قبل ايام , اعلنت وزارة التربية بإلغاء العمل بنظام العبور الجزئي والكلي لطلبة الصفوف غير المنتهية في مدارس العراق , والسبب يعود الى القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء بإلغاء امتحانات نصف السنة للعام الدراسي الحالي , باعتبار ان الاعفاء يحسب على اساس معدل امتحانات الفصل الاول ونصف السنة والفصل الثاني ( السعي السنوي ) , وبغياب امتحان نصف السنة فانه من المتعذر ان يتم التعويل على درجات الفصلين الاول والثاني لتحديد مدى استحقاق الطلبة للإعفاء من الامتحانات النهائية , وبذلك سيتم حرمان الكثير من الطلبة المتميزين والمجدين من مزايا الاعفاء بسبب قرار كان بإمكان السيد وزير التربية مناقشة تداعياته وتأثيره على الواقع والمستقبل التربوي في العراق اثناء وجوده في اجتماع مجلس الوزراء , حيث كان من الممكن ان تبقى الامتحانات وتلغى العطلة الربيعية لتعويض الوقت وليس العكس , وقبل ايام ايضا , ظهر وزير التربية السيد محمد اقبال في وسائل الاعلام وهو يصرح بان أكثر من 4,5 مليون طالب في المراحل الدراسية كافة وفي المحافظات التي تخضع لإدارة وزارة التربية الاتحادية , سيحرمون من المتطلبات الدراسية ومنها القرطاسية والكتب المنهجية ومقاعد الدراسة والعدد المطلوب من الهيئات التدريسية خلال عام 2015 , بسبب تقليص موازنة الوزارة ضمن الموازنة الاتحادية المعروضة حاليا على مجلس النواب , وأضاف بان موازنة 2015 لم تتضمن تخصيص اية درجة وظيفية للمعلمين والمدرسين , والسؤال الذي بات يتردد لدى الغالبية من اولياء امور الطلبة الذين لا يخلو بيت عراقي من وجودهم فيه , لماذا لم يناقش معالي الوزير هذا الموضوع الخطير اثناء اجتماع مجلس الوزراء لمناقشة مشروع الموازنة الاتحادية قبل طرحه في الإعلام , ففي تصريحاته الاعلامية لم يشير الى انه عرض على مجلس الوزراء هذا الموضوع ولم يوافقه المجلس الرأي , وقبل الايام التي اشرنا اليها اعلنت وزارة التربية بأنها بدأت بتطبيق نظام الكورسات ابتداءا من الصف الرابع الاعدادي , وقالت انها ستمضي بتطبيق هذا النظام على المراحل الدراسية الاخرى بعد استخلاص النتائج من تطبيقه على المرحلة المعنية , وبشكل يوحي بان مئات الآلاف من طلبة الرابع الاعدادي تم تحويلهم الى حقل للتجارب , رغم علم الجميع بان تطبيق اي نظام جديد يكون بعد اخضاعه لدراسات ومسوحات واستكمال متطلباته العلمية والتربوية كافة قبل التطبيق , وبذلك تسجل وزارة التربية ثلاثة مواضيع ( على الاقل ) من شانها ان تؤثر على المسيرة التربوية التي تم تأشير العديد من الملاحظات المهمة على ادائها خلال السنوات السابقة , وكانت الاغلبية تعول على تطوير واقعها نحو الافضل في ظل مسيرة التغيير التي يتلهف لها الشعب لتعويضه من الحرمان , ونود التذكير بان وزارة التربية ليست بحال يصل الى امنيات العراقيين قبل هذه الاخطاء , فهناك المدارس الطينية والآيلة للسقوط والكرفانية وثلاثية الدوام , كما ان هناك نقصا في الملاك وضعف في بعض القدرات التدريسية وعدم ادخال التقنيات الحديثة في التعليم , وبشكل ربما سيحولها مع الصعوبات التي اشار اليها الوزير وتطبيق قرارات غير مدروسة الى واحدة من الفضائيات التي يكثر وجودها هذه الايام