قَرْيَة الجَزْرُونِيّة :
الجُزء الثاني :
1. الموقع الجُغرافي لقرية الجَزرُونِيّة :
جسلونه هيه قرية الجزرونية حالياً الواقعه على مسافة عشرين كيلو عن زمار القديمه ذكرها صاحب الكتاب المجدل في حوادث سنة 596 ه /1200 م بقوله هي (قرية الجصلونه من بلد الموصل وهي بالقرب من (باوشنايا) وقد نزح بعض اهلها في حقبة العثمانيين الى ماردين نتيجة لاضطراب حبل الامن وتل الجزرونية الحالي هوه من بقايا قرية الجسلونة )
قرى ريف الموصل. مستدرك على معجم البلدان…..
د .يوسف جرجيس الطوني
مركز دراسات الموصل. جامعه الموصل..
تَقَع الجزرونية شمال غرب زُمّار و تبعد عنها قُرابة ( 45كم) وهي ضمن مقاطعة ( 79 ) يشترك بملكيتها ( 42 فلّاح) حيث جعل الشيخ (يونس الصحن وهو نجلُ أخ الشيخ مجنان “يرحمهم الله” ) أراضي الجزرونية شريك وخليط ولم يفرق بين بعيد أو قريب في توزيعه للأراضي ، وفي نوبة غضب دخل بينه وبين ذويه حمله السوء وإنتقل إلى سورية وترك العشيرة لإبن عمه الشيخ (محمد المجنان ( شاء الله أن تفيض روحه هناك حيث توفي ودفن في قرية (كندك قرب خان الجبل قريب من المالكية) ولازال قبره هناك شاهداً على مرارة الغربة وعلى إباء الرجال .
مساحه الجزرونية ( 4365دونم) ما عدا الأراضي الصخرية والمراعي ، تتقاسم معها مقاطعة (سيقبات/ سي قُبّات) الجهة الشرقيه الشمالية ، يشتهر أهل الجزرونيه بالطيبة والمَحنّة ، وقد ذكرتنا هذه المفردة بالمرحوم داخل حسن (يرحمه الله ) حين يشدو بصوته العَذِب مغَرِداً :
بَعَد ما أشوف شَخصَك وألمحنه
وأظن قلبك تبدَل وألمحنه
عَبالي أحباب نصبح وألمحنه
نتعاطى بالههوى ونكَعِد سوية
وبالعودة إلى حنين أهلنا في الجزرونية إذا فارق أحدهم الآخر أسبوع زَمان ثم التقيا يبكيان ويذرِفان الدموع بِسخاء ، ومن الطرائف التي نوثقها للتأريخ فقد تعلق أغا عشيرة الهسنيان ( محمد العمر ) وهو شاب ببيت الشيخ (حسين بن عَم الشيخ مجنان) “يرحمهم الله جميعاً ” تعلقاً شديداً حتى إعتُبر أحد أبناء العائلة وشاء الله أن تنطلق طلقة من سِلاحه وتقتل (ناصر شقيق حسين آل حسيين) فهرب ( محمد العمر المصطي ) لجهةٍ مجهولةٍ فكانت والدة (ناصر يرحمها الله) تبكي الحي ولا تبكي الميت وتقول :
أنا خائفةٌ على إبني هذا تقصد (محمد العمر) أن يقتل نفسه على أخيه …!!!