اوّلاً , وقبل ايّ شيء او كلّ شيء , فلابدّ من الإقرار أنّ السيد جورج يتمتّع بكاريزما اجتماعية عالية تجذب حتى المحايدين او ممّن يفتقدون الإهتمام , وانّ طريقتة العفوية في التحادث , فكأنّها عملية إلقاء مُمسرَح , بجانب أن ال Tune – النغمة الصوتية له , فلها من جاذبية الإستماع والإنسجام النفسي < وهنا انتهت الفقرة اولاً >
ثُمَّ وبقدر تعلّق الأمر بوزارة الإعلام اللبنانية , ومن قبل احداث عام 1975 وما بعد انتهائها في سنة 1990 فقد كان لها الدور الأضعف قياساً الى وسائل الإعلام اللبنانية الأخرى بدءاً من الصحافة وانتقالاً الى القنوات الفضائية اللبنانية , وهي ما تشدّ الجمهور نحوها سواءً في لبنان او عموم الوطن العربي .. وبالرغم منْ أنَّ عدداً من الأقطار العربية تخلّت او الغت وزارة الإعلام بأعتبارها تمثّل مركزية الدولة وهيمنتها على اعلامٍ ينطق بأسمها , كما في سوريا الآن وسواها , لكنّ هذه الوزارة اللبنانية لم تكن كذلك ولا سيطرة مطلقة لها على الصحافة ومنذ زمنٍ طويل . أمّا تسنّم هذه الوزارة الى قرداحي في هذه الحكومة الجديدة , وفي وقتٍ يفتقد لبنان الى المقومات الحياتية الأساسية , فإمّا ان يغدو دَور ومهام هذه الوزارة بما يدنو من حافّات العدم , او انها تمثّل قمّة الطموح لإنتشال لبنان من هذه التراجيديا الكارثية , وهنا سوف تبرز ” شطارة ” ومهارة سيّد جورج , والتي تتلطّب وقتاً غير قصيرٍ لإثبات حضورها او حضوره شخصياً في هذا الشأن الوزاري او الإستيزاري .! , وبالصددِ هذا ايضاً , فمن اقصى درجات السخرية أنْ يمدّ البعض أنوفهم في السوشيال ميديا ويتجاوزون حدودهم بالتقّول والنقد اللاذع حول كيفية تحويل ” مقدّم برامج الى وزير ” , وحقّاً ومئة حقٍ وحقٍ فأولئك ضيّقي الأفق وكأنهم يفتقدون البصر والبصيرة .! , فمنح وزارة الإعلام الى قرداحي دون سواه < حتى لو كانوا من اعلى المراتب الأكاديمية المتخصصة في الإعلام > , فإنّها ترتكز الى ثوابت ميدانية في مجال الإعلام والممارسة والخبرة , فهذا الرجل يتقن الإيطالية والفرنسية والإنكليزية وبوسعه محاكاة عالم الغرب من خلال انغماسه الواسع في الإعلام , حيث كانت بداياته في صحيفة ” لسان الحال ” في عام 1970 ثمّ انتقل للعمل في تلفزيون لبنان في سنة 1973 كمقدّم اخبار وبرامج سياسية واستمر في ذلك لِ 12عام , وثمّ انتقلَ مرّةً اخرى للعمل كسرتير تحرير اوّل , ثمّ رئيس تحرير اذاعة مونت كارلو , وبعدها تحوّل الى اذاعة MBC – FMالتي تبث من لندن , وكان ذلك في سنة 1994 . وحصل المسيو او المستر جورج على جائزة ” الميركس ” كأفضل اعلامي في الوطن العربي عام 2007 , وايضاً فهو سفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة .
وبغيةَ ان نوقف ونتوقّف , او نضع حدّاً لهذا الإسترسال المسترسل في CV القرداحي , فلابدّ أنْ نقف أمامَ نقطةٍ مخمليةٍ اخرى , فالوزير الجديد سبقَ له وقامَ بإطلاق عطرٍ جديدٍ بأسمه .! ولم يحالفنا الحظ بتجربته او مشاهدته ” وبغضّ النظر عن سعره سواءً بالليرة اللبنانية او اليورو .!
منَ المهام والأعباء الملقاة على اكتاف قرداحي عبر وزارته الجديدة ” التي لم يتتضح بعد أسماء كوادرها وقياداتها والموظّفات فيها – ومدى انتماءاتهم وولاءاتهم المفترضة التي نشكّ مسبقاً في وجودها بأيّ حجم كان ” , فهذه المهام ليست مخاطبة المجتمع الدولي حول الأزمة اللبنانية التي تُدار ببعضِ ايادٍ لبنانيةٍ ذي اظافرٍ ومخالب , وإنّما مخاطبة والتأثير في الرأي العام الداخلي اللبناني واتجاهاته شبه المتباينة , وتقريبه الى رأيٍ عامٍ موحّد , وليس هنالك من < قاسمٍ مشتركٍ اعظمْ > يكونُ اعظم ممّا يتشاركوه كلّ اللبنانيين في هذه الأزمة المأساوية الفريدة من نوعها والتي لم تسبقها سابقة في ايٍّ من الدول , وتُقاسمها المشاعر العربية – القومية الجيّاشة , المحرومة والمحرّمة دولياً من ظهورٍ ميدانيٍّ فاعل .!
مشروع إمداد وتزويد مصر للغاز وايصاله الى لبنان عبر الأردن , وثمّ عبر سوريا ” وما قد يرتب على ذلك ” , فكلّ ذلك وسواه من ابعادٍ ومستجداتٍ محتملة او مفترضة ” , فإنها من العناصر المساعدة لإنجاح وتفعيل مهمّة الوزير قرداحي , بشكلٍ او بآخر , لكنه ليس الشكل النهائي على ما يبدو ولو نسبياً , على اقلّ تقدير .!