27 ديسمبر، 2024 6:43 ص

قراءة لما خلف الابواب المغلقة لعودة نظرية مقايضة البرنامج النووي الإيراني بالتخلي عن حزب الله اللبناني؟

قراءة لما خلف الابواب المغلقة لعودة نظرية مقايضة البرنامج النووي الإيراني بالتخلي عن حزب الله اللبناني؟

*البعض ولغاية اليوم لا يرد أن يصدق بأن خط الدفاع الأول عن البرنامَج النووي الإيرانية هو حزب الله اللبناني والفصائل الولائية المسلحة في العراق والتي تندرج في خانة المقاومة الإسلامية , ومن خلال إستغلال الشعار المرفوع “تحرير القدس” ومحاربة الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل؟

**بعد أن كان زئيره يرعب من حوله في الداخل اللبناني أو خارجه , أصبح بعد خلع أنيابه وتقليم أظافره يصارع الإنلاجل البقاء على قيد الحياة وإيجاد منفذ أو دور له على الساحة السياسية والمقاومة حتى ولو بالحد الأدنى؟ 

***ليطمئن الجميع ! نحن نعتقد بأن لا لوجود ضربة إسرائيلية مرتقبة خلال الساعات القادمة لإيران, مع تواجد غدآ وفد تفاوضي إسرائيلي في الدوحة , لغرض عدم تعقيد و تأزيم الأمور أكثر مما هي عليها الآن, بالاضافة إلى أن المفاوض القطري سوف يحاول قدر المستطاع وبجهد إمكاناته وأدواته السياسية التي يمتلكها للتخفيف من حدة الضربة قدر الإمكان أو حتى إلغائها , أذا أتت رياح المفاوضات بما تشتهي مقترحات المفاوضين … إلا إذا حدث ما لا يحمد عقباه؟  

قبل أكثر من عشر سنوات خاضت إيران مع الدول الغربية اجتماعات ماراثونية تخللتها جلسات سرية وعلنية إلى أن تم الاتفاق بعد إعطاء المرشد الأعلى الخامنئي الضوء الأخضر والموافقة على توقيع اتفاقية مع مجموعة 5+1 والمكونة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي وبالإضافة إلى ألمانيا بشأن البرنامج النووي. 

 بعد أن تم تصفية واغتيال الأبُ الروحي لحزب الله والمجلس الجهادي ومعظم مقاتلين النخبة وتدمير واسع ومنهجي للبنية التحية التي كانوا يستندون إليها في استراتيجية المقاومة والتصدي, أصبحت تتشكل لدى الحكومة الإيرانية في الأفق بوادر نظرية واستغلال الفرص المتاحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ,وطرح مقايضة البرنامج النووي الإيراني مقابل التخلي عن حزب الله اللبناني ,وتحويله إلى حزب سياسي, وتسليم سلاحه للجيش اللبناني , ومن خلال أرسال رسائل وتصريحات للمسؤولين الإيرانيين المفاوضين العلنية منها والسرية عند لقائاتهم الصحفية والاعلامي مؤخرآ ,ولكن نظرية هذه المقايضة تم إجهاضها وقبل ولادتها من قبل الحكومة الإسرائيلية في السابق , عندما طرحها ضمن المناقشات واثناء الاتفاق قبل اكثر من عشر سنوات , حيث خاضت إيران في حينها مع الدول الغربية اجتماعات ماراثونية تخللتها جلسات سرية وعلنية إلى أن تم الاتفاق وإعطاء المرشد الأعلى الخامنئي الضوء الأخضر والموافقة على توقيع اتفاقية مع مجموعة 5+1 والمكونة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي وبالإضافة إلى ألمانيا بشأن البرنامج النووي ورفع العقوبات الاقتصادية بالتدرج وفي حينها تم طرح نظرية التخلي خلف الأبواب المغلقة على المفاوضين الغربيين مقابل أن يتم السماح لإيران بالشروع في برنامجها النووي من غير قيد وشرط وإعطاء ضمانات موثقة بان أي سلاح نووي ينتج في المستقبل لنيكون موجه لإسرائيل أو للدول الغربية وإنما فقط سيكون عودة لممارسة دورها كشرطي الخليج وتحجيم دور المملكة العربية السعودية ودول الخليج على الساحة الإقليمية والدولية , وهذا النظرية لو طبقة حرفيا ولو بالحد الأدنى لأجعلت من دول الخليج معرضة دائما لابتزاز السياسي والاقتصادي والاجتماعي , وتحجيم دورهم في كل موقف إقليمي أو دولي, لذا لا مكان ولا لوجود نظرية التخلي سواءا لإن ولا في المستقبل , وبالاخص بعد أن أيقنت الحكومة الإسرائيلية وحزمة أمرها في تطبيق نظريتهم التوارتية لشرق اوسط جديد يتناغم مع سياساتها التوسعية بالمستقبل وبان نهاية جميع التنظيمات والأحزاب والفصائل الولائية المسلحة التي أنشأتها إيران في المنطقة طوال العقود الماضية للدفاع عن برنامجها النووي إلى زوال حتمي ومن غير رجعة.

