لم يثراستغرابي خبر استشهاد احد المراهقين في قريتي الصغيرة فاخبار الموت صرت اسمعها اسبوعياً من والدتي وهي تخبرني عن وجع الامهات بفقد أطفالهن الا ان الغريب في خبر استشهاد “علاوي ” الذي لم يطفيء شمعته الخامسه عشر هو انه أستشهد في سوريا وليس في العراق حيث ذهب للدفاع عن مرقد السيدة زينب من التنظيمات الارهابيه السنية !! على حد تعبير والدته التي بدت لاتعرف أي شيء عن كيفيه ذهاب ومجيء أبنها ومن هي التنظيمات التي جندته وخمسة من اصدقائه في القرية والقرى المجاوره لمحافظة بابل وكيف ومتى استشهد وعلى يد من .؟؟ فقط هي تستلم شهريا 1000 دولار فيما يستمتع ابنها المراهق ب 500 دولار اخرى مقابل عمله في الدفاع عن المذهب و”ال البيت ” هذا العمل الذي كلف الصغير “علاوي ” حياته حيث عاد جثمانه متفسخاً بسبب بقائه في سوريا لعدة ايام ومن ثم مسافه الطريق لنقله الى مثواه الاخير جثه بلا رأس !! أما أبوه فقد برر وفاة ابنه بان الموت حق على كل فرد وان يموت الشاب لاجل مذهبه أفضل من الموت في انفجار ارهابي !!! وبالرغم من ان هذا المبرر لم يكن منطقياً الا انه كان كافيا لمعرفه مايمر به المجتمع العراقي من أزمات نفسية وطائفيه تجبره على التخلي عن افراد عائلته لاسباب لايستوعبها العقل .ويبدوا أن تجنيد الاطفال والمراهقين للقتال في سوريا لم يقتصر على المراهق علي وحسب بل هو نشاط تمارسه احزاب وتنظيمات منتشرة في كافه المحافظات وهي غير بعيدة عن علم الحكومة العراقية كما ان هذه التنظيمات وحسب مصادر موثوقة مرتبطة بتنظيمات اوسع تقوم باستغلال المراهقين والاطفال الذين تعاني عائلاتهم من العوز المادي فتقوم بتجنيدهم وارسالهم الى سوريا عبر ايران بعد زياره قصيرة الى ضريح الامام الرضا (ع) وهو امر قد يغري الكثير من المراهقين بل و حتى الشباب أيضا في القرى والذين لم يرغالبيتهم مدينة بغداد !!.لقد بات من الواضح أن أغلب مدن الوسط والجنوب واقعة تحت سيطرة تنظيمات دينية لاتختلف كثيرا عن التنظيم الارهابي داعش الا بكونها تنتمي للمذهب الشيعي وكلها مدعومة من إيران وهي تعيش حالة صراع مع التنظيمات الدينية السنية المدعومة من السعودية ودول الخليج الاخرى . ان جميع المعطيات والدلائل باتت تشير الى ان تنظيم داعش ماض الى زوال ولكن هناك تنظيمات اخرى ستظهر محله لا تختلف كثيراً عنه وهي شيعيةعلى الاغلب .ومن الطريف هنا ان نذكر ان الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومنذ بدء عمليات تحرير الموصل من تنظيم داعش الارهابي يتوقعون ان مرحلة ما بعد داعش ستشهد ظهور تنظيم جديد اسمه “داش ” وهو أسم يدل على”دولة أسلامية شيعية ” وبذلك سيتخلص العراق من كرة نارية أسمها داعش أكلت الاخضر واليابس الى كرة أخرى شيعية مجهولة الاهداف حالياً لكنها على الاغلب لن تكون كرة من ثلج أو صوف !!!ولان الاطفال والشباب هم المستقبل الفعلي لكل بلد يعمل وفق ستراتيجية بعيدة المدى يتوجب على مختلف الجهات حكومية كانت أم مجتمعية.. دينية أو مدنية أن تعمل وبجد على حماية الاطفال والشباب من هذه المحاولات التي تحاول الاطاحة بمستقبل البلاد والنيل من الطاقه البشرية الكامنة في هاتين الشريحتين والحد بكل الوسائل والطرق من اتساع دائرة ونشاط تجنيد الاطفال العراقيين بحجة الدفاع عن أي مذهب أو دين والعمل على ترسيخ مبدأ الوطنية الذي بدأ بالانقراض تدريجياً نتيجة ماتقوم به الاحزاب الدينية بمختلف مذاهبها من تأجيج للطائفية وتقديم ابناء الشعب العراقي وخاصة الاطفال منهم كقرابين لأديان ومذاهب يتاجرون بها .