايدك تبقى تلعب هناك ) الصفحة 84 ( حضرت عفاف دكتور وانا في طريقي للجرداغ … الى نهاية الصفحة ) والحديث عن الجرداغ الصفحة 88 (( فلدي الوقت والاسباب لكي يغادر عضوي المكرمش مصنعه الفارغ … فلماذا لا يغادر عضوي وهو لم يلتق بامراة تحبه وترعاه وتداعبه كما يجب .. الى نهاية الصفحة وحديث عن عضوه ) الصفحة 109 ( ماذا فعلت تلك الدولة العظمى ونحن بذلنا مافي وسعنا لمساعدتها .. ) الصفحة 112 ( فتشير علي بيبي بالقيام ودعوته لاحتساء الشاي واكل الكيك اطرق الباب واسمع الزفير والشهيق واللهاث العنيف ذواتهم فامد راسي فقط فاراه واقفا واثار الاستمناء بين يديه ) الصفحة 144(تفوح منه رائحة لم اشمها من قبل الا في سرير عمي مختار فيما بعد عرفت انه الاستمناء ) الصفحة 173 ( وكل يوم اترجم الجنس لنفسي بالاستمناء ) الصفحة 215 ( والصديقتان تتناولان شرابهما المفضل .. الى نهاية المقطع ) الحديث عن نادي العلوية والشرب فيه … اخترت هذه المقتطفات من القصة علما هناك العشرات التي كلها ايحاءات جنسية فاضحة او بالاصح رخيصة .. امر سريعا بأسئلة على هذه المقتطفات هل سمعتم في العراق وفي الاعظمية ان الجراديغ على نهر دجلة تذهب اليها النساء ابدا لم اسمع بذلك عدا واعتذر ( الكحاب ) اصلا حتى بعض الشباب الصغار لايجوز لهم الذهاب الى الجراديغ فكيف ذلك ؟؟ هل سمعتم بنساء يشربون الويسكي في نادي العلوية قد يكون هناك نساء يشربون ولكن التباهي وبالعلن بذلك لااعتقد انه امر مقبول ثم ماهذه الايحاءات الجنسية والتي لامبرر لها … الان انا لدي ما اقوله الكاتبة فيما يبدو فقدت بوصلتها لاتدري الى اين تذهب الى العراق وتكتب عن العراق وهو مالم ولن يفهمه الغرب ولن تفهمه لجنة الجوائز او الذهاب الى فرنسا واوربا وماذا تعرف هي عن المجتمع الفرنسي لتكتب عنه.. فاارادت الخلط بين البيئتين وضاع عليها الطريقيين .. ما كان عليك (تشويه سمعة ) اجمل شوارع بغداد شارع الاخطل وشارع عمر عبد العزيز في الاعظمية ( وكما سميتيه شارع التانكي ) حيث سكنته افضل العوائل البغدادية ومن ( المسيحيين والتركمان والمسلمين بسنتهم وشيعتهم ) قد يكون هناك منزل او منزلين يشرب الناس فيه ( العرك ) ويلعبون فيه ( القمار ) ولكن كل ذلك يتم بهدوء وستر لان هناك جيران لايقبلون بالاسفاف .. لقد كانت القصة محاكاة ومحاولة لارضاء الغرب والكاتبة لاتعلم بان الغرب لايعجبه ذلك فهو معجب بتقاليد الشرق وقصص الحب العذري ففيه سحر لايتوفر في بلدانهم … بعد انفجار بيروت تكلمت مع احد اصدقائي من الكتاب المشهورين للاطمئنان عليه وفي حديث مطول جئنا على ذكرقصة ( التانكي ) قال لي بالضبط ( شو ابراهيم هاي قصة كلها على الشراميط ..بغداد ليست هكذا شو القصة ) اما اكثر ما تعجبت منه هو على غلاف الكتاب الخارجي كتب محمد الاشعري ما يأتي ( اني متاكد ان رواية التانكي هي من اجمل واعمق ماكتب في ادبنا العربي الحديث …) هذا منو الاشعري كم مرة قلت لك لاتقيم الكتب وانت سكران .. انتهى الحديث عن القصة …. ولكن اقول لك ياسيد عالية انا ساكتب قصة عن الاعظمية وبغداد من الف صفحة كلها جمال ومحبة … ولن اتحدث فيها عن الكحاب والعرك والويسكي والجنس لا .. ساتحدث عن بيوت العلم الموجودة في الاعظمية وساتحدث عن كبار رجال الدين والثقافة هناك وساتحدث عن مكتبة الصباح وساتحدث عن النادي الاولمبي وساتحدث عن الحب العذري وساتحدث عن حبيبتي التي احببتها واحبتني حب عذري ومازلت اذكرها ولااعرف اذا تذكرني رغم مرور ستون عاما وساتحدث عن الزهور والورد وريحة الرازقي والقداح ليلا وساتحدث عن نساء الاعظمية من د سعاد خليل الى الشهيدة هناء الشيباني وساتحدث عن الحركات السياسية الموجودة في الاعظمية من حزب البعث وحركة القوميين العرب والصراع مع الشيوعيين وساتحدث عن التظاهرات وعن اضراب البنزين بدون ان انحاز الى طرف ضد اّخر .. وساتحدث كيف تقام المهرجات في نادي الاعظمية وفي ثانوية الحريري في عيد الفطر وعيد الاضحى والتي لم اسمع واشاهد مثل ذلك في العالم من تعايش ومحبة ( خالية من الجنس والايحاءات الجنسية ) ساتحدث عن كلية بغداد باعتبارها مركز مهم لنشوء الحركة الطلابية الوطنية وساتحدث واتحدث … اما ان اكتب لارضاء الغرب فلا ثم لا .. هل تعلمي لماذا لم تمنحي جائزة بوكر ماهو السبب ؟؟ اسالي نفسك وستعرفي ان اللجنة ارتات ان القصة ماجنة اكثر مما يجب وانها لاتمثل البيئة العراقية .. وتحية لك واعتذر منك مرة اخرى ولكن هذا حظي في الحياة لم اتعلم ان اجامل على قول الحق.