يعاني الكتاب الوطنيون من هموم كثيرة أولهما هموم الوطن المبتلى بمافيات من العملاء والإرهابيين واللصوص والمزورين والفاسدين، وهموم أخرى لعل من أبرزها تدخل دول الجوار في الشأن العراق سيما الجارة اللدود في الشرق، ومن تلك الهموم هموم اللاجئيين الإيرانيين في معسكري ليبرتي وأشرف ويفترض أنهم ضيوف العراق وفقا للأعراف والتقاليد العراقية المعروفة، وهم أيضا يتمتعون بصفة اللجوء القانوني وفقا للأعراف الدولية وإتفاقية جنيف الرابعة. وقد تعرض اللاجئون الى جريمة الإبادة البشرية من قبل ميليشات ولاية الفقيه كحزب الله وعصائب أهل الحق وفيلق بدر وبتعاون رسمي واضح ومفضوح. كالعادة لم تتمكن الحكومة العراقية الحالية والسابقة من كشف اللثام وإعلان الحقيقة مع أن الأمر لا يحتاج الى الكثير من التحقيقيات سيما أن الجهات التي قامت بالعمليات الإرهابية ضد معسكري أشرف وليبرتي أعلنت بكل صفاقة ووقاحة مسؤولياتها عن العمليات الإرهابية، لكن الحكومة التي تدعي محاربة الإرهاب من جهة، نفسها تشجع الإرهاب من جهة أخرى.غالبا ما كنا نقترح على منظمة مجاهدي إحالة الملفات التي تتعلق بالعمليات الإرهابية التي تعرض لها اللاجئون في أشرف وليبرتي علاوة على الحصار الدوائي والمستلزمات الأساسية للمعيشة، وكذلك سرقة ممتلكات اللاجئيين من مكائن وعربات ومولدات وغيرها من المواد، علاوة على الأضرار التي لحقت بالمعسكرين، والأهم من هذا وذلك المطالبة بالتعويض المالي عن كل الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها اللاجئون في العراق، وهذا أمر يقره القانون الدولي. كما إقترحنا عليهم المطالبة بإحالة ملفات نوري المالكي وحيدر العبادي الى المحاكم الدولية بإعتبارهما مجرمي حرب، سيما ان حزب الله الإرهابي قد تبنى مسؤولية الهجومات على المعسكرين وهو جهة رسمية كما أعلن حيدر العبادي بقوله ” أنه جزء من المؤسسة العسكرية ويخطع لأوامر القائد العام للقوات المسلحة”، وهذا يعني انه يتحمل المسؤولية كاملة عن المجازر التي تعرض لها اللاجئون الإيرانيون في العراق وفق القانون الدولي.
لم نحصل على جواب عن تساؤلاتنا المهمة، وبدورنا لم نلح في مطالباتنا لمعرفتنا الأكيدة بأن المنظمة مثلما هو معروف خالا مسيرتها الجهادية الطويلة وتضحياتها الجسيمة لا يمكن أن تغفل عن هذه النقاط الجوهرية، لكنها تتصرف دائما وأبدا بعقلانية وتروي في ظل القيادة الحكيمة الملهمة للسيدة مريم رجوي، أنه الصبر الذي يحسدهم عليه النبي أيوب ذاته. كنا على يقين بأن المنظمة تنتظر الوقت الملائم لفتح كل الملفات العالقة التي تتعلق بإنتهاكات حكومتي إيران والعراق بحقها، وأن السبب الذي يقف وراء تحملها الطويل إنما هو الخوف على اللاجئين الموجودين في العراق، لأنه مع عدم تفعيل هذه الملفات أرتهم حكومة الفساد وميليشياتها الإرهابية نجوم الليل في عز الظهر! فكيف يكون الأمر في حال تفعيلها؟ أنها الحكمة الخالدة في إختيار الوقت المناسب لتوجيه الضربه المناسبة.