23 نوفمبر، 2024 5:44 ص
Search
Close this search box.

قصب “البينة”.. زرع في الاهوار وحصد في بغداد

قصب “البينة”.. زرع في الاهوار وحصد في بغداد

ذاك الغصن الذي لا يهزه ريح, ولا يعيق نموه قسوة الظروف, ولا ينبت الا في تلك الارض المالحة ذات الجبين الاسمر, امتدت جذوره الى الاف السنين, يحكي تاريخ العراق, متمسكا بهويته الوطنية, كان منه القلم والسلاح, دافع بتلك اليدين عن الحق, ضد الظلم والجور, كان من وقع القلم “بينة”. تصدح بصوت الحقيقة, وترسم طريق الحرية, بأنامل صادقة, وضمائر حية, ولسان مقاوم, وقلب يملئه الايمان, كانت لسان المظلومين والمضطهدين من البعث الصدامي, أكملت ذاك المسير نحوا سماء, بأرواح الشهداء, وهي تؤمن إن للحرية ثمن, أعطت من الدماء الكثير, في سبيل كلمة الحق ضد سلطان جائر, فحلقت بجناح الحرية الى بغداد, بعد إن سقط الصنم, وبزغ فجر جديد, يروي ظلم الدهر, لبلاد لم تعرف من الحياة الا الموت, حتى ولد موت جديد, يحصد الارواح بالجملة, لا يفرق بين البشر, فما كان إلا أن يقاوم بكل الطرق وعلى كل الجبهات, أصبحت “البينة” مشجب لأقلام الحق, وقاعدة أطلاق, لصواريخ الكلمة, ضد فكر التكفيري, مزجت بين أصالة الاهوار, وعذوبة دجلة, لم ولن تتراجع عن قول الحق, حتى وإن فجروها, و استهدفوا أقلامها , فما زالت تنبض بضمير حي . وعين راصدة , تتبع منهاج النبوة, وليس عليه تسير! (من يسير على شيء, يضعه تحت قدميه)

كانت وما زالت, منبع علم, وكلمة حق, هي مدرسة يتعلم منها الاجيال, تنير بكلماتها دروب المجاهدين, في حربا تكاد أن تكون إعلامية أكثر مما هي واقعية, فما كان لقصب “البينة ” إلا أن ينمو من جديد, ويزداد صلابة وقوة ضد أعداء الانسانية, وطاغوت العصر, والفكر المنحرف, إن الفكر لا يقاتل الا بفكر. وللبينة صولة فكرا معتدل, يحب الخير ويصنع الامل, وتاريخها العظيم لا يحاك بسطور.

أحدث المقالات

أحدث المقالات