22 ديسمبر، 2024 11:01 ص

قراءتان في خارطة المنطقة .!

قراءتان في خارطة المنطقة .!

صدقَ نتن ياهو حين قال ” بعدَ ايامٍ قلائل من يوم 7 تشرين اول – اكتوبر ” من أنّ خارطة المنطقة سوف تتغيّر بعد انتهاء المعركة في غزّة .! , وعلى الرغم من أنّ المعركة لم تنتهِ منذ ذلك الوقت وطالت واستطالت والى اجلٍ يصعب تحديده جرّاء فشل الجيش الإسرائيلي في التقدم الى قلب غزة , انّما يبدو انّ نتنياهو قد قرأ الطبوغرافيا السياسية لأوضاع المنطقة من الأسفل الى الأعلى او من اليسار الى اليمين .! , فالمنطقة العربية وبعد التقاط الأنفاس في وقتٍ لاحق , سوف تتعرّض الى هزّاتٍ سياسية تحاكي ما حدث بعد حرب حزيران – يونيو عام 1967 من انبعاث حركات وتنظيمات المقاومة الفلسطينية وربما كمحاكاةٍ

للثورات التي اندلعت في بعض الأقطار العربية كليبيا والسودان والعراق وسوريا . وهنا يؤخذ بعين الإعتبار عدم امكانية استنساخ تجربة منظمات الفدائيين الفلسطينيين في الساحة الأردنية والتي جرى اجهاضها في حرب ايلول لعام 1970 ومغادرة تنظيمات المقاومة الى لبنان , وانتقالاً الى مغادرة قيادات وعناصر المقاومة الفلسطينية للبنان الى تونس إثر الإجتياح الإسرائيلي في عام 1982 , لكنّ المتغيرات الحديثة والمؤثّرة تتمحور في استهداف الإسرائيليين Online .! عبر الطائرات المُسيّرة المسلحة من مسافاتٍ بعيدة وربما من ايّ دولةٍ من دول المنطقة او من خارجها , يضاف لذلك احتمالاتٌ محتملة للعودة لما افرزته حرب عام 1967 في استهداف المصالح والمراكز والسفارات الإسرائيلية في دول اوربا وغيرها من الدول الأخرى , وذلك ما جرى الى مطلع سبعينيات القرن الماضي , حتى تغيّر ستراتيجية الرئيس الراحل ياسر عرفات او ” منظمة التحرير الفلسطينية ” التي كان يسميها كلا الإعلام الغربي والإسرائيلي بِ PLO كيما لا تُذكر كلمات Palestine Libration Organization بنصّها الحرفي , ومن المؤسف والمحزن أنّ بعض الصحف العربية آنذاك كانت تُطلق عليها وتختزل أسمها بِ < م ت ف – او ميم تاء فاء > .!

مهما استمرّت واوغلت محرقة السحق الإسرائيلية للمدنيين والمستشفيات والكنائس والمساجد في هذا الغيّ الذي لم تتعرّض له احداث التأريخ القديم والحديث , فما أشرنا له بإختزالٍ في الأسطر اعلاه فهو قابل للإشتعال وسريع الإشتعال , ويتحكّم بإندلاعه عنصر الوقت وتفاعلاته ” الكيميائية – السياسية ” في عصر السرعةِ هذا .!