قراءة لما وراء الأثر النفسي والمعنوي الموجع الذي تركته تفجيرات “البيجر” على عوائل ومقاتلين حزب الله؟!
إعداد وتقديم صباح البغدادي
*أن شدة الأثر والألم النفسي الذي تركه رحيل الأمين العام “حسن نصر الله” على البيئة الحاضنة الشعبية الشيعية وعوائل المقاتلين وحتى المناصرين من خارج البيئة الاجتماعية والتي رأيناها على شاشات التلفزة وترجمة من خلال نوبات الحزن الشديد والبكاء ومن هو ما بين مصدق للخبر ومكذب لحدث الاغتيال والموت وهذا الجرح الذي قد لا يشفى منه البعض ولو بعد حين!
*أن علاقة السيد الأمين العام الاجتماعية مع قادة ومنتسبي ومقاتلين “حزب الله” وصولن إلى عوائلهم، ليست كما يتصورها البعض بانها تبدو مثل علاقة القائد العسكري بجنوده؟ ولكن إذا تمعنا أكثر من خلال متابعة لخطبة واحاديثه ولقاءاته الصحفية السابقة، تستطيع أن تتشكل لديك تصور أكثر وضوحا، بانها تتعدى هذه العلاقة الاجتماعية إلى أبعد من هذا الأمر , فتقترب كثيرآ وتتفاعل في وجدانه وينظر إليها كعلاقة الأب بأبنائه , وعلاقته بالقادة مثل علاقته بإخوانه واكثر , وبالأخص هو قضى معهم طوال العقود الماضية اكثر من قضائه وقته مع عائلته أو أقربائه , مما نسج معها طوال هذه السنيين علاقات اجتماعية وأخوية أكثر من أي علاقة سياسية أخرى قد يكون ارتبط بها مع بقية الزعماء ورؤساء الأحزاب في لبنان .
*أن حزنه الشديد وتأثره الذي بدأ على تقاسيم وجهه ولغة الجسد خلال خطابه الأخير، يبين بأن الصدمة النفسية والجسدية التي تعرض لها أكبر وأشمل من الصدمة النفسية التي تعرض إليها أثناء سماعه خبر نبأ وفاة نجله الأكبر “هادي” أثناء المعارك وقد , حيث وقف في توديعه ونعيه في حينها وبصورة المنتصر قائلآ:” إنني أشكر الله سبحانه وتعالى على عظيم نعمه أن تطلع ونظر نظرة كريمة إلى عائلتي فاختار منها شهيدًا”.
يعاني الواقع الصحي اللبناني منذ عام 2019 من أزمة مالية واقتصادية حادة وخانقة ، مما أثر بصورة مباشرة على الواقع الصحي والخدمي المقدم للمواطنين وبالأخص في المستشفيات الحكومية ناهيك عن المستشفيات الأهلية التي تكون أسعار الطبابة والعلاج فيها مرتفعة جدا ومع الحالة الاقتصادية للمواطن فلا يستطيع العلاج في هذه المستشفيات من ناحية ارتفاع أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية وبالأخص الأدوية الأمراض المستعصية , وبعضها فقد من الصيدليات والمذاخر الطبية نتيجة ارتفاع سعره في السوق العالمية, وقد تأثرت جميع مرافق القطاع الصحي والخدمي بهذه الأزمة بصورة مباشرة، مما أثر على توفير العلاجات والأدوية وخدمات الطوارئ للمرضى.
