حلم الامة امام اختيارين
في الــزمـــــــن الاستثنائي
( 2– 2 )
•في صفحة 202 من الكتاب هناك اشارة الى مسالة مشروعية قبول المساعدات الخارجية و اعتمدت احد اراء قائد توحيد الصين ماوتسي تونك كدليل لهذه المشروعية ‘ هنا لانتحدث عن الايجابية من عدمه في اعتماد اي شعب يقوم بالثورة من اجل الحرية على قبول مساعدة خارجيه ‘ بل نؤشر على شروط القبول من عدمه ومدى الاعتماد عليه
نعتقد ان قبول قادة الثورة الصينية واستجابة السوفيت وكل قوى اليسار في العالم لدعم تلك الثورة في حينها كان الهدف منه تشكيل جبهة ضد المعسكر الاخر الغربي الذي كان يحارب تطور جبهة اليسار بشراسة ‘ فلهذا كانت صورة المستقبل لما ينتجه هذا القبول عند ماو واضحا بأن في النهاية ان مكسب هذا التعاون وقبول المساعدة يكون متوازن ومتساوي في الربح عند الطرفين ولا ينتج موقفا يؤدي الى فرض مقدم المساعدة على الطرف الثاني متلقي المساعدة شرط ان يؤدي الى هيمنته او يصغر حجمه في التاثير على توازن العلاقات كما دائما تفعلة قوى الغرب واسترتيجته الثابته في ذلك هو مساعدة الاخر لان يكون تابع او حليف يتجاوب مع كل اهداف الهيمنه الغربية .
من هنا ان مايخص قبول المساعدة الخارجية للحركات وانتفاضات الشعوب من امثالنا ‘ مطلوب ان يكون الاختيار الاول والاخير الاعتماد على وحدة الارادة الوطنية والقومية تستطيع ان تضمن مقابل كل مبادرة مساعدة مستند اممي او دولي يحافظ على تلك الوحدة امام المرجعية الدولية ‘ دون ذلك سيكون مصير ونتيجة التضحيات يقرها صاحب الدعم الاقوى ( ومساعدتي السوفيت لجمهورية مهاباد و الدعم الامريكي الايراني لنا 1974 نموذج لهذه الحقيقة )
من خلال تذكير بنظرية التدخل الخارجي تحت عنوان المساعدة ‘ نحاول نتذكر انتفاضة ايلول 1961 التي ادت الى حمل السلاح وادى ذلك الى نتيجة : بقدر ما كان حمل السلاح مشروعا في هدفه وصدق قيادتة في التصدي للموقف الرسمي المتطرف للنظام في بغداد ‘ ولكن بالتدقيق من افرازات الاخرى للعملية ( تدخل الخارجي تحت عنوان المساعدة …!!) نرى مع الاسف كان هذا الاختيار هو الذي ادى الى فتح الجروح في جسد مشروعية الكفاح القومي للكرد الذي نعاني منه لحد الان .
كان في عهد الحكم الملكي في العراق وعلى حد اربعينات القرن الماضي ‘ صحيح ماكان هناك وجود للضمانات الدستورية للسلطة الكردية بالصيغة القومية على اقليم كوردستان بضمنه اماكن تسمى الان بـ ( مناطق المتنازع عليها ) ‘ ولكن لحركة الكرد رسميا ضمن دولة العراق ‘ لم يشعر المواطن الكردي باي خطر على وجوده القومي او التاريخي ولم يسجل اي حدث يظهر حساسية الحكم في المركز للوجود الكردي الواسع في مؤسسات الدولة وحتى كان نسبة وجود الكرد في شركة نفط كركوك حسب بعض الوثائق كان يتجاوز 75 % و يتم تعيين انشط شخصيات كردية متصرفا ( محافظ ) لكركوك مباشرة من الحكومة المركزية بالاضافة ان جميع الاداريين الاخرين في المحافظات ( الالوية ) الاقليم كانوا من الكرد ….ألخ
وفي العهد الملكي ‘ لم تكن للدولة ااي موقف سلبي تجاه تنشيط حركة الثقافة الكردية القومية ‘ في العراق ‘ تم تاسيس اول اذاعة باللغة الكردية رسميا بقرار من الدولة وبقياس لوضع النشاط الثقافي في ذلك العهد ‘ كانت للصحافة الكردية وجود جيد وكانت تصدر المجلات والصحف في بغداد والمدن الاخرى الكردستانية بضمنها كركوك وكان عصب حركة اقتصاد العاصمة بيد الكرد و للكوردوجود ( كانوا يستحقونه ) في مواقع اكثرحساسية في دولة العراق وفي اهم مؤسسة وهو الجيش حيث وجود خيرة الشخصيات الكردية في المواقع القيادية للجيش العراقي ‘ كان لوجود الكثير من الشخصيات الكردية من السياسيين المقتدرين في مواقع السلطة العليا وهم كانوا من الشخصيات الذين يحبون انتمائهم القومي ويعتزون به وفي اي حدث او مناسبة تحدث يؤكدون هذا الانتماء والشعور دون تردد ‘ ولكن ماحدث في 14 تموز 1958 زعزع كل شيء مستقر في العراق ‘ وظهرت بدل ذلك صراعات عنصرية وطائفية واخطر من كل ذلك دفع بالتيار القومي العربي المتشنج الى الشارع والذي لعب دورا سيئا ادى الى تجميد المادة الثالثة من الدستور
