18 ديسمبر، 2024 11:46 م

قرن من معارك الصبر لنيل حرية التعبيير

قرن من معارك الصبر لنيل حرية التعبيير

کثیرة هي الاحاديث وبالأخص الحديث عن رجال عاشوا حياة الامراء والسعداء في ربوع الوطن ليتحدثوا عن حياتهم قبل أن يتوفاهم الاجل الذي لابد منه نعم تحدثوا عن الكثير من الصعاب التي واجهوها ليعيشوا تجربتهم الفريدة من خلال تعاملهم مع البشر ليتركوا بصمات لكل من عرفهم عن قرب وعن بعد هذه الشخصيات التي جاهدت ضد الظلم والاستبداد الذي خلف من الحكام أبان الحكم العثماني وغيرهم ممن استفزوا القوم لتشهد البلاد عدة ثورات داخليه وخارجية لبث روح النصر في صفوف المقاومين .

واليوم أتحدث عن الرجال الثائرون الذين جادو في أنفسهم ومالهم رجال عشقوا الشهادة فنالوها لتتسابق أجسادهم نحو أعواد المشانق لتعيش الامة حرية التعبير عن الواقع رغم خذلان الأمة لهم هذه التضحيات لهؤلاء الرجال الذين عرفتهم ميادين القتال ليرتفع شعار الموت لكل ظالم ظلم حقوق الشعب وعلى المرحلتين مرحلة الاحتلال البغيض لحكومة الاتراك مع حكومة البريطانيين وكانت البداية في المحلات الاربعة محلة العمارة ومحلة المشراق ومحلة الحويش ومحلة البراق وكل رجل منهم يعود لمحلة من محلاتها وأزقتها كل منهم له قصة جميلة كطيب جمال نفسة الابية كل رجل له مشهد لطيف كلطافة روحه هؤلاء ابات الضيم رحلوا سعداء تجمعهم طيبة النجف الاشرف ومنها محلة العمارة مع رجال عشقوا الشهادة مستبسلين بها رحلة شاقة مع صمود ابطالها رحلة تشهد لها فيافي صحراء النجف القاحلة واوديتها وطيرانها وكل شيء يشهد لهم في زعزعت اركان الدولة العثمانية لترسل الى الاستانة في بغداد حول شقاوات النجف آنذاك لكي تستمر المنازلة عدة ايام لتخلف اثار الدماء هنا او هناك مع اثار التعذيب النفسي لهم او سجن او نفي الى مناطق قريبة لحدود النجف وتشهد عقوبة لهم ونفيهم خارج النجف.

هؤلاء الرجال الثائرون عندما سمعوا بفتوى الجهاد التي أطلقها رجل الدين في النجف الاشرف آنذاك كانوا كثيرون من أهالي النجف مبعدون الى منطقة السماوة من قبل الحكومة منهم عطيه أبو كلل وسلمان غيدان ومحسن ناصر حسون أبو غنيم الذي قتل المارشال بعد دخولهم الى السراي. بعد قتل المارشال تمت الاشتباكات معهم ليجرح أحد الابطال وهو محمد صادق الاديب ليستشهد بعد ذلك بثلاثة ايام أعود الى الفتوى التي مهدت لهم الطريق ليعودوا الى النجف وعند وصولهم اليها كان معظم اهالي النجف قد خرجوا الى بغداد بعد مراسيم خروج الراية راية بطل الموحدين أمير المؤمنين (ع) وعند وصول الابطال خرجت الراية مرة ثانية من خزانة الصحن الشريف لمعرفة سادن الحرم مكامن الرجال وشجاعتهم في الميدان أخرج لهم الراية يوم السبت اي بعد رحيل العلماء والمشايخ والوجهاء وعامة الناس الى الكاظمية المقدسة وعند خروجهم من الصحن الحيدري الشريف لتقل خيولهم وأمتعتهم عجلة الترمياي آنذاك ومبيتهم تلك الليلة عند مسجد الكوفة ومرقد مسلم بن عقيل (ع) ليلتحق القوم ومعهم الراية الحيدرية الى بغداد وعند وصولهم أستبشر المراجع بهم خيرا (1) ومنهم من نال شرف الشهادة في عدة مناطق من مناطق القتال كاستشهاد عمنا الشهيد عبد الحسين محمد عبيس أبو غنيم الذي نال شرف الشهادة في منطقة العمارة محافظة (ميسان)هو وثلة مؤمنة بالله تعالى لتسكن في مثواها الاخير بعد أن وضعت أجسامهم في مقبرة ضمت هؤلاء المجاهدون الذين دونت أسمائهم فيها .

وبعد خذلان الجيش التركي في عدة معارك لهم عادوا الى النجف متسللين ليلا الى ديارهم وهم محملين بالأسلحة والمعدات لتشعل فتيل السيطرة على المدينة والتحكم برجالها دون المساعدة بقائمقام المدينة ولا غيره من ارباب الفساد حيث حكم اهالي النجف منذ عام 1915 الى عام 1917 أنفسهم بأنفسهم وفي السنة الاخيرة حصلت مشكلة عنزة التي جاءت وهي تحمل ورقة من الحاكم البريطاني لكي تشتري الحنطة والشعير والتمر وغيرها من البضائع لترتفع الاسعار مما جعل من الاهالي النجف التحرك لضرب هؤلاء والاعتداء عليهم وقتل منهم والاستيلاء على بعض الجمال منهم لتثور ثورة الحاكم البريطاني2- انذاك وقد استدعي شيوخ النجف الاشرف حسب الوثائق السرية البريطانية لتأخذ منهم غرامة مالية وأسلحة قدر (500) بندقية وبعدها نصب الحاكم البريطاني المارشال وأن هذا التنصيب هو الذي جنى عليه لعدم خبرته بأحوال أهالي النجف ليقتل وتدور رحى الاقدار لمعركة ووجود قصف ورمي من الجهتين حتى أخذ المقلاب الذي كسر المعادلة لحصار ليطول خمسة وأربعون يوماً بعدها خذلان أقربين لهم مع جوع شديد لم تراه ابات الضيم ليرفعوا الراية البيضاء لتنصب أعواد المشانق لهم في خان محسن شلاش مع تهجير كثير من أهالي النجف ومنهم عطيه أبو كلل وغيره وهؤلاء لم يمت منهم الا واحد عمد ضابط عثماني مخبول على أحدهم وقتله ليدف هناك ليعودا بعد أخذ التعهدات عليهم عادوا الى الديار عام 1923 – 1925 بعفو خاص 3- .

1- النجف الاشرف وحركة الجهاد ص250

2- الوثائق السرية البريطانية دار الكتب ووالثائق

3- نفس المصدر