في المحافل ومن على المنابر ومن خلال مواقع التواصل الأجتماعي .. يتشدق شيوخ ودعاة المسلمين ، من أن الأسلام ، هو الأكرم معتقدا للمرأة ، حيث انه لبى كل أحتياجاتها وكل متطلباتها ، ومن جميع النواحي في المجتمع .. في هذا البحث المختصر سأسرد أضاءة مقتضبة حول أحد أحاديث رسول الأسلام / بخصوص المرآة ، ومن ثم سأعرض نقدا منطقيا له .
الموضوع : من موقع / الأمام بن باز ، سأقدم شرحا لحديث ” استوصوا بالنساء خيرا ” حديث صحيح رواه الشيخان في الصحيحين عن النبي من حديث أبي هريرة ، قال : استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيراً . هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيرًا ، وأن يحسنوا إليهن وألا يظلموهن وأن يعطوهن حقوقهن ويوجهوهن إلى الخير ، وهذا الواجب على الجميع لقوله : استوصوا بالنساء خيرًا وينبغي أن لا يمنع من ذلك كونها قد تسيء في بعض الأحيان إلى زوجها وأقاربها بلسانها أو فعلها لأنهن خلقن من ضلع كما قال النبي : وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه .. فالمعنى أنه لا بد أن يكون في خلقها شيء من العوج والنقص .. ” .
القراءة : 1 . شخصيا أن تفسير الفقهاء لهذا الحديث ، أراه متناقضا مع متن الحديث ، حيث أن الفقهاء كان لزاما عليهم ، أن يركزوا على المعاملة الحسنة للمرأة ، بينما هم ذهبوا الى نواح أخرى ، حيث قال الفقهاء : ” بما أن حواء منبتها من ضلع أعوج ، فالمعنى أنه لا بد أن يكون في خلقها شيء من العوج والنقص ” ! . / نقل شرح الحديث من موقع – الأمام بن باز . * وهذا الوضع يشكل أهانة لمكانة المرأة ، ومن جانب أخر ، هل العوج أو النقص ، محصورا على المرآة دون الرجل ! . 2 . ولكن الرسول ، بحديث أخر ، يقاطع ما قاله سابقا / أستوصوا .. ، حيث قال ” ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن / هذا وفق الصحيحين ” ، وتفسيره وفق الفقهاء ( والمقصود أن هذا حكم النبي وهو ثابت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ، ومعنى نقص العقل كما قال النبي أن شهادة المرأتين تعدل شهادة رجل واحد ، وأما نقص الدين فهو كما قال النبي أنها تمكث الأيام والليالي لا تصلي ؛ يعني من أجل الحيض ، وهكذا النفاس .. ) . شرح الحديث / نقل من نفس المصدر السابق . * والتساؤل ، أن الله عز وجل هو من خص هذه الأمور الجسمانية للمرأة – الحيض والنفاس .. ، فكيف لله أن يضع أمرا ، ومن ثم يجعله نقيصة على المرأة / في الصلاة والشهادة .. ! . وبما أن رسول الأسلام محمد ، لا ينطق عن الهوى { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى / 3- 4 سورة النجم } ، فهل هذا يعني أن الله ينعت المرأة بناقصة عقل ودين ! . 3 . وضع المرأة عقائديا ، ينتقل من أحاديث الرسول المتقاطعة ، الى نصوص قرآنية { وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا / 34 سورة النساء } . * وهنا وضع المرأة ، يتخذ شكلا أخرا ، حيث أنه ينتهي بالضرب ، وكالعادة الفقهاء يرقعون التفاسير لهذه الآية ، فمن موقع / أسلام ويب ، أنقل التالي بأختصار ( فالزوجة إن خرجت عن طوع زوجها تمردا وعصيانا بلا مسوغ ، فقد شرع الله علاج ذلك بجملة أمور ، منها النصح والأرشاد ، ومن ثم الهجر ، وينتهي الأمر بالضرب ، وحددت عملية الضرب بما يلي : أ ـ أن لا يكون الضرب مبرحا ، أي شديدا ً .ب ـ أن لا يضربها على وجهها . ج ـ أن لا يشتمها بالتقبيح .. ) . * التساؤل : كيف للذات الألهية أن يحدد هكذا وضعا ! – أي الضرب ، والله هو الرحيم الغفور . وكيف يمكن السيطرة على عملية الضرب / من قبل الرجل ، بحيث أن لا تنال من الوجه ، أو أن لا يرافقها شتائم ، وخاصة أذا كان الرجل قد فقد أعصابه ! .. أخيرا أن يكون هناك نص قرآني ، فهو مسوغ شرعي لضرب المرأة ، فهل من مكانة للمرآة بهكذا وضع .
