22 ديسمبر، 2024 11:59 م

قراءة للجماعة السلفية

قراءة للجماعة السلفية

قراءة للجماعة السلفية المقدمة : في البدأ لا بد لنا أن نرجع الى السند الذي أستند عليه السلفيون في معتقدهم ، بأنهم الفرقة الناجية حيث انهم يؤسسون على الحديث التالي : ( قال رسول الأسلام : أنه سيَحْصُل افتراق في هذه الأمة كما حصل في الأمم السابقة ، وأوصانا عند ذلك أن نتمسك بما كان عليه هو وأصحابه ، قال محمد : افترَقَتِ اليهود على إحدى وسبعين فِرقة ، افترقتِ النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فِرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ، قال : إنه من يعِش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وفي رواية: وكل ضلالة في النار / نقل من https://www.alfawzan.af.org . ) .
القراءة الأولية لحديث الفرقة الناجية : * لم يشر الحديث أي أشارة لا من بعيد ولا من قريب على أن السلفيون هم الفرقة الناجية ! ، وما يعتقدوه بأنهم هم المقصودين بالحديث – فهذه هي وجهة نظرهم ! ، وهناك العشرات من الفرق التي تعتقد هي المقصودة بهذه الأشارة . * ولكن رجوعا الى حديث رسول الأسلام الوارد في أعلاه ، نرى أن الحديث غير دقيق ، فليس اليهود على 71 فرقة ، بل هم على3 فرق رئيسية ( الطوائف اليهودية بدأت في الظهور في فترة من نهاية القرن الثالث قبل الميلاد الى القرن الثاني قبل الميلاد ، وهم ينقسمون الى طائفتين رئيستين ، الأولى هي الفريسيين / الحسيديين ، ومنهم : الأسينيين وجماعات أخرى والغيوريين والكتبة ، والطائفة الثانية هي الصدوقيين ، واخيرا الهيرودسيون ، وهم ليسوا طائفة يهودية ولا تعود جذورهم الي زمن نشأت الفريسيين والصدوقيين بل هم مجموعة بدات تظهر في زمن هيرودس الكبير وهم والوه وساندوه إذ رأوا فيه المسيا المنتظر ، كما رأوا في حكمه ما يحمى الأمة من جور روما الوثنية ، مع أنهم كانوا موالين سياسيا لروما .. / نقل بأختصار من https://drghaly.com/articles/display ) . وهناك تفرعات أخرى محدودة من هذه الفرق . * أما المسيحيون ، فهم أيضا ليسوا 72 فرقة كما قال رسول الأسلام ، بل هم 3 طوائف رئيسية ، وكما يلي :- الأرثوذكسية : كلمة يونانية تعني “الرأي الحق” أو “الرأي المستقيم” وقد بدأت هذه التسمية منذ حوالي 14 قرن واستمرت طوال هذه المدة تحافظ على إيمانها الذي تسلمته من الرب يسوع ورسله القديسين . الكاثوليكية : كلمة يونانية تعني “عام” أو “عالمي” أو “جامعة” لأنها جمعت كل الكنائس الغربية . وهذه التسمية ظهرت وتبلورت في القرن الحادي عشر . والبروتستانتية : معناها “الاحتجاج” أو “المعارضة” وقد ظهرت في أواخر القرن الخامس عشر . / نقل بأختصار من https://st-takla.org/FAQ-Questions ) ، وهناك تفرعات من هذه الطوائف ولكن لا تصل الى 72 فرقة . * وحتى العقيدة الأسلامية ، فانه غير معروف حدود فرقها ، لأنها في تفرق وتمذهب دائم ! ، وأنقل من موقع / المجلس اليمني بهذا الصدد التالي ” الراجح من أقوال العلماء أن حصر الفرق غير