18 ديسمبر، 2024 11:28 م

قرار غلق قنصلية سفيرة الشر وفتنة البصرة القادمة

قرار غلق قنصلية سفيرة الشر وفتنة البصرة القادمة

“الولايات المتحدة ” محور الشر المطلق اتخذت في قرار مفاجئ غلق قنصليتها في البصرة حسب ادعائها تحسبا من المخاطر التي شعرت بها بعد توتر العلاقات الاميركية -الايرانية واتهام ايران بزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة ،وعلى خلفية التهديدات التي تلقتها من بعض النواب الذين اتهموا واشنطن بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي من خلال التظاهرات التي حصلت في البصرة وبين”هؤلاء النواب حسب تصريحاتهم بأن السفير الامريكي ارسل اليهم تهديدات وإغراءات في نفس الوقت لغرض دفعهم باتجاه التصويت لصالح جهة معينة على حسب قولهم, وعلى خلفية ذلك ارادت واشنطن تجنب المخاطر فأغلقت قنصليتها” وان “النواب الذين اعلنوا تعرضهم للتهديد من السفير الامريكي طالبوا في جلسة مجلس النواب طرد السفير”
وفي تصريح “للسفارة الامريكية في بغداد ارتأت في الوقت الحالي على اقل تقدير انه لا ضرورة لوجود قنصلية امريكية لان المصالح الامريكية في البصرة محددة فقط بتواجد امريكي من خلال شركات النفط وهذا يمكن إدارته من خلال السفارة في بغداد ولا يحتاج الى قنصلية وربما اغلقت القنصلية لتوقع واشنطن باحداث قد تنال القنصلية”.
حيث أعلنت الولايات المتحدة عن إغلاق قنصليتها في البصرة، وفي هذا الصدد قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت إن وزير الخارجية مايك بومبيو أمر بـ”المغادرة المنظمة” لجميع الموظفين الأمريكيين من البصرة، موضحة أن الخدمات القنصلية ستؤمّنها السفارة الأمريكية في بغداد.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قد اتهم قوات الحرس الثوري الإيراني بتهديد أمن وسلامة الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق، محذّرا طهران من إجراءات انتقامية ضدها.

وقال بومبيو “منذ بضعة أسابيع، ازدادت التهديدات لموظفينا ومرافقنا في العراق. هذه التهديدات مصدرها الحكومة الإيرانية وقوة القدس التابعة للحرس الثوري وميليشيات يساعدها ويسيطر عليها ويديرها قائد قوة القدس قاسم سليماني”، بحسب وسائل اعلام غربية.

واضاف “لقد حصلت حوادث متكررة لإطلاق نار غير مباشر باتّجاه قنصليّتنا العامة في البصرة، وخاصة في الساعات الأربع والعشرين الماضية”.

وهدد وزير الخارجية الأمريكي بالرد المناسب على أي هجوم يستهدف منشآت أمريكية في العراق، قائلا “لقد أوضحت لإيران أن الولايات المتحدة ستردّ فورا وبشكل مناسب على أيّ هجوم يستهدف منشآت أمريكية”.

واكد “أبلغت حكومة إيران بأن الولايات المتحدة ستُحمل إيران مسؤولية مباشرة عن أي ضرر يلحق بالأمريكيين أو بمنشآتنا الدبلوماسية في العراق أو في أي مكان آخر، سواء أكان ذلك الضرر مرتكبا من جانب قوات إيرانية بشكل مباشر أو من جانب مليشيات مرتبطة بها”.

وكان البيت الأبيض حذر في منتصف ايلول الجاري من أنه سيحمّل إيران مسؤولية أي هجوم قد تشنه مجموعات تدعمها طهران ضد رعايا أمريكيين أو مصالح أمريكية في العراق.
بينما اعربت وزارة الخارجية العراقية عن أسفها لقرار الخارجية الامريكية بسحب بعثتها الدبلوماسية من القنصلية الامريكية في محافظة البصرة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية أحمد محجوب، في بيان رسمي “نأسف لقرار وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو بسحب موظفي القنصلية الامريكية في البصرة، وتحذير المواطنين الأميركيين من السفر الى العراق”.