نحاول الآن أن نجمع قطع الأحجية ووضعها في صورة الأطار الشامل قدر الإمكان , لنفهم بصورة أكثر وأوسع عما تم تناوله والتطرق اليه من خلال الأفلام المصورة من داخل المستشفيات والشوارع والمحلات التجارية والمطاعم وأماكن العمل , والتي بثت وانتشرت خلال ساعات على جميع منصات مواقع التواصل الاجتماعي يومي حادث ضحايا تفجيرات أجهزة الاتصالات , وذهب ضحيتها عشرات ومئات الضحايا وآلاف الجرحى الثلاثاء والأربعاء 17/18 أيلول 2024 والتي استمرت في يومها الأول موجة الانفجارات حوالي الساعة وبدأت من 3:30 بعد الظهر لغاية 4:30. وما تم مشاهدته كذلك على مختلف القنوات الإخبارية العربية واللبنانية بالأخص، ومن خلال مراسليها الذين توافدوا على المستشفيات والمراكز الصحية التي استقبلت هؤلاء الجرحى وما تم تسريبه كذلك ,من خلال أفلام مصورة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي من داخل المستشفيات حول الذين تم أصابتهم من مقاتلين حزب الله وإضافة الى أحاديث عوائلهم حول ما جرى لهم , حيث رأينا أن هناك من المصابين ما يزال لا يستوعب ماذا جرى له، ولماذا حصل هذا له وما هو سببه وكيف وصلنا الى هذا الحال بفقدان أجزاء من جسدنا , ومن هو المسؤول على ما حدث لنا، وغيرها من الأسئلة المحيرة التي كانت تدور في تفكير هؤلاء وعوائلهم ومرافقيهم , وقد حاول فيها مراسلون القنوات الإخبارية معرفة جزء من الحقيقة بالإضافة الى ما تم التطرق له من خلال أحاديثهم مع بعض من الكادر الطبي الأخصائي والأطباء والممرضين , ولكن كان دون جدوى في بادئ الأمر لشدة الحدث وتأثيره المفاجئ والمفزع عليهم , ولكن بعد مرور الوقت استوعب معظمهم ما الذي جرى له.
أن تواضع الإمكانيات الطبية من الكوادر المؤهلة من أطباء وأخصائيين وممرضين أمام فاجعة وكارثة بهذه الصورة , والتي لم تكن في حسبان سير عملهم وخططهم للطوارئ، ومن خلال ما شهدته المستشفيات أعدادًا مهولة من المصابين الذين وصلوا على شكل دفعات في وقت قصير جداً لم يتجاوز بينهما بضع دقائق , بحيث تحولت المراكز الصحية والمستشفيات وأقسام الطوارئ وغرف العمليات والعناية الفائقة إلى حالة من التكدس غير المسبوق , ووصل الأمر بان كانت الممرات والحدائق ممتلئة بمختلف أنواع الإصابات الجسدية الخطيرة ومع كل هذه الاوضاع , فقد واجهت الأطقم الطبية امتحاناً عسيراً وصعب في سرعة الاستجابة وتقديم جميع أنواع الدعم اللازم والعلاجات للمصابين وإنقاذ أرواحهم قدر الإمكان , ولولا التدريبات الميدانية التي خضع لها الكادر الطبي والتي تم تنظيمها بالتعاون مع وزارة الصحة، والتي أبقت على جاهزية الأطقم الطبية في حالة استنفار قد الأماكن لكان من الممكن أن تقع خسائر كبيرة بين المصابين، حيث كان الكثير منهم يعانون من إصابات خطرة جداً تحتاج إلى تدخل جراحي عاجل لإنقاذ حياتهم , وهذا مما ترجم على ارض الواقع ومن خلال سرعة الاستجابة لمعظم المستشفيات ومختلف كوادر الطاقم الطبي بسرعة الوصول لأماكن عملهم مما قلل من حجم الخسائر بالأرواح بشكل كبير.
أن ما ذكره الكادر الطبي والتمريضي والمسعفين أثناء نقل المصابين الى المستشفيات والمراكز الصحية وحديثهم الى المراسلين القنوات الإخبارية وقبلها مع المصابين لمعرفة أسباب هذه الإصابات تبين بالمجمل الى أن طريقة حمل جهاز النداء “البيجر” المعتادة والطبيعية من قبل الشخص هو وضعه وحمله في حزام الخاصرة أثناء خروجه من البيت أو حتى في تواجده بمكان عمله , مما ساهم في زيادة عدد الإصابات بصورة واضحة وكبيرة والتي شملت إصابات الرأس والأعين والأطراف العليا والسفلى , وإصابات بالجهاز التناسلي والبطن وكذلك حروق تراوحت بين بسيطة وشديدة في اليدين , بعض المصابين كانوا قادرين على الحديث حيث أوضحوا :” بأن جهاز النداء قد انفجر بعد إشارة التنبيه الثالثة , والبعض الأخر انفجر أثناء حمله باليد والضغط على مفتاح عرض الرسالة , وبعضها اشتعل من تلقاء نفسه على الطاولة , وبعضهم احسوا حرارة شديدة أثناء لمس الجهاز أدت الى اصابتهم بحروق في اليدين , حيث تبين بعد ذلك بأن الشحنة المتفجرة التي وضعت في أجهزة النداء البيجر انفجرت بطرق مختلفة , وحسب مواصفات ونوع كل جهاز , وليست كلها كانت بنفس صيغة طريقة التفجير ” وقد استدعت هذه الإصابات والتي شملت بمجملها وتوزعت بين إصابات “خطرة ومتوسطة وخفيفة” وشملت حالات بتر الأطراف العلوية والسفلية وبتر في الأصابع أو في اليد أو كلتا اليدين.