ممكن فالأمة مازالت تختلف وتتولد محدثات الأشخاص فكيف يمكن حصر الفرق … وكيف لو أتت فرقة بعد ذلك الحصر بزمن ! ” ، أذن أيضا حديث رسول الأسلام غير دقيق بالنسبة للفرق الأسلامية ! ، وحول عدد الفرق أنقل من نفس المصدر السابق أسماء الفرق الأسلامية الرئيسىية وهي ” الخوارج والقدرية المعتزلة والمرجئة ” وكل منها يتفرق الى عشرات الفرق ! وتكفر هذه الفرق بعضها البعض ، وفي موقع / الأسلام سؤال وجواب ، يبين التالي حول مدى التكفير فيما بين الفرق ، أنقل التالي بأختصار ” ولا يصح إعطاء حكم واحد لجميع الأشخاص المنتسبين لهذه الفرق ، بل كل شخص له الحكم الذي يستحقه ، إذ منهم العالم ومنهم الجاهل ، ومنهم من وصل إلى حد الكفر ومنهم من هو دون ذلك . فأما الكافر : فمخلد في النار ، وأما العاصي والمبتدع فكلاهما تحت مشيئة الله تعالى : إن شاء عذبه وإن شاء غفر له . ” . * أن الأحاديث التي أعتمدها السلفيون في عقيدتهم بمجملها ليست موضع صدق وتأكد ، لأن الأحاديث معظمها صنعت في أزمان لاحقة بقرون من موت الرسول المتوفى 11 هجرية ، حيث أن أول وأقدم نسخة من صحيح البخاري معروفة حتى الآن هي التي نشرها المستشرق منجانا في كمبردج عام 1936 م ، وقد كتبت عام 370 هـ ، برواية المروزي عن الفربري ، أي هناك فجوة زمنية بينها وبين حقبة الرسول تصل الى أكثر من ثلاث قرون ، من جانب أخر أن الحديث المذكور في المقدمة أعلاه به تقاطع زمني ، حيث ان الرسول يقول ” فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ” ، والتساؤل هنا هل الرسول كان يعلم بتسمية حقبة خلافة ” أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ” ب الخلافة الراشدة ، وهي أصلا تسمية لاحقة ! .
الموضوع : أرى من الضروري بداية أن نعرف السلفية – كما يدعي أصحابها – فهي ” الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح من العبادة و السلوك و الاقتداء بهم و عدم الخروج عن منهجهم باعتماد القرآن و السنة فقط و السعي الى تنقية الاسلام مما علق به من شبهات و بدع و آراء نتيجة لعدم الاعتماد ” . وسأسرد فيما يلي تفرعات السلفية بأختصار :
أولا – السلفية العلمية : وقد اطلقت على نفسها اسم المدرسة السلفية . و تشترك هذه المدرسة مع الخط العام للمنهج الذي تعتمده الحركات السلفية الاخرى ، إلاً أنّها تختلف عن باقي المدارس كونها أكثر حرفية ، أي اندكاكاً بالمنهج و نبذ ما سواه ، و هم بعيدون عن منهج التجديد و الاجتهاد ، و يقفون في الجانب المعاكس من خط الجهاد والعمل المسلح و العمل التنظيمي و التجمع الهيكلي و بعيداً عن السرية والتكتم .
ثانيا – السلفية الحركية : وهي تختلف عن سابقتها في أنّها تتصدى للحاكم الكافر الذي لا يحكم بالشريعة الاسلامية ، وأنّها تعتبر الأعلان عن كفر الحاكم و التصدي له هو السبيل الافضل للوصول للحاكمية الاسلامية ، وأنّ أفضل السبل لمحاربة الحاكم الكافر هو العمل الجماعي في ايجاد التجمعات القادرة على احداث التغير المطلوب في ردع الحاكم الكافر أو قتله .