ان هذا الموقف حرك الحس القومي الكردي لاخذ موقف الحذر كنتيجة فعل و رد فعل تجاه توسيع تحركات تيار القومي العربي المتشنج خصوصا بعد ظهور بوادر تبني المؤسسات الحكومية لمواقف تلك التيارات ورافق ذلك حملة مضايقات للوجود الكردي في ساحات النشاطات السياسية والمدنية ايضا….!! الى ان وصلت المضايقات الى مطاردة و تحريك القوات العسكرية باتجاه المدن الكردية قبل ان تظهر اي بادرة رد متشنج من اي طرف كردي ‘ والخطر في هذا التحول الحاد وغير المسبوق في تاريخ العراق الحديث ‘ انه حدث في مرحلة ان كل المهتمين بمستقبل امن العراق بعد ماحدث في تموز ‘ انتابهم الخوف من ان يتم استغلال الوضع بحيث يؤدي الى اجهاض ماكان يتمناه كل العراقيين من الكرد والعرب بعد تغيير النظام الملكي بنظام جمهوري حيث كانوا يتمنون الحرية الحقيقية مستندا على ارادة كل العراقيين دون التفرقة والصراعات ‘ وخوفهم اشد عندما شعروا بان الجبهة القوميه المتشنجه يشجعون السلطة بان تكون حديه في مواجهة دفاع الكرد عن مطالبهم المشروعة ‘ وكانوا يرون بان ذلك يؤدي حتما الى شرخ في جدار وحدة ارادة العراقين يفتح الباب تدخل ( حلف الامريكي البريطاني ) المتضررين من سقوط النظام العراقي و اسقاط حلف بغداد ‘ حيث منذ 14 تموز 1958 دخلوا على خط للعمل بهدف اعادة الهيبة لتحالفهم التي اهانها تغيير النظام في بغداد ‘ وفي وقت مبكر ‘ فسر بعض المهتمين من الكرد بمستقبل شعبهم بأن ظهور كل هذه الاحداث نوع من سوء حظ الكرد لانهم شعروا بامكانية استغلال قضيتهم ( تحت عنوان الحق يراد به الباطل ) لتدخل و لنشر الفوضى ليس في العراق بل في المنطقة
وكان في صفوف القيادات الكردية في تلك الايام وجود لاكثر من شخص يشجعون ان لاتتجة الارادة القومية والوطنية الكردستانية الى التشنج الى حد استغلالها من قبل ( اتجاهي القومي المدني و بين العسكر ) لاجبار الحكومة ان توجه ضربة للحركة القومية الكردية تكون نتيجته استغلال الوضع من قبل القوى الخارجية و يقوي هيمنتها على العراق والمنطقة ‘ انا شخصيا اطلعت على كيفية وجود هذا الاتجاه الكردي و بعض تفاصيل مناقشتها من قبل الجانب الكردي في الجزء الثاني من مذكرات احد قادة الجانب الكردي كان في موقع قيادي ومسؤول ‘ الراحل عبدالله اسماعيل ‘ وهو يتحدث بالتفصيل عن الاختيارات التي كانت امامهم لمواجهة التصرفات الرسمية التي كانت تتجه نحو تعقيد الوضع ‘ ويتحدث عن تفاصيل مناقشة العديد من الاختيارات للتصدي للموقف الرسمي الحكومي ‘ منها التوجه الى الضغط السياسي والمدني او التوجه الى الجبال لتحدي تراجع الحكومة على الالتزام بوعودها تجاه حقوق الكرد ضمن دولة العراق الجديد ‘ بما فيه اشارته الى موقف المرحوم مصطفى البارزاني قائد الجانب الكردي في تلك المرحلة بانه في البداية كان يميل الى اختيار الحل السياسي والضغط على الحكومة بالمواقف المدنية لتستجيب لمطالب الكرد بما فيه الالتزام بتطبيق المادة الثالثة من الدستور
اختيار الانتفاضة واختيار التوجه الى الجبال في ايلول 1961 وقراءة صفحتها بدقة وموضوعية بعيدا عن العاطفة فقط ‘ وصلنا الى القول وبوضوح ان هذه العملية اذا لم تكن اضرارها اكثر من مانفعنا منها ‘ نرى انها متوازنه اومتساويه في الجانبين ‘ واخطر من ذلك أن ذلك الاختيار‘ هو الذي فتح شهية الاعداء التاريخيين للحلم القومي الكردي للتوجه الى المخططات الجهنمية بحيث يؤدي بالنتيجة الى انحرافها لكي لاتصل الى تحقيق الحلم ‘ لذلك كانوا اسرع الجهات الذين تدخلوا في هذه العملية وهم اول مازرعوا في جبهاتها بذور الانشقاق في وحدة الصف الكردستاني ‘ ذلك الحدث الذي اصبح جرحا يجب ان لانخاف ( طريقا للمعالجة ) نعترف بان افرازاتها مستمرة لحد هذه اللحظة .
