23 ديسمبر، 2024 1:17 ص

قريبا من عراقيتنا بعيدا عن الطائفية!!

قريبا من عراقيتنا بعيدا عن الطائفية!!

تعددت التفسيرات و النتيجة واحدة أن فشل الأداء السياسي في العراق انضج تيارا طائفيا غريبا عن ثقافة العراقيين و اركان آخوتهم المشتركة، شعب العراق بريء منه بشكل مطلق، فما يجري تناحرعلى النفوذ لا خدمة الطائفة ، حيث أبحر السياسيون بعيدا عن المواطنة ليتحولوا الى سموم قاتلة لوحدة النسيج الاجتماعي بمغريات السلطة لا الخوف على اللحمة الوطنية و الصوت العراقي.

لم يعرف تاريخ العراقيين ولعا بهدم بيوت الله و الاعتداء على الحرمات، مثلما يأبى العراقي استباحة دم آخيه بدافع الانتقام الطائفيي فهذه الأمور تحولت الى ثقافة بعد تغلغل الاحزاب الدينية بصناعة القرار السياسي بمفارقة عراقية غير مسبوقة، حيث يستحيل التوفيق بين الرؤا طالما لم تحسم خلافات مذهبية منذ قرون، علما أن الأخيرة لم تؤثر في السابق على أخوة العراقيين قبل استغلالها من كيانات حزبية لامتلاك قاعدة جماهيرية بمغريات المال لا القناعة الحقيقية.

العراقيون ليسوا مجموعة مكونات حسبما رسمه الدستور الجديد، وهم ليسوا خليطا غير متجانس من البشر، مثلما أن العراق ليس شبحا مثلما يصفه مصابون بمرض فقدان الذاكرة، ما يحتاج من العقلاء وقفة عاجلة لمنع هدم البيت العراقي من القواعد، فكلما ابتعدنا عن عراقيتنا تسللت الى ظهرانينا خناجر الغدر، وطالما واصلنا عزف لحن الطائفية أطربنا مسامع الأعداء بكل عناوينهم، والعراق لا يستحق ذلك، فقد ابتلاه الاحتلال بمقامات لم تبلغ الفطام السياسي حد كتابة هذه الكلمات.

لقد استغل المنافقون طيبة الشعب العراقي و تسامحه لتمرير مخططات فتنة رهيبة، زرعوا الخوف الطائفي في نفوس الأبرياء بتفجيرات منظمة و خطب رنانة، غير مكترثين بالخراب و الدمار لأنهم يعيشون على الأزمات و يكرهون عبارة ” حب الوطن من الايمان”، وبعد أن وقع الفأس بالرأس باحتقان النفوس ليس أمام العراقيين من سبيل غير الانتصار لعراقيتهم، لأنه لا يمكن مسح عبد الزهرة أو عبد الرحمن من سجلات النفوس و من المستحيل الغاء التوزيع الطائفي الالهي على العشائر، وتقاسم الصالحين ثرى أرض العراق الطاهرة.

لقد مرت على العراق سنوات عجاف و تحديات مظلمة ، لكنه ظل كالبطريق ينتفض على الواقع و يستعيد عافيته لأن شعبه كبير في الصبر و القدرة على تجاوز الملمات، لذلك من غير الانصاف الاستسلام للأمر الواقع و منح المنافقين فرصة تخريب العراق كي تقر عين طهران و أنقرة أو الرياض و واشنطن و موسكو، هي دعوة لاهلنا في العراق لشد الحزام و تعديل عقال الرأس و الانتخاء لنصرة العراق، فقد شاخ الحبيب قبل موعده، وتنوعت أخاديد الحزن على وجهه، مثلما تسلل الخوف من المجهول الى قلوب ابنائه، ما يستدعي ثورة شعبية للدفاع عن الحرمات و استعادة الثقة بالنفوس احتراما لبلد

هو الأعرق و شعب هو الأكرم و تاريخ هو الأقدم، لا يجوز مواصلة السكوت على هذا الظلم الذي فاق في مأساويته التأمر الخطير على ثورة الامام الحسين ” ع” فحجم الدم المسال على أرض العراق أفقدها القدرة على العطاء.. هي دعوة ثانية للحفاظ على أخوتنا و التي بدونها لا يوجد وطن أسمه عراق، فأي مقام يقبل هذا الظلم!!

[email protected]