صرح البروفيسور “إلياس الوراق” المختص في طب العيون بمستشفى جبل لبنان الجامعي: “هذه أول مرة نواجه فيها هذا العدد الكبير من الإصابات بالعيون تأتي للمستشفى دفعة واحدة حيث وصلة حالات الإصابة بالعمى الكلي أو الجزئي لدى المصابين “.
تروي الطبيبة “دانيا الحلاق” المتخصصة في الطب الداخلي والمناوبة في قسم الطوارئ بمستشفى جبل لبنان الجامعي، عن اللحظات الحرجة وغير المتوقعة التي مرت بها مع الطاقم الطبي بسبب تدفق هذا العدد الكبير من الجرحى حيث تقول: “لم نكن نعلم ما الذي جرى، حتى أن المصابين أنفسهم لم يعرفوا ما حدث وكانوا في حالة من الصدمة والذهول، مما أفقدهم القدرة على النطق أو التفكير فيما جرى لهم، ولكننا فهمنا بعد ذلك واستوعبنا الحدث بان هناك تفجيرات حصلت لأجهزة الاستقبال اللاسلكية البيجر التي يحملونها , والتي نحن كذلك نستخدمها في النداءات الداخلية وقد تخلصنا منها فورا بعد أن علمنا بالخبر من خلال المرافقين الذين أتوا مع المصابين والجرحى”.
أوضح بعض الكادر الطبي والتمريضي بعد أيام من حادث التفجيرات , بأنهم لا حضوا أنها بدأت تظهر على المصابين والجرحى انفصال عن الواقع والمحيط المتواجدين فيه , وهو ما يترتب عليه صعوبة في التركيز والشعور بالتوتر والقلق المستمر، علاوة على تعرضهم للكوابيس واضطرابات أثناء النوم وإحساسهم بأن هناك خطورة دائمة على حياتهم وكذلك ظهور أعراض الصحة العقلية والنفسية على جرحى المتواجدين بالمستشفيات ومنها :” قلة تناول الطعام ,صعوبة النوم , كثرة التدخين , أحلام وكوابيس , وعصبية ومزاجية متقلبة أثناء تحدث الأطباء والممرضين معهم لغرض تناول الدواء ومتابعة حالتهم الصحية” وقد اعرب بعض أفراد الطاقم الطبي عن تخوفهم بان يتم الاعتداء عليهم نتيجة الحالة النفسية والعقلية وشدة الإصابة بالنسبة لهم , وهذه الأعراض الخطيرة التي تظهر عليهم الإن اذا أهملت حاليا قد تتفاقم بصورة كبيرة وبالتالي تتطلب وقتا طويلا للتعافي مثلها مثل الإصابات العضوية والجسدية التي المت بهم … عائلة المقاتل قد تتأثر بصورة مباشرة ومن خلال مدى شدة الإصابة من حيث ضهور المزاج السيئ وعم تحمل أي صوت مزعج أو مرتفع كذلك الى العصبية والانفعال والغضب السريع والضرب والاعتداء على أفراد الأسرة مما يشكل ضغط كبير على العائلة وبالأخص المتزوج والذي أصيب بعاقة جسدية دائميه حيث يكون الأطفال هم بالواجهة من حيث شدة تأثرهم النفسي والمعنوي وهذا من ما ينعكس بصورة اكبر حول تحصيلهم الدراسي .
