تقول أحدى الأساطير الوثنية اليونانية القديمة ، أن الكرة الأرضية تقف على قرن ثور ، ولكم أن تتصوروا مدى هدوء ووداعة الثور! ، فلا سلاح لديه سوى قرونه التي يستخدمها كرأس رمح في كل صراعاته التي لا تنتهي ، حتى اذا خلت الساحة أمامه من أعدائه ، فأنه سينطح الحيطان ، فهذا الحيوان لا هم له سوى شحذ قرونه حتى بالصخور .
أجد اليوم أن بلدنا الضحية الوحيدة التي تنطبق عليها هذه الأسطورة ، العراق وحده على قرن هذا الثور ، برعونته الخالدة خلود المأسي البشرية .
أخطاء قاتلة تتكرر بأستمرار ، يدفع ثمنها شباب محاصرون ، نعلَهم أشرف من كل مراجعهم الذين يستنجدون بهم لفك الحصار عنهم ، تحالف دولي خجول (ان كنت منصفا) ومشلول ومتقاعس بل متأمر ، وتحت نظر هذا التحالف ، وحدات عسكرية بأكملها ، تُحاصر وتملأ الدنيا صراخا تتناقله كل وسائل الأعلام ، تطلب النجدة لأيام ، وحكومتنا (أذن من طين وأذن من عجين) ، وكأنها (تنتظر) ابادتهم ، في الوقت الذي يُفترض أن كل العالم (الحر) معنا ، وأنه لا ينتظر أذنا من حكومتنا (أن صحّ تسميتها حكومة) ، وبأمكانه استخدام اراضينا وأجواءنا المستباحة والتي صارت (خان جغان) لكل من هب ودبّ ، لمد يد العون وفك الحصار عن وحداتنا المحاصرة ، ليس من حكومتنا ، بل من العالم الذي يسمونه (حُرّا) بكل اسلحته الذكية والغبية واستخباراته ،ليخذلهم هو الأخر ويتركهم لمصيرهم المحتوم ، عدوى (المعايير المزدوجة) طالت حتى العرب كالوباء ، فهذه ما تسمى (عاصفة الحزم) ، زلزلت الأرض تحت أقدام الحوثيين ، ولكن أين الحوثيين من الدواعش ! ، مَن الذي يمثل الخطر الأستراتيجي الأكبر الذي اكتوت به كل دول العالم ، أليس الأجدر أن نبدأ بالأهم ، فالمهم !،
هكذا مسحنا تراث هذا الجيش بسنواته التي زادت عن التسعين ، لنخرج بجيش بلا عقيدة ، وبلا قانون عسكري ، بل بلا سلاح ، جيش كثر فيه التسيب والتسرب والفساد ، مفاصل قيادية غير مترابطة ومصابة بالشلل والروماتزم ، مفاصل يجمعها المال ، وتفرقها المبادئ !.
ارى شروطا لتحرير الموصل والأنبار ، يضعها الخونة والسماسرة ممن باعوها وفتحوا بواباتها من الداخل ، وممن ساقوا الدواعش ومهّد لهم من الخارج .
قولوا ما شئتم ، العراق على قرن ثور ، على كف عفريت ، في مهب الريح ، ولن تقعوا في فخ المبالغة.