خاتمة : أولا – من تفاسير النصوص والأحاديث آنفة الذكر ، فأنها تعكس وضعا لا يقبل الجدل ، وهو أنه قيلت وكتبت ، وفق وضع المجتمع الذكوري القبلي الذي أنعكس على الحقبة المحمدية ، والنص القرآني { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ } يدلل على ذلك ، بحيث أن العرب في الجاهلية كانوا يؤدون بناتهم ، اذا كانت المولودة أنثى ، عكس ذلك أذا كان ذكرا . ثانيا – وأورد فيما يلي موضوعا ذات علاقة بالمرأة الزانية في الأسلام والمسيحية / وحكم كلا من محمد و المسيح : 1 – فمن موقع / حراس العقيدة ، أنقل التالي بأختصار { حَدَّثَنِى أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِىُّ حَدَّثَنَا ابْنَ هِشَامٍ .. عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ أَتَتْ نَبِىَّ اللَّهِ وَهِىَ حُبْلَى مِنَ الزِّنَى فَقَالَتْ يَا نَبِىَّ اللَّهِ أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَىَّ فَدَعَا نَبِىُّ اللَّهِ وَلِيَّهَا فَقَالَ « أَحْسِنْ إِلَيْهَا فَإِذَا وَضَعَتْ فَائْتِنِى بِهَا ». فَفَعَلَ فَأَمَرَ بِهَا نَبِىُّ اللَّهِ فَشُكَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُهَا ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَرُجِمَتْ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ تُصَلِّى عَلَيْهَا يَا نَبِىَّ اللَّهِ وَقَدْ زَنَتْ فَقَالَ « لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَوَسِعَتْهُمْ وَهَلْ وَجَدْتَ تَوْبَةً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنَفْسِهَا لِلَّهِ تَعَالَى » . صحيح مسلم } . * هنا أن محمدا رجمها حال أن وضعت وليدها ، وبعد أن قتلت ، صلى عليها ، أي لا غفران ولا مسامحة للخطيئة أبدا ، بل أن العقاب هو الرجم / القتل ! ، والأشكال أن الرسول صلى عليها بعد الرجم ، أمام ذهول الصحابة ، وأولهما عمر ! . 2 – ومن موقع / أبونا ، أنقل التالي بأختصار { وصل يسوع مدينته أورشليم ، وكان جمع كبير ينتظره . فوقف ، يُعلِّم هنا ، ويُجادِلُ هناك . وإذا ببعض الكتبة والفرّيسيّين ، يجرّون قدامه امرأة ، قيل عنها أُخِذت في زنى . إنّ موقفهم بل قرارهم في هذه الحالة كان واضحاً ، وهو رجم الزانية علنا ، حسب قانون التوراة ، إن كان هنالك من شهود ، وهي مناسبة لوجود ممسكٍ على المسيح ، الّذي يصادق الخطأة ويأكل معهم . فالقاعدة – أي رجم الخاطئة ، الذي كان معروفا ومًمارساً لدى الجميع ، ويبدو أنَّ حجارتَهم كانت في أيديهم ، وقال لهم يسوع : من منكم بلا خطيئة فليرم عليها الحجر الأوّل ! } . * هنا المسيح بمفهومه للحياة ، ولسلطانه الممنوح له من عليين ، وبصفته كلمة الله وروح منه ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ / 171 سورة النساء ) غفر لها ولم يرجمها ، بل منحها حياة أخرى . 3 – ولا بد لنا ان نقول بأن الرجم بالأسلام ، هو أمتداد لليهودية ، الذي أخذ الأسلام منه الكثير من الأحكام والعادات ! .
خلاصة القول : أن الحقوق لا تسن وفق الشرائع الدينية / خاصة فيما يتعلق بالمرأة ، وأذا تركنا جانبا عدم جواز صلاة وصوم المرأة – أثناء الحيض والنفاس ، فكيف لنا أن نترك شهادة أمراتين برجل ، ونصيب أمراتين من الأرث برجل .. أن الحقوق يجب أن تنظم وفق القوانين المدنية الحضارية ، أما الشرائع الدينية والعقائدية ، فأنها تمنح الأيمان ولا تعطي حقوق .