18 ديسمبر، 2024 6:41 م

قرض صندوق النقد الدولي اللاإسلامي و البطانية الصينية و يزيد بن معاوية يقودوننا نحو الهاوية

قرض صندوق النقد الدولي اللاإسلامي و البطانية الصينية و يزيد بن معاوية يقودوننا نحو الهاوية

على الرغم من الضائقة المالية التي يمر بها البلد إلا أن الحكومة تبذل جهودا ً حثيثة لتوفير الرواتب للموظفين. و لهذا الغرض أخذت الحكومة قرضا ً من صندوق النقد الدولي، مع العلم أن قروض صندوق النقد الدولي تخضع لدفع الربا و الربا حرام بنظر الإسلام و بذلك يكون قرض صندوق النقد الدولي حرام على كل من جاء به و من يأخذ منه، و لكن ساسة السلطة الإسلاميون تغاضوا عن هذا الربا الحرام لضمان أصوات الموظفين في الإنتخابات القادمة لصالحهم. و لغرض تعزيز ضمان كسب أصوات الموظفين تم منحهم سلفة عشرة مليون دينار و إجازة لمدة أربع سنوات براتب إسمي كامل. و هذه كلها في حقيقتها تعتبر رشوة المحرمة إسلاميا ً على الراشي و المرتشي. و أزاء هذه الإمتيازات فإن الموظفين سوف لا يفكرون بتغيير ساسة السلطة في الإنتخابات القادمة لأنه لا أحد منهم كان يأمل بمثل هكذا إمتيازات. فالموظف الذي يرى حكومته تستدين من أجل ضمان راتبه فإنه سيجد فيها الراعي الحنون الذي يجب التمسك و عدم التفريط به. و الموظف الذي يحصل على سلفة عشرة مليون دينار سيكون في قمة السعادة و ممنون لهذه الحكومة التي وفرت له هذه السلفة. أما الموظف الذي يحصل على إجازة لمدة أربع سنوات براتب إسمي كامل و هو جالس في بيته مع فرصة أن يعمل في القطاع الخاص للحصول على مال إضافي فسيكون شاكرا ً لهذه الحكومة التي وفرت له هذا الإمتياز و سيجد الدعوة لتغيير هذه الحكومة ليس إلا ّ هرطقة.
أما الناس البسطاء فإن ساسة السلطة سوف يضمنون أصواتهم في الإنتخابات القادمة عن طريق توزيع البطانيات الصينية و تحليفهم بالقرآن الكريم كما حصل في الإنتخابات السابقة. فالبطانية الصينية بألوانها الزاهية و ملمسها الناعم و حقيبتها الشفافة بالنسبة للشخص البسيط هي هبة من السماء تستحوذ على عقله و تجعله طوع إرادة السياسي واهب البطانية، و بهذه الحالة تعتبر البطانية رشوة المحرمة إسلاميا ً على الراشي و المرتشي. و الشخص البسيط الذي يحصل على هكذا بطانية سيجد دعوات تغيير ساسة السلطة عبارة عن هلوسة توجب صفع قائلها. أما الحلف بالقرآن الكريم فسيجعل هؤلاء الساسة خط أحمر لا أحد يفكر بتجاوزه.
و لغرض زيادة ضمان حصول ساسة السلطة على أصوات هاتين الفئتين، الموظفون و الناس البسطاء، و سد الطريق على من يريد منهم سماع صوت العقل بضرورة التغيير يجري ترديد المثل الذي يقول “الشين إللي تعرفة أحسن من الزين إللي متعرفة”. و كذلك فإن قصة يزيد بن معاوية التراجيدية التي يتم ترديدها دائما ً ستكون وافية لهذا الغرض فهي كالملح الذي يعطي الطعام نكهته و يجعله مستساغا ً للأكل.
أما الفئة الثالثة من الشعب، فئة الصامتون الذين لا يقتنعون بساسة السلطة، الذين لا يشتركون في الإنتخابات بحجة أن الإنتخابات خاضعة للتزوير و أن نتائجها محسومة سلفا ً و أن جميع الساسة حرامية و بالتالي لا جدوى للإشتراك في الإنتخابات، فيجري إقناعهم بصواب رأيهم بعدم جدوى المشاركة في الإنتخابات و ذلك لضمان إبعادهم عن إنتخاب بديلهم و كذلك لتبقى أوراقهم الإنتخابية جاهزة للإستحواذ عليها. و هذه الفئة الصامتة التي تشكل نصف الناخبين تقريبا ً تستطيع تغيير المعادلة و قلب الطاولة إذا إشتركت في الإنتخابات و إختارت البديل إلا أنها تركت الفئتين الأخريتين تقودانها معهما في طريق التهلكة نحو الهاوية.
على فئة الموظفين أن يدركوا بأن صندوق النقد الدولي سوف لن يستمر إلى ما لا نهاية يمنح القروض لتوفير رواتبهم و سيأتي اليوم الذي سيطالب بإسترداد قروضه و حينها سوف لن يكون هنالك تمويل لرواتبهم. كما عليهم أن يعلموا بأن رواتبهم مخلوطة بالربا الحرام و بالتالي لن تكون فيها أي بركة.
أما فئة الناس البسطاء فعليهم أن يدركوا بأن البطانية التي يحصلون عليها هي ثمن بخس عن تنازلهم عن حصتهم في موارد الدولة النفطية و أن حلفهم بالقرآن الكريم بإنتخاب من يمنحهم البطانية الرشوة المحرمة إسلاميا ً سيكون وبالا ً عليهم، فالحلف بالقرآن الكريم يكون للحق و ليس للباطل.
على الفئة الصامتة أن تخرج عن صمتها و تشارك بقوة في الإنتخابات القادمة لتغيير الخارطة السياسية فإنزوائهم بعيدا ً عن الأحداث لا يمنع أن يجرفهم الطوفان رغما ً عنهم مع الآخرين نحو الهاوية.
في الإنتخابات السابقة أعاد الشعب إنتخاب ساسة السلطة بدون أن يحاربوا الفساد فكانت النتيجة إحتلال داعش لأراضينا و إفلاس خزينتنا مصداقا ً لقوله تعالى (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ. هود 117).
في الإنتخابات القادمة إذا أصر الشعب على إعادة إنتخاب نفس ساسة السلطة بدون أن يحاربوا الفساد فستكون النتيجة أسوأ من نتيجة الإنتخابات السابقة مصداقا ً لقوله تعالى (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ. الأنفال30).
في ظل إستمراء الفساد من الأكيد أن تزداد حالة العراق سوءا ً. فربما تزداد الحالة الإقتصادية للعراق سوءا ً لدرجة أن تكون فوائد الديون الواجب على العراق أن يدفعها أكبر من عائدات النفط، و من المحتمل أن يزداد القتل شدة و ينتشر ليشمل جميع أنحاء العراق.