19 ديسمبر، 2024 12:39 ص

قصائد الشاعر ” صادق العلي ” التعرف على علل

قصائد الشاعر ” صادق العلي ” التعرف على علل

الاشياء من خلال ديوانه ” اتيقن من شكوكي “
معظم ما كتب عن الشاعر المغترب ” صادق العلي ” لم يصطدم بالغموض والغرابة ، فجاءت القراءات المتعددة ، من قبل بعض النقاد بإعتقادي الشخصي سهلة وبسيطة ، ولأن أي قارئ يحترم اي منجز بقدر ما ينتفع به ، ومحال أن ينتفع ويستفيد الا اذا فهم وعلم ، والقصيدة المفلسفة هي بحد ذاتها من المشكلات والمعضلات ،وهنا يجب أن أقول لماذا لم يتم يتناول ديوان ” العلي ” من قبل النقاد المعنيين وتسليط الضوء على هكذا قصائد ، كتبت معظم قصائده بقصيدة النثر المعروفة و الرائجة في وقتنا الحالي ، ولو طلبنا من النقاد أن يبذلوا أقصى الجهود في التحري عن القصائد التي كتبها ” العلي ” عبر رحلة طويلة أمتدت من العراق إلى امريكا ، اذن هو شاعر امريكي من أصل عراقي ، في ديوانه الأول ” هؤلاء نحن ” الصادر عن دار الغاوون ، وديوانه الثاني ” اتيقن من شكوكي ” الصادر من دار ضفاف ، حتى نؤمن ونوقن بإن الناقد العربي هو الباحث عن ما هو جديد في عالم الشعر والمعرفة ، و بأن للجهد والتكرار الدائب له ثماره وآثاره التي تظل عالقة في اذهان الباحثين عن الرقي والمتمرسين في نقل أي ابداع ، وأن أسلوب الانسان هو نفس الانسان ، وهنا يقول في أحدى قصائده

على حدود السؤال اخلع ثياب اليقين …..

ثياب الشك .

أتعرى كما جئت أول مرة …

والقصيدة التي سببت له عله من علل حياته المتعددة نتيجة البحث عن الكثير من المكنونات ، والتساؤلات الفطرية للأشياء والاحداث ، وهنا ربما تفاعل بقرينة السياق وتحمل ما خفي علينا من العلل ، وبالتالي لا يسوغ بحال جحودها والقطع بعدم وجودها ، ربما تأثر لأنه دائماً يحدثتي عن فلسفة الكثير من الفلاسفة ومنهم الفيلسوف الالماني ” ليينتز ” فقد أكتشف من التساؤل الفطري ، مبدأ العلية والسببية القائل ” لكل حادث حديث ” واليك عبارته الخبيرة الغزيرة ” لا واقع يمكن أن يكون حقا أو موجودا ، ولا حكم يمكن أن يكون حقا الا وتكون هناك علة كافية لكونه كذلك لا على خلافه ، وان كانت العلل ، في الغالب لا يمكن ان تكون معروفة لنا ، وحتى لا يقسي علينا البعض من النقاد هنا أستشهد بمقولة للمرحوم الكاتب ” محمد جواد مغنية ” في كتابه الشهير مذاهب فلسفية وقاموس مصطلحات ” حين يقول ، مع هذا فلا آمن الخطأ فيما سطرت وعرضت لسبب واضح وبسيط وهو آني لست معصوما ، وآيضا لست مجنونا ، واعوذ بالله من حبائل الغرور وعمى القلب والقصور ،

أن تعبث برأسك الكؤوس

ان تلهو به فكرة الله

ان تفض بكارة قصيدة

او ترتمي بين قدمي عاهرة

انت دائما مُثقل باللحظة الثالثة

تلكم لحظتا الحياة والموت

مؤكدا ” العلي ” أنه شاعر متعدد الأسئلة والجدل ، وهو مؤمن بالمعرفة لكل الناس ، وان قصاده التي بين آيدينا لها دلالتها الذاتية ، أو لنقول أنه محاولاً تغيير الواقع إلى الافضل ولو بايقاظ الوعي ، أليس الشعر أرقى ما أنتجته البشرية على مر التاريخ ، ويتفاعل معها ويعيش فيها ، وبالتالي يقدمها للجميع بعد أن يكون قد أستنفذ كل مشاعره وأحاسيسه .

الموت يضاجع الحياة على سرير الروح

بعد كأسي الثالثة

رأيت الموت ميتاً

هو الخلود بدون عشبة

ولا انكيدو

بقي أن نقول ان الديوان من القطع المتوسط ويقع في 82 صفحة وعن دار ضفاف للنشر – الشارقة ، بغداد ” اتيقن من شكوكي “