قد يعتبر البعض ويظن بأن هذه الإصابات الخطرة , والتي شملت بتر احدى أو كلتا الأطراف ,أو فقدان كلي أو جزئي للنظر , قد لا تترتب عليها أي مشاكل مستقبلية تخص بحالات الصحة العقلية والنفسية والجسدية , وهذا غير صحيح بالمطلق , لأنها سوف تصطدم ببساطة بحقائق العلوم الطبية والعلاجية , وتخبرنا عكس ما يتوجه اليه البعض تماما في نظرة اللامبالاة ويظن أن الأمر يقتصر على شفاء الجروح فقط , ولا يظن أن يتطور بسرعة الى مضاعفات خطرة وغير محسوبة على الصحة العقلية والنفسية والجسدية للمصاب , مما يصعب بعدها في السيطرة عليه , وخصوصا إذا ظهرت عليه بوادر التغيرات السلوكية مع المحيطين حوله من العائلة والأهل والأقرباء والأصدقاء مثل سرعة الانزعاج والعصبية و الانطواء والانزواء والعدوانية وصعوبات في النوم والتركيز والهذيان والوساوس وغيرها من المشكلات .
من الضروري حاليآ ومن الأهمية , أن يتم تقديم دعم مباشر , وأن يتلقى الأفراد المصابين بعد الحادث المروع الذي تعرضوا , له كامل الدعم بالصحة النفسية والعقلية والجسدية ,بالإضافة وهذا هو الأهم في برامج مراحل العلاج , وضرورة إشراك الدعم الأسري والذي يمكن أن يساعد بصورة حيوية في التعافي ويكون لديهم الوعي الكافي حسب نوع الإصابة الجسدية والعوق الذي تعرض له , وهذه تنعكس بصورة مباشرة وإيجابية على مدة التعافي وهي عملية جماعية وفردية تختص بمدى قدرة قبول المصاب للبرنامج تأهيل الرعاية النفسية والجسدية والصحة العقلية.
بالمقابل سوف نعرض رأي بعض الأخصائيين في الصحة النفسية والعقلية العاملين في “مستشفى الصليب للأمراض العقلية والنفسية / جل الديب – المتن” و “مركز الصحة النفسية المجتمعية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي / بيروت” و “مستشفى الشفاء التخصصي لعلاج الأمراض النفسية والإدمان“ ونخلص ما تطرقوا إليه عن مدى التأثير النفسي والعقلي والجسدية الذي سوف يتأثر به هؤلاء المصابين والجرحى على المدى القريب أو البعيد , اذا لم يتوفر لديهم العلاج والتدريب وأدخلهم في برامج الصحة النفسية والعقلية , وإلى تشجيعهم بأخذ الاستشارة الطبية من دون أي خجل أو خوف وتتمثل بالاتي:
1/ أن التجربة الصادمة والمواقف التي تعرضوا لها مثل رؤية الأصدقاء يصابون أو يموتون، يؤدي إلى آثار نفسية شديدة عليهم وهذه التجارب القاسية التي تعرضوا لها يمكن أن تُخزن في ذاكرتهم وتظهر لاحقاً كـ”اضطرابات ما بعد الصدمة” ومنها الكوابيس والأحلام المزعجة والقلق والكأبة وتجنب الأماكن التي حدث فيها الإصابة وبالأخص التي كانت في البيت أو في مكان ومحل العمل.
/ 2 تعتمد مدى شدة الإصابة الجسدية والتي أدت إلى فقدان الأطراف أو اليدين أو العينين أو عدم الرؤية نهائيا مما يتطلب الى سرعة خضوعهم الى برنامج متكامل من إعادة تأهيل طويل الأمد للتكيف مع هذا النوع من الإصابات وتؤدي بالنتيجة الى تحول في السلوك وطبيعة الحياة الاجتماعية وتغيرات جذرية مثل الانزعاج والعصبية الزائدة عن حدها والتوتر التحولات الحياتية والإصابة الجسدية قد تتطلب تغييرات جذرية في نمط الحياة ومما يسبب شعوراً بالفقدان والإحباط وفقدان القدرة على المشاركة في الأنشطة اليومية أو المهام التي كانوا يقومون بها، مما يؤدي إلى شعور مزمن ومعمق لديهم بانهم اصبحوا عالة على عوائلهم والمجتمع المحيط بهم وبعدم الجدوى من وجودهم على قيد الحياة ,وهنا تكمن الخطورة أنهم قد يفكرون بإنهاء حياتهم بالانتحار .
