23 ديسمبر، 2024 1:10 ص

قصة “أثر الفراشة” والخلق

قصة “أثر الفراشة” والخلق

ضمن سلسلة”براعم الزّيتون” في مكتبة كل شيء الحيفاويّة صدرت قصّة الأطفال “أثر الفراشة” للكاتبة المقدسيّة مريم حمد. تقع القصّة التي زيّنتها رسومات الفنّان العراقي رعد عبدالواحد، ومنتجها وأخرجها شربل الياس في 26 صفحة من الحجم الصغير.

تلخّص الكاتبة قصّتها في الصفحة الأخيرة:” كلّ المخلوقات في الكون تكون في الأصل نقطة ساكنة، وهادئة، وبعد الصّمت والسّكون تنمو وتكبر، بعضها يسبح والبعض يزحف، وأخر يطير، وآخر يمشي….”ص25.

واضح أنّ الكاتبة في قصّتها هذه تجيب على أسئلة الأطفال حول قضيّة الخلق، فالأطفال عادة يتساءلون عندما تنجب أمّهاتهم عن المكان الذي جاء منه الطّفل؟ وكيف؟

وها هي تجيب على هذه الأسئلة بحذر شديد، في محاولة منها لتثقيف الأطفال حول هذا الموضوع، فأصل المخلوقات نقطة، وهذه إشارة إلى بداية تكوّن الجنين، عندما تلتقي بويضة الأنثى بحيوان الذّكر المنويّ فيتّحدان لتكوين الجنين فيما يعرف “بالتّلقيح”. وإذا كان الجنين يتكوّن وينمو في رحم الإنثى في بعض أنواع الجنس الحيواني ومنهم البشر، ويخرج عندما يكتمل، فإنّ أجناسا أخرى تتكوّن وتنمو داخل بيض تقذفه الأنثى خارج جسمها بعد تلقيحه، مثل الأسماك والزّواحف والطيّور وحتّى الحشرات.

وفي تقديري أنّ الكاتبة في قصّتها هذه متأثّرة بالثّقافة الغربيّة، التي تثقّف الأطفال جنسيّا بالتّدريج حسب أعمارهم، من خلال المناهج الدّراسيّة. وهذا لا ينتقص شيئا من القصّة أو من قدرات الكاتبة، فالاطّلاع على الثّقافات الأخرى ضروريّ ومطلوب.

وقضيّة تكوين الجنين ليست جديدة فقد وردت في القرآن، يقول تعالى:” “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ”.

الأسلوب واللغة: اللغة فصيحة بليغة جميلة، والأسلوب سرديّ سلس يناسب الأطفال.

الرّسومات والإخراج: واضح أنّ الفنّان رعد عبدالواحد محترف بالرّسم للأطفال بطريقة لافتة، وأنّ شربل الياس أيضا محترف بمنتجة الكتب وإخراجها بطريقة لافتة، فطوبى لهاما.

ملاحظة:عنوان “أثر الفراشة” استعمل كثيرا واستهلك بشكل كبير، حبّذا لو أنّ الكاتبة اختارت لقصّتها عنوانا آخر.