توجهنا اكثر من مرة الى الجبال ‘ في طول وعرض كوردستان الكبير او في كل اقليم من اقاليمها الاربعة ‘ فكان في كل مرة أن عدم ضمان وحدة الصف وبالتالي الارادة والمرجعية القوية بالاضافة الى شراسة هجمات الحاقديين التاريخين من حكام العرب في العراق وسوريا و ايران وتركيا يعدوننا الى البداية
***
أن مراجعة تاريخ التصرفات الرسمية للحكومات ( وهنا نراجع فقط تجربة كوردستان الجنوبي – العراق – ) يظهر امامنا أن التعامل الرسمي في العراق ومنذ تاسيس ما سمي بالحكم الوطني العراقي عام 1921 الى اندلاع ثورة ايلول 61 مع اهل كوردستان كانت تصرف ممكن وصفها بالمعتدل ( ان صح التعبير ) ‘ لذا فان هذه الفرصة بنظر المعتدلين الكرد ‘ مفيده للمرحلة القادمه في حياتهم من هنا ‘اختاروا التعاون مع حكومة بغداد والعمل الدؤوب ضمنها لتحقيق طموحاتهم القومية بهدوء
منطلقا من هذا الاختيار توجة عدد غير قليل من الشخصيات القومية و الوطنية الكردستانية للعمل ضمن مؤسسات الحكومة الوليدة وفي مواقع مهمة وكانت قوتهم بمستوى ‘ ضمن لهم القدره على منع اي جهة رسمية غير الكردية يفكر بالتوجه الى اي عمل ضد الطيف الكردي ويضر بهويته القومية بما فية كركوك كما أشرنا من البداية ‘ من هنا كان ومنذ تاسيس الحكومة العراقية اصبحت بغداد مدينة امان للكرد حتى بعد توجه القيادة الكردستانية الى الجبال في 1961 ولحد 2003 رغم تطرف الحكومات المتعاقبة بعد انقلاب 1963 ‘ تاكيدا لهذه الحقيقة انه وعندما اعلن بدء الثورة 1961 وتم عسكرة اقليم كوردستان وفرض الحصار الاقتصادي علية ‘ توجهت اعداد هائلة من كل الفئات الكردية واكثرهم من الميسوريين وشخصيات ذات الوزن الوطني والاجتماعي بعضهم كانوا يعملون في الدولة وفي مدن الاقليم ‘ انتقلوا الى بغداد وبينهم ايضا المثقفين والتجار من وزن الثقيل لم يعودوا الى الاقليم الابعد 2003 .
***
عند دراسة وضع اقاليم كردستان الاخرى وبحث اختيارات الجهات السياسية القومية لطريقة النهوض سواء عن طريق حمل السلاح او الانتفاضة في المدن ‘ لم تنقطع عن تجربة اقليم الجنوب ( العراق ) ‘ ويمكن ان يكون الكرد من القوميات المتميزه في التاريخ في كل عمليات النهوض ‘ يتصدى لنهوضهم اعدائها بشراسة مصرا ( حتى لو تحالف مع الد اعدائها غير الكرد ) على اجهاض انتفاضة الكرد ‘ والكرد ايضا مصرة على البدء مرة اخرى دون ملل ..!