ثالثا – السلفية الجهادية : برزت هذه الحركة في ثلاثة مواطن جغرافية ، في مصر حيث البيئة الازهرية التي برزت فيها حركة الاخوان المسلمين و خرجت منها نظرية الحاكمية الالهية ، وفي السعودية حيث البيئة الفقهية للمدرسة الحنبلية و التي خرجت منها عقيدة الولاء والبراء ، وفي الهند حيث البيئة الهندية التي تواجه التحديات الكافرة كالهندوسية والبوذية ، ومن الصعب أن يقف التيار السلفي بوجهه منعزلاً و منقسماً على نفسه ، لذا فقد تمّ السعي لتوحيد هذه الخطوط لتشكيل منظومته العصيّة على الذوبان أو الانقياد سيّما وأن المذهب الحنبلي المتشدد هو القاعدة التي ترتكز عليها جميع هذه الخطوط ، ساعد على توحيد هذه المنظومة ورصّ صفوفها من أكابر المفكرين الاسلاميين ، منهم : أبو الأعلى المودودي و سيد قطب و حسين الهضيبي ساهموا في رسم الخطوط العريضة لهذه المدرسة .. / نقلت المادة من الموقع التالي بأختصار وتصرف https://ar.rasekhoon.net/article .
القراءة الرئيسية : – أعتمدت المنظمات الأرهابية الأسلامية أن تضم أليها أفرادا من الجماعات السلفية ، وذلك لأن السلفيون مهيأون عقليا ونفسيا وعقائديا لثقافة القتل ، أي جاهزين للأنخراط والعمل دون أي عناء . – عملت الجماعات السلفية على نشر المعتقد السلفي ، وذلك من خلال تهيأ ثلاث عناصر : المال – ومصدره السعودية وقطر وأخيرا تركيا ، السلطة – ويتمثل بالزخم والتأثير الدولي للمملكة العربية السعودية ودولة قطر وتركيا ، أضافة للدور السياسي للدول الثلاث آنفة الذكر على المستوى الدولي ، فقد عملت هذه الدول على بناء المساجد والجوامع والمؤسسات الدينية والجمعيات و.. ، الذي يخدم هذا الغرض ، وبالرغم من الأختلاف الستراتيجي فيما بينهم ! ، ولكن العقيدة السلفية وحدتهم ! . – أن الجماعات السلفية ، ومن خلال أستقراء سيرتهم ، فأنهم يقدمون النص / النقل ، على العقل ، لذا فهم مبرمجون على قبول القوالب الجامدة ، وقد بين بعض رجالهم هذا الأمر ، كالدكتور وليد المرزوقي ، في موقع / العقيدة والحياة : ” فمن أخطر الأخطاء العقدية المستشرية في ثقافتنا : تأليه العقل في مقابل توهين النص أو بعبارة أخرى تقديم العقل على النقل ” ، أي أن المرزوقي يؤكد على تحجيم وحجر العقل أمام النص ، أي قبوله للنص كما هو دون أي تشكيك ! . – ان نهج الجماعات السلفية وتفكيرهم ينصب بالعودة الى الماضي من خلال نصوص أنتقائية والأعتماد على سيرة رجال محددين ، يقف في مقدمتهم الرسول ومن ثم الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ، ويؤسسون من كل هذا في عملية تشكيل مركب – أيدولوجي وسياسي وأجتماعي ، عن طريق نصوص وسنن وأحاديث ، يسخرونها لأدارة الحاضر والمستقبل . – أن العقيدة السلفية بكل فرقها وصورها وتطبيقاتها ، أن سخرت جدلا لأدارة عالم اليوم / دولة ومجتمع ، ستولد أرتباكا ثقافيا وحضاريا ، لأن السلفيون لديهم نوعا من الأنفصام العقلي ، فهم من ناحية يقبلون مادية العلم الغربي / أختراعات وأكتشافات علمية وطبية وتكنولوجية ، ولكنهم بذات الوقت يرفضون التحرر الحداثوي للفكر الغربي .
أضاءة : خلاصة الأمر أن السلفيون يعيشون خارج نطاق الزمن والمكان ، مستلهمين فكر وواقع وطريقة حياة حقبة الدعوة المحمدية لرسول الأسلام وسيرة ونهج وسياسة أصحابه وأتباعه في حل معضلات العصر الراهن ، غافلين أن الأرتداد الماضوي لا يمكن أن يكون حلا لا للحاضر ولا للمستقبل ، وذلك لأستحالة أن يكون الفكر القبلي الجاهلي للموتى أن يستخدم لقيادة الحاضر ، الحل هو في بناء الفكر الحداثوي الذي يستوعب ويواكب الحاضر ويؤسس حلولا للمستقبل .