يبدو أن د. حيدر العبادي يسير بخطى حثيثة نحو الهاوية بدراية أو بدون دراية , وينتهج نفس ذلك الاسلوب الذي كان ينتهجه سلفه ” نوري المالكي ” , بالرغم من التفاؤل الحذر لأغلب المراقبين والعراقيين تجاه عمل وأداء رئيس الوزراء الجديد , وبغض النظر عن التركة الثقيلة التي خلفها له أبن طويرج , وعلى راسها الاحتقان الطائفي ونشر العدواة والبغضاء بين جميع مكونات الشعب العراقي , ناهيك عن جيوش وجحوش إيران وداعش والقاعدة من المليشيات الطائفية المتقاتلة والمتصارعة فيما بينها , هذا بالإضافة لتسليمه .. أي نوري زاده أكثر من ثلثي العراق مع سبق الأصرار والترصد للعصابات الإجرامية وعلى رأسها عصابة ما يسمى بـ ” داعش ” , بعد أن تيقن تماماً بأنه ليس له حظ ولا نصيب في الولاية الثالثة , بعبع العصر ” داعش ” التي باتت على ألسنة كافة شعوب الأرض كما هي ” القاعدة ” من ذي قبل , تقض مضاجع حتى الأطفال الرضع , لما تزرعه هذه العصابة الأمريكية الإيرانية الصهيونية المركبة من ذعر وخوف في نفوس أغلب العراقيين إلا ما رحم ربي .
وقد شاهدنا وشاهد العالم قسوتهم ووحشيتهم وساديتهم مع أبناء الطائفة الإيزيدية المسالمة ومع أخواننا المسيحيين والتركمان وحتى الأكراد المساكين عندما اجتاحوا الموصل وصلاح الدين , بعد أن آمر نوري زبانيته الفاسدين عبود كنيبر وعلي غيدان بسحب خمس فرق كانت تحميها من خطر الإرهاب المزعوم !؟.
لقد بات بعبع داعش اليوم ظاهرة إرهابية عالمية بلا منازع , بعد أن كانت القاعدة اللادنيية تمثل أكبر خطر إرهابي على العالم على مدى أكثر من عقدين , فداعش المزعوم في العراق خاصة , بات لم يسيطر فقط على ثاني أكبر المحافظات في شمال العراق كـ “الموصل ” والمنطقة الغربية برمتها , بل باتت هذه العصبات الداعشية المزعومة على حدود بغداد كما يزعم حلفاء الحكومة كأمريكا , بل أصبحت تهدد بسقوط مدن بعينها في الوسط !؟, كمحافظة بابل !؟, أي بمعنى آخر وكما بشر الطائفيون بأنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من اجتياح كربلاء والنجف !؟, من أجل زيادة الاحتقان الطائفي وتحشيد وتجيش طائفة ضد طائفة لكي يستعدوا جيداً للقتال لا قدر الله وكما تريد وتتمنى إيران والصهيونية العالمية , تلك الحرب إن حدثت كما يخطط لها الأعداء فإنها سوف لن تبقي ولن تذر لا قدر الله , كي يبقى نفس جماعة بس تعالوا احتلونا سابقاً وتعالوا اقصفونا حالياً في سدة الحكم إلى ما شاء الله يسكنون في بروج مشيدة وقصور فارهة في محميتهم الخضراء ولياليهم الملاح الحمراء في أحضان أسيادهم من المارينز والموساد والباسيج والأطلاعات الإيرانية , وليذهب الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته إلى الجحيم وبئس المصير.
للأسف تصريحات حيدر العبادي منذ توليه رئاسة الوزراء وحتى يوم البارحة تثير الضحك والأستهجان وتبين مدى الأستخفاف بعقول العراقيين المساكين وحتى المراقبين في العراق والعالم . فكيف برئيس وزراء مسؤول عن حماية حدود الوطن وأمن وأراوح شعبه يصرح بهذه التصريحات البائسة والخائبة , عندما يقول بغداد وحدودها آمنه 100% !؟, فهل هو محافظ لمدينة بغداد ومسؤول فقط عن أمنها … أم عن أمن العراق والعراقيين كافة !؟, وإذا فرضنا جدلاً وكما يدعون ويدعي هو بأن بغداد آمنة ؟, فمن يفجر عدة سيارات مفخخة في مناطق مختلفة في آن واحد يا مستر حيدر … !؟؟, حصدت ومازالت تحصد أرواح الأبرياء في أغلب مناطق بغداد !؟, فهل مازلت تتقول بأن بغداد آمنة يا رئيس وزراء المنطقة الخضراء !.
