23 ديسمبر، 2024 3:00 ص

قريبا من اسوار الكفر

قريبا من اسوار الكفر

لست حزينا لموت مرسي

ولست فرحا بما يحدث على ضفتي الخليج

ولست متألما لاحداث اليمن

ولست مباليا بما ينهب من خيرات العراق

ولست مهتما لقولك بأني (لست منهم )

ولست منتظرا ظهور صاحب الزمان

نعم لست حزينا لموت مرسي لان الرجل طالب حكم والطامحون للحكم اما تكون لهم ضربة في جبهة الاسد او يكونوا اشلاء بين انيابه وكانت حصة مرسي الثانية ولست مستفيدا من نصره او متضررا من فجيعته .

نعم لست فرحا بما يحدث على ضفتي الخليج فقانون اطراف الصراع واضحا لا لبس فيه اما ان تكون تابعا لتحترق بنار الاخر او تكون محايدا لتصيبك نيران الاطراف كلها .

وما هو المؤلم في احداث اليمن ؟ انهم يمرون بما مررنا به نحن في العراق وسوريا ولبنان ويدفعون ضريبة الثنائيات ان كنت مع هادي سيقتلك الحوثيون وان كنت حوثيا سيقتلك السعوديون وعلى من لم يحصل على موت مجاني ان ينتظر ملل النزقين وانتفاء رغبتهم للقتل المجاني ليندب الموتى ويبكي على الاطلال .

وماذا بقى من ثروات العراق لم ينهب بعد لأهتم له ؟ لقد كان العراق مشروعا للسرقة مذ وطأته خيل الفاتحين ولايهم ان كان السارق بامره يقيم في طيبة او دمشق او الاستانة او لندن او واشنطن او الري وعلى فرض ان هناك ثروات فما حصتي منها انا المسروق حتى مع صنع حمورابي كرسيا من جلد القاضي القديم للقاضي اللاحق ؟

نعم لست مهتما لقولك اني لست منهم فأنا فعلا كذلك وقد سرقتني وقهرتني كل اطيافهم ومذاهبهم في كل الحقب وخدعني الحاكم يوم اعلن : ( ان ضاعت شاة باقصى السواد فهو يخاف ان يسأله الله عنها ) وقد سرق كل العراق بامره وتحت نظره ولم يداخله خوف من سؤال الله له .

نعم اقر بذلك .. لست منتظرا ظهور صاحب الزمن بعد ان علمتني التجارب ان صاحب الزمان هو من يملك القوة والقرار وليس مهما ان يكون اسمه محمد او هولاكو او سلطان سليم او شاه اسماعيل او تشرشل او ترامب ولست قادرا على الفرز بين الخرافة والحقيقة بعد ان داست سنابك خيل الفاتحين كل شيء في بلدي ولم اشاهد حتى احتجاج او ردة فعل محدودة لمن اخبروني انه سيملئها عدلا بعد ما ملئت جورا ولم احصل او ارى سوى سين التسويف التي عايشها الالاف من اسلافي دون ان تخفف من معاناتهم او تمنع عنهم سيول الغزاة واللصوص والظالمين .. ان كان لك قدرة بأن تدلني عليه كيانا ماديا ( بشرا يعيش بيننا ) فخذ بيدي وان كنت عاجزا فوفر بشارتك ودعني اتعامل مع قدري بلا مبالاة او امل ومتى ما اصبح واقعا ساعترف بصدق بشارتك .

الا يكفي هذا توضيحا حتى تكف عن مطالبتي بأن اكون منهم وهم قتلوني بأسمه وسرقوني باسمه ودمروا كل شيء باسمه وعلمتني انت الخنوع انتظارا لما لاتستطيع انت وضعه في خانة الحقيقة او الخرافة .