طرقت مسامعي بعدما تلفظ بها متسكع ثمل يتخذ من أحد أرصفة الكرادة مجلسا له فتسمرت قدماي واستاذنته للجلوس قربه فسألني.. الا تخاف على سروالك من مايلحق به من الرصيف ؟ فجلست واجبته وهل خاف قرداحي على سرواله ؟ فضحك حتى بانت نواجذه التي تصدعت ونخرت بفعل الخمرة الرخيصة وربما المغشوشة ومال بجسده قليلا نحوي كانه يخشى العيون وقال : قرداحي رجل مؤمن لا يشرب النفط المتحول إلى خمر سلطة ولا يخدعه بريق ريالاتها وفوق إيمانه فهو قوي لا يخاف هراوتها حتى لو استطالت إلى أبعد من الليطاني وليس إلى قصر بعبدا فحسب ويوم انيطت به الوزارة اعتلى سنامها بجدارة واستحقاق وليس مثل ذاك الذي استوزر محاصصة فباع ميناء بلده الوحيد بثمن بخس دراهم معدودات ولو كان هذا الوزير الذي باع الميناء بمثل ايمان وقوة الوزير قرداحي لما فكر ببيع شبرا من أرض الوطن بكنوز الدنيا وليس بحقيبة ملات بحفنة دنانير ولو كان قرداحي الوزير على شاكلة هذا لاصبح ناعم الملمس مع ال سعود ونمق لهم الكلام وهو الخبير واظهر الإيمان وبطن الكفر وحصل على ريالاتهم وربما عمل نادلا في حانتهم وانحنى عند كل أمر يصدر منهم له لكن الفرق بين هذا وذاك هو الفرق بين امعة جعلت منه المحاصصة وزيرا كل همه كيف يملأ معدته بطعام حرام ويملأ جيوبه بمال مسروق وبين رجل احترم ذاته وحصن نفسه بايمانه وعشق وطنه وتمكن من أدواته لذا صغرت في عينه الكبائر في الوقت الذي عظمت الصغائر في عين الآخر وفي الاخير نلاحظ عندما اشتد هياج أمراء البترول على قرداحي كان هو وحيدا في الساحة لا بل أصبح هو في كفة وكل الراشين والمرتشين في كفة وياله من رجل رائع ووزير كفوء ومواطن شريف وجبل لاتاخذه في إيمانه وثباته صيحة راشي او شتيمة مرتشي .
. ثم سعل عدة مرات واخرج من جيبه سيجارة اشعلتها له وسالته وابتسامة اعجاب عالقة على تقاطيع وجهي ..
. انت مع من ؟ مع الوزير قرداحي او وزير المحاصصة الذي باع وطنه للاجنبي او أصحاب الحانة ؟
. ضحك جذلا وقال ..
انا مع الرصيف