23 ديسمبر، 2024 8:55 ص

قصة الانتخابات و”نصيحة” ملاك

قصة الانتخابات و”نصيحة” ملاك

منذ ظهور أفلام الأسود والابيض وقصص شارلي شابلن وكوميديا “تحت موس الحلاق” وصولا الى يوميات مستر بن، لم اشاهد عملا تمثيليا او مسرحيا يدفع للضحك بهستيريا كفصول مسرحية العملية السياسية التي تعيش منذ اشهر اجواء الانتخابات والتسابق للحصول على مقعد برلماني يضمن من خلاله “اصحاب الحظوظ” رواتب ضخمة ومخصصات لاربع سنوات يخرجون بعدها بأرصدة مناسبة في العديد من البنوك الداخلية والخارجية.

أكثر ما يثير الضحك والاستغراب في هذا الفصل من المسرحية قصة المرشحين واختيارهم للقوائم الانتخابية والتي كانت بدايتها مع مقدم البرامج احمد الملا طلال الذي روج لنفسه عبر تشكيل سياسي جديد يحمل عنوانا مدنيا رغم أفكار داعميه ومموليه التي لا تخفى عن الجميع، ترشيح المُلا طلال ليس جديدا فالرجل جرب حظه سابقا وخرج صفر اليدين، لكن ان تسمع خبرا عن ترشيح مقدم البرامج “الساخر” احمد البشير فهذا يحتاج الى الاستغراق في الضحك حد البكاء،، ليس اعتراضا او احتجاجا انما بسبب معرفة حجم “السذاجة” التي يتعامل بها هؤلاء مع الشعب بجميع فئاته من دون استثناء، فالمصيبة لا تمكن في الترشح انما باختيار التحالفات التي سيتنافسون من خلالها وحجم الدمار والخراب الذي تعيشه مدنهم مع افكارهم وتصرفاتهم التي اوصلت مواطنيهم الى الخيام وحولت منازلهم الى ركام.

الإنجازات التي خلفها تحالف القوى وقادته لا تحتاج الى إعادة روايتها مرة اخرى والتي اختتمها بالبحث عن حيل جديدة لتعطيل الانتخابات وإيجاد مبررات يخجل منها العدو قبل الصديق، فليس من الانصاف استغلال تعاطف الجمهور للحصول على مكاسب شخصية .. أتحاولون من خلالها تلميع صور تلك الجهات؟ في وقت ينتظر المواطن وسائل اعلام حيادية وبرامج تعري الفاسدين وتنقل همومه لتكون وسيلة ضغط تمنع تدوير الوجوه السابقة وليس توفير الفرصة لإعادتهم من جديد بعناوين محدثة، وسواء كان ترشح البشير معلومة صحيحة او حيلة أراد البعض تمريرها “للتسقيط” فإنها ستكون رسالة تحذير من نوايا الكتل السياسية ومشاريعهم للتمسك بالسلطة ورفضهم التنازل عنها، باعتبارها معركة وجود مباح خلالها استخدام جميع الأسلحة.

لكن الحديث عن فصل الترشح ضمن مسرحية العملية السياسية تزامن مع الكشف عن القوائم الانتخابية والتي خلقت فرصة اخرى للتكهنات وخاصة ان جميع القوائم التي سُربت كانت خالية من وجود رئيس الوزراء حيدر العبادي وأبرزها تحالف “الفتح” الذي يضم جميع قيادات الحشد الشعبي وبعض الشخصيات المستقلة من المكون السني، وائتلاف دولة القانون الذي احتفظ بصورته السابقة لكن من دون “الصقور” (علي الاديب، حسين الشهرستاني، خالد العطية)، تلك التحالفات تعكس حقيقة واحدة لا تقبل الشك وهي ان الحديث عن الكتلة “العابرة للطائفية” التي كان يروج لها “كذبة” اخرى تثير الضحك،.

نعم نحن نعيش مسرحية كوميدية ابطالها يتصنعون الذكاء ومواجهتهم تتطلب الاستعانة بجميع الأفكار حتى لو تطلب الامر الاستماع لنصيحة الممثلة الكويتية ملاك التي اثارت ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الايام الماضية، وقد يتسأل البعض ماعلاقة ممثلة قيل انها “أساءة” للعراق بالانتخابات والمرشحين، ياسادة العلاقة كبيرة فملاك دافعت عن نفسها وقدمت نصيحة مجانية للعراقيين سانقلها حرفيا، (توحدوا اولاً.. وتحملوا بعضكم بعدها انتقدوا تصرفاتي)، هذه النصيحة والحليم تكفيه الإشارة.