كما اشرنا أن اتفاقية سايكسبيكو ‘ قسم المنطقة عموما والكرد على وجه الخصوص ‘ تقسيما شيطانيا ‘ اصلاحه او تعديله كما نحن نحلم به من المستحيلات ..!! لذا نتعجب الى الان ‘ ان البعض لايزال يعتقدون وفي غمرة الاحداث المتلاطمة في المنطقة تسفك فيها الدماء وينهدم فية البناء والاوطان ‘ يعتقدون ان هذا سيدفع الغرب عموما وفي المقدمة مصدر القرار للادارة الامريكية لصحوة الضمير ويفكرون باتجاه الغاء سايكسبيكو ويمكن نحن الكرد ونتيجة لهذا التغيير ينفتح علينا الباب لتحقيق حلمنا في الاستقلال .
الغرب لايقوم بهكذا عمل ‘ وان ضمان كل استقرار او وحدة الموقف والارادة لصالح اكثرية القوميات الرئيسية الاربعة في المنطقة ( الكرد والعرب والفرس والترك ) ليس في صالح استرتيجية الغرب والادارة الامريكية لان بكل وضوح هذا يعني تهديد مباشر للوجود الاسرائيلي ‘ ونعتقد ان اقصى تغيير متوقع على المدى البعيد يحصل بدعم من القوى الغربية في الشرق المتوسط يكون في الوقت الذي يشعرون وبتاكيد ‘ ان هدفهم الاستراتيجي للهيمنه يواجة خطر حتمي وبالنتيجة ينتقل هذا الخطر الى الوجود الاسرائيلي ‘ حينها ممكن ان يحصل تعاون غربي لتغيير سايكسبيكو ولكن الى الاسوء ‘ لكل طائفة دولة اوامارة او حكم ذاتي بمستوى الحكم الذاتي للفلسطينين المساكين ويحصل عند ذلك صراعات وحروب طويلة الامد كحرب ( داحس والغبراء ) …!
ان البشرية الان تقترب من نهاية مرور 18 عام من مئوية القرن الواحد والعشرين ‘ ومنذ عقد التسعينات من القرن الماضي هناك سيول جارفة للاعلام والمصادر المعلوماتية الغربية يروجون لعصر العولمة ‘ واهم واحد من هذه الشعارات او الدعوات المروج لها : التعايش المفتوح بين كل انواع بني البشر وبحرية دون ان تسمحون ان يعرقل الانتماء الى المذهب والقومية وحتى الوطن حاجزا امامهم ‘ واساس تحقيق هذا التعايش كما فعلوا يتحقق عن طريق السوق الحرة و التجارة الحرة
مع ذلك ان اصحاب هذا النهج ( السوق الحره و الحدود المفتوحه و الانتماء الحر ) وبمساعدة مجموعة من الزعماء القبليين في الخليج خططوا لتحويل مظاهرة جماهيرية مشروعة طالبت تغيير الدستور في سوريا ليمنع بشار الاسد ان يستمر في رئاسة الجمهورية ‘ حولوا هذه المظاهرة الى حرب اهليه مجنونه هدم كل جدار موجود في ذلك البلد وتحول البلد الى بؤرة لعشرات الميليشيات وبعشرات الاسماء
بين هذه القوى المتناحرة ‘ استطاع الخيرين الكرد ان يحافظوا على خصوصيتهم وصانوا منطقتهم من عاصفة الارهاب المتنوع المنشىء والهدف ‘ فتكالب ضدهم كل الجهات من جانب ومن جانب اخر ان محاولات الادارة الامريكية واضحة تلعب لعبتها الخبيثة معهم ويعتبرهم حلفاء مع ذلك تغض النظر عن الارهاب التركي و النظام ضدهم ‘ في هذا العالم المليء بالفوضى ‘ اكثرهم خطورة من صنع الكبار للتضحية بالصغار حسب تقيمهم لامور العالم من منظار الاحادي الجانب ( حفاظ على قواتهم للهيمنه حيث المطلوب ) ‘ نحن الكرد قوم لاصديق لنا الا ارادتنا والجبل ‘ اي خيارات لايضمن لنا شيء قبل ضمان وحدتنا لشدة وعمق الحس القومي بحيث اصبح مشروعا في حياته اليوميه ينمو في قلب وضمير وطموح الانسان الكردي كشعب مع ذلك اطال الزمن علينا للوصول الى حلمنا ‘ لاننا بوضوح مع هذا الكم الهائل من الشعور القومي لانملك ولحد الان مشروع قومي لنجعله طريقا وباصرار للسير نحوالهدف .