الآن بعد أن تكللت مهمة خروج للاجئيين الإيرانيين بأمان وسلام عبر تظافر الجهود الدولية وتجاوز العقبات الكؤود التي وضعتها الحكومة العراقية أمام خروجهم الآمن إلتزاما منها بتوجيهات نظام الملالي القابع في إيران، إنزاحت أحد الهموم التي أرهقت الكتاب العراقيين الشرفاء الذين عانوا ما عانوا بسبب وقوفهم مع اللاجئين الإيرانيين وقفة حق، ورفضهم للوسائل القمعية التي إتبعتها الحكومة والميليشيات الإرهابية التابعة لها تجاه ضيوف العراق.الآن تغير الموقف، وعليه ستتغير توجهات المنظمة بكل تأكيد بعد أن أطمأنت على سلامة أعضائها بخروجهم من كهف الأفاعي السامة، وسوف تفتح كل الملفات السابقة المتعلقة بالعمليات الإرهابية التي قامت بهما حكومتا المالكي والعبادي وميليشات ولاية الفقيه، وسترغم حكومة العراق رغم أنفها على تعويض اللاجئين الإيرانيين عن الإضرار المادية والبشرية التي تعرضوا لها، فهذه الجرائم التي تدخل في حيز الإرهاب والإبادة الجماعية لا تتأثر بالتقادم، كما أن المحاكم الدولية محاكم محترمة ومنصفة، ليست كمحاكم مدحت المحمود الهزيلة التي لا تعترف المنظمات الدولية والأنتربول بأحكامها المسيسة والجائرة.بقدر ما لاح فجر جديد على منظمة مجاهدي خلق، بقدر ما خيم ليل حالك الظلمة على حكومتي العراق وإيران. فمنظمة مجاهدي خلق التي تقودها المرأة الحديدية مريم رجوي خطت خطوات سريعة في إستقطاب الرأي العام الدولي بجانبها، وهذا ما يرهق نظام الملالي وربيبتها الحكومة العراقية. فالمؤتمر الأخير الذي عقدته في باريس كان حضوره مذهلا وفق كل المقايس والإعتبارات، ليس من ناحية العدد المهيب، بل في نوعية الحضور وتنوع وفود الدول التي حضرت المؤتمر أيضا.
نقول للاجئين الإيرانيين سلامات وألف سلامات! إنكم تختلفون عن بقية المجاهدين الأبطال لأن جهادكم لم يتوقف لحظة واحدة في مقارعة قوى الظلام، صحيح أن المنظمة أيضا لم تتوقف عجلتها الجهادية منذ تأسيسها لحد الآن، لكنكم كنتم في خط المواجهة الأول وقاسيتم الكثير. لقد قدمتم درسا بليغا لأحرار العالم بأن المجاهد لا يتنازل عن مبادئه مهم إشتدت وسائل التعذيب والقمع التي يتعرض لها، بل أنها تزيده عزيمة وإصرار على المواصلة. هذا هو درب الجهاد، درب طويل وشائك، لكنه الطريق الوحيد للتغيير والتحرر من الطغاة، طريق واحد لا بديل له.هنيئا لكل اللاجئين الإيرانيين على هذا النصر المبين، وكلمة أخيرة الى اللاجئة الإيرانية في أشرف وليبرتي، من الصعب صياغة الكلمات التي تتناسب ومقدار التضحيات التي قدمتها، فكل قطرة دم نزفتها بسبب الإرهاب الحكومي، وكل دمعة كالؤلؤ الصافي ذرفتها عينيها على شهيد في المعسكر، وكل آه خرجت من فاهها العطر عن التعذيب والحصار الجائر، ستكون لها قوة الرعد في سماء الحرية والجهاد، لقد قدمت الكثير، بوركت! فلك العز والكرامة دنيا وآخرة.
أن المرأة الفلسطينية والعراقية والإيرانية والسورية مجاهدات منذ نعومة أظافرهن. لا يسعنا غير الإنحناء بوقار إجلالا لتضحياتهن الجسيمة، هنٌ بحق بيارق خفاقة في سماء الحرية والعطاء.