23 ديسمبر، 2024 8:34 م

قريباً سيُرفع قميص عثمان بحلتهِ الجديدة !

قريباً سيُرفع قميص عثمان بحلتهِ الجديدة !

من خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام، تسمى الشقشقية، يصف عثمان فيها:( إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيهِ، بين نثليهِ ومعتلفهِ، وقام معهُ بنو أبيهِ يخضمون مال الله خِضمة الإبل نبتة الربيع، إلى أن أنتكث عليهِ فتلهُ، وأجهز عليهِ عملهُ، وكبت بهِ بِطنتهُ).

في السنة الرابعة والعشرين من الهجرة، تسربل عثمان بقميص الخلافة، وامتد حكمه اثني عشر عاما إلاّ قليلا، انتهت بمقتله في أواخر السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة، وكان ذلك عصر يوم الأربعاء.

روي أنه كان عند خازنه يوم مماته، مئة وخمسون ألف دينار، وألف ألف درهم من المال، وقدرت قيمة ضياعه في وادي القرى وحنين، بمئة الف دينار، الى ما خلفه من خيل وإبل لا تحصى، وقد غدا العديد من الصحابة في أيامه من ذوي الثراء جرّاء عطاياه، أمثال: الزبير بن العوام الذي بنى بيوتا فارهة، وطلحة الذي بلغ ثراؤه حدّا أضحت معه غلاله من العراق، تدّر الف دينار في اليوم!
ثم غيرهما، كعبد الرحمان بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وزيد بن ثابت، أضف الى ذلك أن عثمان كان يغدق الكثير من الأموال على أقاربه، وخواصه من بني أمية!

يروي الواقدي أن أبا موسى الأشعري، بعث إلى عثمان بمال عظيم من البصرة، فقام عثمان بقسمة هذا المال، بتمامه بالقصاع على أهله وذويه، حتى راح دمعه يسيل من شدة التحديق! كما وهب الحارث بن الحكم إبل الصدقة، أمّا حكايات عطاياه لمروان بن الحكم وأنسبائه وغيرهم فمعروفة، مما جعله هدفاً لطعن الناس به وملامتهم له.

هذا وقد ظهرت من عثمان في أيام خلافته أمور، كانت ذات وقع أليم على الناس، منها ما فعله مع عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر، وإخراجه أبا ذرّ من المدينة ونفيه إلى الربذة.
منها أيضا ما جرى منه مع أهل مصر، فقد قدموا الى المدينة، يشتكون إليه ويتظلمون من أفعال عامله عبد الله بن أبي سرح، لكن عثمان وعدهم ولم يوفِ بوعده، بل نكث بهم وغدرهم( في كلام طويل)، حتى ثار عليهِ مجموعة من اهل مصر، وبعض القبائل، بقيادة محمد بن أبي بكر، وقتلوه في داره، وبقي جسده ثلاثة أيام على الأرض، تم بعدها دفنه بالمدينة.

بعد أن تولى الأمام عليه السلام الخلافة، أعلن أنه سيرجع المال المسروق الى بيت مال المسلمين، حتى وأن زوّج به النساء، هذا الأمر أثار حفيظة المستفيدين من عثمان وهم أيتامه، فخرج طلحة والزبير، بزوج النبي السيدة عائشة، ضد الأمام رافعين قميص عثمان الذي قتل فيه، ومطالبين بدمه من علي عليه السلام، في حين إن الأمام عليه السلام، كان يرسل له الماء والغذاء، عندما حوصر عثمان من قبل المحتجين عليه49 يوما! 

أقول: لطالما أني شبهت، الحكومة السابقة وسياستها، بحكومة عثمان، فهل سنشهد في الأيام القادمة في العراق، أن يرفع قميص عثمان بحلته الجديدة!