خلال مراجعة صفحات الاتكسارات التي اصابة هذا الحس او المشروع في نفس الانسان الكردي وعندما تؤدي شراسة العدوانين ضد طموحهم و اخطاء الجهات التي تقود المسيرة الى فشل حركات النهوض القومي ان يكون التوجه باعلان الثورة المسلحة او حتى الانتفاضات المدنية في المدن ‘ من خلال النظرة الانسانية للتاكيد على عمق الحس القومي عند المواطن الكردي ‘ اثناء حدوث تلك الانتكاسات بالامكان ان ترى عشرات الصور ومشاهد الحزن والالم في وجوه مقاتلي الكرد الاشاوس ( البيشمه ركه ) ‘ مع ذلك ان نفس الانسان المقاتل متألم عندما يعلم ببدأ عملية جديده على طريق النضال لتحقيق حلم الشعب ‘ تراه يتطوع من جديد دون ملل على امل ان ياتي ظرف يؤدي احدى محاولاته الى النتيجة المرجوة …
امام هذه الحقيقة لانبالغ في القول : بين الامم والقوميات الضطهدة ‘ ان الكرد ( قاعدته الجماهيرية ) نموذج متميز في عدم استعداه للتخلي عن حلمه القومي ‘ ولكن المؤسف انه رغم وضوح هذه الصورة ولانه ليس لدينا المشروع القومي المنظم على اساس الارادة الموحدة ‘ لانملك هذا المشروع على المستوى القومي لكل الوطن الكردي بأقاليمه الاربعه ‘ ولا في كل اقليم حسب بيئته السياسية المرتبط بمركز القرار في الدولة التي ارتبط بها الكرد
من هنا نعيد ونؤكد قناعتنا حول قضية هذه الامة لنختتم بها رؤيتنا المتواضعة : من المعلوم بعد ذكر هذه الاحداث المعقدة في قضية شعب مصيره في المنطقة كان ضحية تعاملات غير منصفة وغادرة للقوي المتنفذة في العالم والمنطقة ‘ وهو يتعقد يوم بعد اخر نتيجة لتخبط وقع فيها قيادات الحركات القومية الكرديه في تعاملهم مع القوى المتنفذة اقليميا و دولياً وبالمقابل الموقف والتصرف العدواني دائما للقوى الحاكمة و المضادة لطموح الكرد القومية ‘ وانحطاط مايسمى بالمنظمات الدولية المسؤولة عن مساعدة حرية الشعوب حيث تحولت هذه المنظمات ايضا الى اداة بيد الاقوياء من القوى الاقليمية والدولية ‘ ليس امام الكرد ‘ طالما لايتخلى عن طموحه المشروع إلا اختيارين كما تؤكد وقائع الاحداث ‘ وكل من الاختيارين بحاجة الى شجاعة في المبادرة ‘ وبطريقة موضوعية بعيدا عن العواطف المجردة بل ان تكون العقلانية سيد الموقف ‘ وأشار اكثر من وطني كردي الى اهمية هذين الاختيارين ‘ فاما ان يبادر القادة الكرد في وطنهم كردستان المقسم بشجاعة الى التوحد وتاسيس منظمتهم القومية واختيار وقت ومكان لانطلاق مع دعوة للعالم بما يريدون ليكونوا في مستوى المسؤولية لمواجهة الحدث ‘ او يتفق قادة الاجزاء الاربعة بينهم ان يكون التعاون والعلاقة بينهم ينحصر في مجالات المشورة والبناء وينحصر نضال كل جزء ضمن بلده والتعاون مع القوى الوطنية في البلدان الاربعة للبناء وان يكون الكرد صاحب القرار وليس تابع و مطالب بالحقوق فقط ‘ في الاختيار اي من الطريقين ‘ فان توجه الى القاعدة الشعبية في كوردستان الكبرى او كل اقليم على حدة ضروري للتاثير العملي المباشر على الرأي العالمي والاقليمي حتى اذا استوجب اضرابات مدنية شاملة
ككاتب كردي وفي ظلمات هذا الوضع الذي تعيشه شعوب المنطقة ارى ان المقترحين في ظل اللعبه التي تلعبها القوى الظالمة و عملاء تلك القوى وتجار السياسة ومافيا لصوص ثروة المنطقة يدخلان ضمن دائرة الاحلام بعد ان وصل كل جهة كردية ( مع كل الاسف ) الى وضع لارجعة فيها باتجاهات التناحر ‘ ولكن … لاضير ان نحلم