3/ ينشأ لديهم شعور متفاقم من العزلة العائلية وعن أقرانهم والمجتمع المحيط بهم، مما يزيد من مشاعر الإحباط والقلق والاكتئاب وهذا العزلة في حالة تفاقمها يمكن أن تتسبب في انفصال تام عن الواقع والانطواء عن الأصدقاء والعائلة مع صعوبة في التواصل والتفاهم مع من لم يمروا بتجارب مماثلة بالإضافة على شعورهم بتراجع الدعم العائلي والاجتماعي وعدم الفهم عما حدث لهم من قبل الأخرين يمكن بسهولة أن يؤدي إلى تفاقم حالة المصاب الى الأسوأ.
4/ الضغوط النفسية والجسدية التي تنتج عن مراحل وتطورات العلاج والتعافي والقلق بشأن مستقبلهم وعدم القدرة على العودة واستئناف حياتهم الطبيعية مثلما كانت قبل الحادث، تؤثر سلباً على صحتهم النفسية والجسدية، بالإضافة الى تكاليف العلاج المكلفة والنفقات المادية المرتبطة بمراحل العلاج وتوفير أطراف واعين اصطناعية مناسبة مما يؤثر بصورة مباشرة تحمل تكاليف العلاج الباهظة على العائلة من الناحية المادية .
5/ شعورهم بعدم الانتماء لـ محيطهم الاجتماعي وفقدان هويتهم الوظيفية، وبالأخص إذا كانت شدة الإصابة قد تسببت بعوق دائمآ لهم حيث يشعرون بفقدان جزء كبير من انتمائهم الوظيفي وعدم القدرة على العودة للعمل متلمى كانوا في السابق.
6/ ضرورة العمل بجدية الإن وليس في المستقبل , وذلك من خلال تقديم برامج تأهيلية لتلقي الدعم النفسي والاجتماعي والحضور حسب المواعيد والجداول التي يتم تخصيصها لهؤلاء المصابين ومن خلال سرعة تقديم الاستشارات وحضور جلسات مع متخصصين في الصحة النفسية والعقلية لمساعدتهم قدر الإمكان على التعامل مع المشاعر والأفكار السلبية واخضاعهم بالاشتراك مع مصابين أخريين في جلسات علاجية وفي تجارب مشابهة لأشخاص مروا بنفس التجربة حوادث السيارات والعمل حيث يمكن هذا العامل وطريقة العلاج من أن يوفر شعوراً إيجابيا بالانتماء والدعم وانهم ليسوا وحدهم من تعرضوا الى بتر أحد أعضاء جسدهم .
7/ أن البرامج التأهيلية التخصصية سوف تعزز لديهم الثقة بالنفس والعودة لممارسة نشاطهم سواء من خلال إعادة التأهيل النفسي أو الجسدي أو المهني وتعتبر هذه العوامل متشابكة فيما بينها ومما يجعل من الضروري والحتمي توفير اقصى درجات الدعم الاجتماعي والعائلي لغرض مساعدتهم قدر الإمكان في التعافي من محنتهم.
وأخيرآ وليس أخرآ يجب وضع وتقديم خطة مدروسة عن العلاج النفسي من قبل أخصائيين , واخذ الأدوية المهدئة المناسبة التي قد تخفف لديهم على المدى القصير من أثر الصدمة النفسية والجسدية في مواعيدها والمداومة على حضور جلسات العلاج النفسي , ولكن الأهم والتأثير المباشر قد يكون من خلال الإهمال وعدم الاكتراث من قبل المقاتلين وعوائلهم وحتى وصولآ لقيادات الحزب وذلك بعدم اتخاذ أي إجراءات فورية ومدروسة بسرعة لتقديم العلاج مما قد يفاقم الوضع بالمستقبل الى مديات خطيرة يصعب معها التعامل معهم من خلال سرعة الانفعال والعصبية وشدة الغضب الذي قد يتطور الى استخدام السلاح بغرض إيذاء الآخرين سواء من ناحية العائلة اوالأصدقاء او حتى المحيط المجتمعي الذي يعيشون فيه.
وكما لاحظنا بما جاء أعلاه في هذا المقام , بأن الموضوع شائك ومتشعب , ولكن أردنا أن نطرحه على المختصين والرأي العام , وبالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني والهيئات الصحية والطبية , ليكون لهم كذلك دور في إلقاء الضوء بصورة أكثر شمولية على هذا الموضوع , والذي حاولنا فيه قدر الإمكان معرفة ما جرى لهؤلاء الجرحى والمصابين وعوائلهم , وما سوف يتعرضون له بالمستقبل القريب إذا ما تم إهمال سرعة اتخاذ القرار بعلاجهم.