23 ديسمبر، 2024 8:09 ص

قراءتنا المنحرفة لتأريخنا!!

قراءتنا المنحرفة لتأريخنا!!

المسطور في كتب التأريخ عجائبي التوجهات والنزعات , ومكتوب بمداد الدموع والحسرات , والتوجع والتشكي والتظلم , والقهر والإنتكاب.
وفيه تغييب للأمة ككائن حي له ما له وعليه ما عليه , ولابد له أن يعيش دورات حياته كأي الأحياء من قبله ومن بعده.
فالأمة كانت وستكون , مثلما كانت قبلها أمم فبادت وتكونت من مفردات أنقاضها ما يشير إليها , وأمتنا ما أبيدت ولن تبيد , بل تمر بمراحل وإستحالات حضارية كغيرها من الأمم الحية في الدنيا.
فالقول بأنها كانت ذات سيادة أرضية وقوة مبسوطة على عدة قارات , لا يعني أنها بفقدانها لذلك الدور قد إنتهت , وإنما تبادلت الأدوار وفقا لأحكام الدوران وقوانينه المفروضة على مَن دب فوق التراب.
فهل وجدتم قوة دامت إلى الأبد؟
إن الإقتراب السلبي من ماضي الأمة وعكسه على حاضرها , فيه تجني على طبيعة الأشياء ونواميس التفاعلات الأرضية القائمة منذ الأزل.
فأمتنا فيها خاصية الخلود لمطواعيتها ومرونتها ومطاولتها وأنها تكتب , أو أمة كتاب , وهذه مؤهلات إستمراريتها السرمدية.
أما إجتزاء مرحلة من مسيرتها وفرضها على جميع المراحل , فذلك إضطراب في الفهم وإنحراف في التفكير.
فالأمة واعدة وصاعدة , وستكون حتما , لأنها تمور بالطاقات والقدرات الطالعة نحو غدها المبين.
فهل من رؤية إيجابية متفائلة وفهم أمين؟!!