يرى مراقبون يتابعون تطورات الاوضاع في العراق ان مشروع قرار الكونغرس الاميركي بشأن دعم المكون العربي السني والاكراد يشكل الحل الامثل في الوقت الحاضر للأزمة العراقية، وهو يشكل رد الاعتبار من الادارة الامريكية للمكون السني العربي بعد محاولات سحقهم وتعريض مستقبل مكونهم لمخاطر الابادة.
ويشكل القرار من وجهة نظر محللين ومتابعين للشأن العراقي أول خطوة عملية أقدم عليها الكونغرس بعد ان فشلت كل المحاولات الساعية للضغط على حكومتي المالكي ومن ثم حكومة العبادي في تحقيق أي منجز ولو صغير للمكون السني العربي الذي واجه من حملات القتل والتشريد والابادة ومحاولات محو هويته مالا يمكن تحمله ، ويفوق معاناة الكرد مع الحكومة، وانه الوحيد الذي يستحق الاهتمام بمعاناته ومحنته القاسية التي تعرض لها طيلة عقد من السنين ولم يحظ بالحصول ولو على الحد الادنى من محاولات رد الاعتبار.
ويرى المختصون في الشأن السياسي انه ليست هناك مخاوف من اية محاولات مزعومة لتقسيم العراق ، لأن العراق في عهد الامبراطورية العثمانية كان مقسما اداريا الى ثلاث ولايات اصلا، ولم يصل العراق الى مرحلة التقسيم ان لم يكن متماسكا افضل من الان، وهي عملية تنظيم لشؤونه الادارية اكثر من كونها محاولات تقسيم، كما يظن البعض او يشن حملات مناهضة لهذا المقترح الذي يعده سنة العراق العلاج الامثل لخلاصهم مما تعرضوا له من عدوانات واستباحة لمحافظاتهم وبدعم من ايران ، التي تسعى الى اقامة امبراطورية تمتد من طهران الى بغداد ومن ثم الى دمشق، وهو الهدف الايراني الذي تسعى الحكومات العراقية لتنفيذ صفحاته شاءت ام ابت بعلمها او بدون علمها، بل ان هناك من يقول ان أياد عراقية للاسف الشديد هي من تنفذ سيناريو طهران عن طواعية!!
ويتوصل المتابعون للشأن العراقي الى ان القوى السنية العراقية ربما تجد في مشروع قرار الكونغرس الامريكي الملاذ الوحيد للخلاص من المأزق الخطير الذي يعاني منه هذا المكون من مخاطر لم يتعرض لها منذ عهود الغول وهولاكو والتتار، ان لم تكن تلك العهود ربما أقل ضراوة مما تعرض له أهل العراق من أهوال وتنكر لمواطنتهم العراقية الاصيلة وهم من يذكر لهم التاريخ بصفحات من نور لتاريخهم النضالي الرفيع ، لم يفعله بأحوالهم حتى اليهود والمغول والتتار، اما الايرانيون وهم بمئات الالاف فيجوبون العراق طولا وعرضا وهم الان هم اهل الدار والعراقيون ضيوفها الاذلاء ، الذين ظلمتهم الاقدار ، لكن القرار الاخير قد يكون محاولة لرد الاعتبار ليس الا، ولا يعرف قادة المكون العربي السني ما اذا كان الامريكيون جادون هذه المرة ام مجرد محاولة لذر الرماد في العيون؟!!