الأيمان التوراتي لجميع السياسيين ورؤساء الحكومات منذ النشأة عام 1948 يؤكدون ويؤمنون بالنظرية الأمنية الاستراتيجية الإسرائيلية لبقائها حيٌّ يُرزَق وَسْط دول إقليمية شعوبها ترفض هذا الوجود فضلاً على وجود علاقات دبلوماسية ب بعضهم, يجب أن يكون بالاستفادة منبقاء تفوقهم العسكري وبقوة الردع الإستراتيجي النووي دون غيرهم من الدول الإقليمية وهذا ما ترجم على ارض الواقع حرفيا انطلاقًا من تدمير المفاعل النووي العراقي 7 حزيران 1981 ومن ثم دمرت موقع الكبر النووي السوري بتاريخ 7 أيلول 2007 في عملية سمتها البستان التيبداتها قبل ذلك وبعدها وما تزال سلسلة اغتيالات منهجيةومنسقة لمعظم العلماء والمهندسين والفنيين والتقنيين لغرض منع العراق سابقا وحاليا إيران من امتلاك تكنولوجياالنووية وتحت ضغط الحكومة الإسرائيلية واستغلالها لوجود”دونالد ترامب”على كرسي البيت الأبيض والكره السياسي التي يكنه لإيران انسحبت في عام 2018 من الاتفاق النووي الموقع بين طهران ومجموعة الدول الغربية.  

صحيح بان حزب الله اللبناني تم انشائه بالاساس لغرض استخدامه كأداة مؤثرة وحيوية وتعد جزءا أساسيا من الاستراتيجية طويلة الأمد لتعزيز النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا والمنطقة ككل ويؤثر بصورة أو بأخرى على قدرتها للتحكم في السيطرة أو الصراعات الإقليمية بمقابل مواجهة التهديدات الإسرائيلية ووجوده كذلك بالقوة السياسية في الداخل بالاستفادة من نوابه في البرلمان اللبناني وقدرته العسكرية في المواجهة والتصدي , يعطي إيران عنصرا استراتيجيا هاما وورقة ضغط مؤثرة ضد إسرائيل وأمريكا والدول الغربية في سياق الصراع الإقليمي وحتى وصولآ لدول الخليج العربي , ومن هنا يلتزم الصقور السياسيين والرجال الدين المتشددين وبدعم من المرشد الأعلى الخامنئي , بانه يجب علينا دعم استمرار حزب الله اللبناني ولأجل بقائه حيٌّ يُرزَق لأنه عدّ اليوم جزءا لا يتجزأ من ترسيخ الهوية الإيرانية الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط على عكس السياسيين والمسؤولين الحمائم الليبراليين والإصلاحيين الذي يريدون أن يقدموا اليوم صفقة سياسية تتضمنها عروض مغرية إلى أمريكا والدول الغربية بعد قارب العمر الافتراضي لحزب الله على الانتهاء وبعدها يتم محاولة أبدال أخرى غير حزب الله والفصائل الولائية المسلحة قد يكون من الصعب أن يتصور البعض أن إيران ستتخلى عن حزب الله بهذه السهولة ودون أي مقابل مغري يكون لها القول الفصل بالسياسة الإقليمية بالمنطقة وما هو سيكون دورها في رسم هذه السياسيات الإقليمية وقوة تأثيرها وانتشاء التحالفات بينها وبين دول المنطقة دون أي ضغوط تمارس عليها أو لتحجيم عن دورها الإقليمي هذا كله وغيره سوف نراه على ارض الواقع يتجسد بصورة أو بأخرى وكذلك وما سوف يسترب للصحافة والأعلام من خلف الأبواب المغلقة بعد أن يصل غدا الأحد في زيارة معلنة مرتقبة لرئيس الموساد “ديفيد برنيع” إلى العاصمة القطرية / الدوحة حيث سيلتقي برئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية سي آي إيه “وليام بيرنز” ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري لغرض البحث عن إيجاد خيارات قابلة للتنفيذ بشان الأفراج عن الأسري الإسرائيليين لدى حركة حماس ولا نستبعد أبدا بان يكون هناك دور إيراني وورقة مفاوضات مقدمة من قبلهم وتكون حاضرة بالاستفادة من الدور القطري لطرحها كذلك على طاولت المفاوضات أو حتى بحضور مثل هذه اللقاءات وغير معلنة للمسؤولين الإيرانيين أو حضور سفيرهم في قطر لغرض محاولة إيجاد أرضية مشتركة وتقريب وجهات النظر وبالأخص أن القطريين يدعمون التوجه في التخفيف اثر الضربة الإسرائيلية المرتقبة لإيران قدر الإمكان أو حتى إلغائها إذا أتت جولة المفاوضات على هوى كل طرف من الأطراف المتفاوضة وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية وبالأخص اليوم لدى كل طرف ورقة ضغط على الآخر لكنّ يميز اليوم المفاوض الإسرائيلي وجود بين يديه ورقة ضغط قد تبين أنها فعالة ومؤثرة في شروط التفاوض ومن خلال وجود واحتفاظهم بجثة “يحيى السنوار” وحالة التذمر والغضب بين النازحين الفلسطينيين الذي باتت تخرج للعلن بعد اكثر من سنة والضغوط التي تمارس على المكتب السياسي لحركة حماس حاليا من مصر والسعودية ودول الخليج للقبول بالشروط المطروحة لغرض أنهاء الصراع ومعاناة المدنيين بقطاع غزة هذا فيما يخص الجانب الفلسطيني, وكذلك نعتقد بانه سيكون هناك فصل ساحات المواجهة بين “قطاع غزة / حركة حماس” وبين “لبنان/حزب الله” لان الأخير أنهكته فقدان قياداته الرئيسية وكتلك حالة الغضب السياسي والمعنوي من المعارضين لحزب الله في الداخل اللبناني والأوضاع الاقتصادية والشروع بتطبيق جميع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الخاصة بان يكون الجيش اللبناني هو من يسمك الأرض وليس حزب الله … نعتقد وحسب قراءتنا للوضع وما جاء أعلاه في هذا المقام بأن الساعات القادمة سوف تكون حبلى بالمفاجئات السارة وغير السارة على حدا سواء!

[email protected]