واضاف “تؤكد الخارجية العراقية أن العراق ملتزم بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية المقيمة على أراضيه وتأمينها، والحكومة العراقية عازمة على مواجهة اي تهديدات تستهدف البعثات الدبلوماسية أو أي زائر وافد باعتبار أمنهم جزءا من أمن العراق والتزاما قانونيا واخلاقيا”.
واشار محجوب الى ان “الخارجية العراقية تهيب بالبعثات الدبلوماسية أن لا تلتفت لما يتم ترويجه لتعكير جو الأمن والاستقرار والاساءة الى علاقات العراق مع دول العالم”.

هل أميركا ومن خلال أجهزتها المخابراتية والموساد استشعرت الخطر القادم وشبح الموت الذي يحوم في ارجاء البصرة ؟ام ان محور الشر المطلق جزء من مخطط امريكي اسرائيلي خليجي لاندلاع فتنة كبيرة في جنوب العراق سيمتد حريقها الى باقي المدن العراقية وتحديدا جنوب ووسط العراق! وهل هي ضليعة بحوادث الاغتيالات الاخيرة؟ والتي ستفجر الثورة مجددا على شكل واسع وعالي الوتيرة في احداث العنف المرتقبة .

أميركا اليوم في مواجهة قوة نفوذها وسيطرتها الذي بدأ يضعف تدريجيا امام ايران التي اثبتت جدارتها وتخطت الدور المرسوم لها كدولة مسيطرة ومهيمنة على المشهد العراقي السياسي ولاعب قوي في سوريا واليمن والتي تشعر اليوم اميركا بالتخبط والهزيمة مما يجعلها امام مواجهة جديدة وربما تكون مباشرة لإيقاف التمدد الايراني الخطير في المنطقة .

ان الاندفاع الكبير والاحداث الخطيرة التي شهدتها البصرة مؤخرا على خلفية التظاهرات الاخبرة انتهجت منهجا خطيرا وانقلابا كبيرا ضد الاحزاب السياسية واذرعها العسكرية المدعومة من ايران المهيمنة في البصرة والتي تمتلك النفوذ والقوة الجماهيرية فبالتالي سخط الجماهير المنتفضة وانحراف التظاهرات عن خطوطها السلمية التي تمثلت في حرق مقرات الاحزاب والسفارة الايرانية والمنشات الحكومية وبعض من مقرات الحشد الشعبي والدوائر الخدمية والصحية .تعطي اشارات بالغة الخطورة الى ان هنالك جهة لدور خارجي تخريبي لزعزعة الأمن والاستقرار في البصرة وكان يراد منه شرارة الانطلاق الى مدن اخرى من خلال زرع الاجندات داخل المتظاهرين لتحريف تلك التظاهرات السلمية. لكن الوضع تم التعامل معه بحكمة من قبل المرجعية في تهدئة الأوضاع مع وعود حكومية اطلقتها الحكومة في احتواء الازمة في تلبية حقوق المتظاهرين وسحب فتيل الازمة بشكل مؤقت .
إن الشرق الأوسط نتيجة التدخلات الاميركية من أكثر المناطق التى تشهد صراعات وحروب داخلية ومن اكثر المناطق التي واجهت أطماعا على مر التاريخ، واغلب الفتن والاضطرابات والصراعات الطائفية أشعلتها اميركا وحلفائها للابقاء على دور العرب والمسلمين ضعيفا والسيطرة على الدول ومواردها وثرواتها وحماية مصالح الكيان الصهيوني .
أن أسوأ السيناريوهات التى من الممكن أن تحدث فى الشرق الأوسط، هو أن تنشأ دويلات واقاليم على أساس دينى وطائفي وقومي ، الأمر الذى سيؤدى إلى إشعال صراع لا ينتهى فى الشرق الأوسط، كما هو حال إسرائيل. ويمكن القول إن سوريا والعراق وليبيا واليمن من أكثر الدول القريبة من سيناريوهات التقسيم، والأقرب هو سيناريو اقليم البصرة القادم والفتنة المقبلة التي تعدها الولايات المتحدة بالتعاون مع ذيولها في المنطقة .