ننصح حيدر العبادي بأن لا يصرح بهذه التصريحات البائسة لأنها أصبحت محط سخرية تثير الاشمئزاز والقرف لدى العراقيين عامة , وليحتفظ بهذه التطمينات فقط لنفسه ولسكان ونزلاء المنطقة الخضراء التي لاتحميها جيوشه وشرطته المليونية … بل تحميها السي آي إيه والأطلاعات الإيرانية والشركات الأجنبية التي يشرف عليها الموساد الصهيوني بتمويل من الميزانية العراقية ومن قوت العراقيين المعدمين بمليارات الدولارات .
للأسف أمين بغداد الجديد وليس رئيس وزراء الدولة العراقية حيدر العبادي يقول اليوم بأن بغداد آمنة ووسعنا خطوط الحماية خارج حدود العاصمة بعشرات الكيلومترات !؟, وكأنه يصور للعالم بأن العراقيين يسكنون فقط في بغداد , ونسى أو تناسى بأن أكثر من ثلثي العراق محتل من قبل العصابات الداعشية وأكثر من نصف سكان العراق تحت رحمتهم أو تركوا بيوتهم عرضة للنهب والعبث والحرق من قبل المليشيات الطائفية من كلا الطرفيين .
أخيراً لا يسعنى إلا أن نقول للعبادي .. قرة عينك على هذا البشرى التي تزفها للعراقيين في بغداد التي تغفوا وتصحى على التفجيرات الدموية والإجرامية , وتنسى أو تتناسى بأنك تسكن في المنطقة الخضراء المحمية والمحصنة وسط بغداد , لأن بغداد اليوم أصبحت أسيرة بيد شلة من العصابات الإجرامية التي لا قِبلَ لك على مواجهتها أو التصدي لها , لأن سلفك .. رأس الأفعى والفساد وزعيم الطائفية البغيضة نوري هو من يحركها ويدعمها ويمولها ومن وراءه إيران الشر .
أما إذا كان السيد العبادي حقاً جاد وعازم على محاربة الفساد والمفسدين والمليشيات الطائفية والداعشية فعليه أولاً أن يبدأ من الرأس وليس من الذيل , وإن إحالة بعض الفاسدين والمتخاذلين والجبناء على التقاعد ما هو إلا تكريم لهم وتشجيع من بقى منهم في هاتين المؤسستين العسكرية والأمنية بمزاولة أعمالهم الإرهابية وسرقاتهم وفسادهم وإفسادهم مع سبق الاصرار وبمباركة حيدر العبادي بعلم او بدون علم للأسف .
داعش ستدخل بغداد بمباركة ودعم أمريكي إيراني عندما يحين الوقت لدخولها وحسب المعطيات والتوجهات والمصالح الدولية , رغماً عن أنف هذه الحكومة الهزيلة ورغم عن أنف 35 عراقي , لقطع الطريق على ثوار الشعب العراقي الحقيقين الذين مرغوا أنف أمريكا في الوحل وأجبروها على الخروج من الباب , لكنها اليوم تعود من شباك داعش من جديد لتجرب حظها العاثر مرة أخرى , وما فرية داعش والسماح له باحتلال مدينة الموصل وغيرها إلا بمثابة مؤامرة دولية كبرى تشترك بها أطراف عدة , وعمل استخباراتي شيطاني مركب لقطع الطريق على انتصار الثورة العراقية الحقيقية التي بدأت بوادرها تلوح في الأفق منذ سنوات , وبعد أن عرف المحتلين وأذنابهم بأن الشعب العراقي سيلتف حول أبنائه الثوار الحقيقيين وليس الدواعش وقوارض إيران وحزب الله ومن لف لفهم , وسيدعم الثورة العراقية الكبرى التي كانت ومازالت وستبقى قاب قوسين أو أدنى من أن تطيح بما يسمى بهذه العملية السياسية المقيتة التي جلبت كل هذا الخراب والدمار لهذا البلد ولهذا الشعب . وللحديث بقيـــــــــــــة .