*عملية “أيام الحساب” والتي جرت فصولها قبل ساعات , هل يكون الرد المرتقب عليها من خلال تنفيذ قصف ” الوعد الصادق /3 ” والسؤال الذي يتم طرحه الان ,وقبل كل شيء ؟ هل انتهت لعبة مسرحية القصف المتبادل وفق الشروط الأمريكية المعدة مسبقا , التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين المتحاربين أم أن هناك المزيد خلال الساعات والأيام القادمة؟.
**إذا لم تحصل إيران على حزمة الوعود من قبل أمريكا, وغض النظر عن بعض العقوبات الاقتصادية بالتزامها بعدم رد الضربة الإسرائيلية ,فسيكون لها كلام آخر يترجم على أرض الواقع في أقرب فرصة ممكنة ,وذلك بتأليب وحث الفصائل الولائية المسلحة والمتمثلة بالمقاومة الإسلامية في العراق على تنفيذ ضربات موجعة لإسرائيل باستعمال الطيران الحربي المسير .
***مع أنّ ان الإعلام الإيراني يقلل من حجم الخسائر البشرية والمادية الأهداف التي تم قصفها وقد تكون مبالغ فيها بعض الشيء وبعد إعلان الجانب الإسرائيلي بإصابتهم عشرون هدف بضربة دقيقة بالمقابل هناك حالة من الغضب لدى رجال الدين المتشددين وصقور الحرس الثوري الإيراني في الرد على الضربة الإسرائيلية , فسيكون الرد على الرد بالمقابل يشمل حتما منشآت الطاقة النووية ومحطات النفط والغاز وموانئ التصدير التي قد تضطر فيها أمريكا مرغمة بكل قوتها العسكرية الاشتراك الفعال والمباشر حينها سوف نقول ونؤمن بأن الحرب الشاملة قد بدأت فعلآ؟ وقد سبق السيف العذل.
****المئة طائرة الإسرائيلية التي استخدمت الأجواء العراقية المباحة والمستباحة خوفا منها بأن يتم اسقاط احدى طائراتها بواسطة منظومة الدفاع الجوي الإيرانية أو بسبب عطل فني وتقني مفاجئ يصب أحد طائراتها لأنها لا تريد أن يتكرر لها السيناريو المظلم الطيار “رون أراد” لان أي طيار أسير لديها يعتبر غنيمة حرب لا تقدر بثمن؟ وطائراتها التي تكون قد أسقطت ؟ ويا حبذا تكون من نوع اف 35 ستكون في حينها الصين وروسيا اول المبتهجين بسرعة سحبها و باستنساخ ما يمكن استنساخه من معدات وانظمة اتصالات متطورة.
ارثي لحال العراق الذي وصل إليه اليوم ,وانأ أرى كيف أصبحت أجوائه مباحة واستباحة بهذه الصورة المفجعة والمحزنة , بحيث وصل الأمر أن يقوم الطيران الإسرائيلية فجر يوم السبت ولمدة اكثر من اربع ساعات وهو في اجواء العراق يصول ويجول ويحدد زاوية أهدافه بدقة ومواقع طائراته ويتزود بالوقود جوا بكل اريحية وكأنما هم في طلعة تدريبية وليس في قتال حقيقي وواقعي يقومون بإطلاق صواريخهم على الأهداف الإيرانية ودون ان يكون هناك اي تصدي لها وكأنما أجواء العراق اصبحت جزء لا يتجزأ من الأجواء إسرائيلية لعدم وجود أي انظمة دفاع جوي فعالة لدى العراق ولو بالحد الذي يخيف الطيران المعادي حتى ولو شكليا امام الرأي العام وانما مجرد أسلحة قديمة وبالية أو بالأصح مجرد سكراب وخردة استطاع منتسبي الدفاع الجوي العراقي بشق الأنفس وبجهد وعمل مضني لإعادتها إلى العمل في هذا القصف عرفت جيدآ إسرائيل ووضعتها في اختبار حقيقي وعملي عن مدى فعالية وقدرة بطاريات مضادات الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي الصاروخي وبالأخص التي تم إنتاجها من خلال الصناعة العسكرية الإيرانية.
أذا وكما توقعنا قد حدث ما كنا في الحسبان , بان سيناريو مسرحية الضربات المتبادلة بين الإخوة الأعداء قد تم تطبيقها واستنساخها حرفيآ مثلما موجود في كراسة “دونالد ترامب” عندما تم قصف قاعدة “عين الأسد” انطلاقًا من عملية “الوعد الصادق” وردا على مقتل “قاسم سليماني” بعد تم اعلام الجانب الأمريكي بموعد الضربة وأماكن أسقاط الصواريخ , ويتكرر لنا هذا السيناريو , ولكن بصورة اوضح وصارخ وليس عبر قنوات الاتصال السرية مثلما يحدث سابقآ , وإنما عبر وسائل الأعلام ” المقروءة والمسموعة والمرئية ” وفي العلن , وعلى عينك يا شعب لبنان , والأدهى أن الإخطار المسبق قبل الهجوم باستعراضها من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية ,واول مرة في تاريخ الصراع تقول القيادة السياسية والعسكرية بالاعتراف بأنهم يقومون حاليا بشن ضربات على إيران وتنقل من على شاشات التلفزة بصورة قاصدًا وحسب ما تم تداوله بأن :” قبل ساعات قليلة من الهجوم، أرسلت إسرائيل رسائل إلى طهران وطالبتها بعدم الرد عليها وحصل الإيرانيون على توضيح عام مسبقًا عمّا سيتم مهاجمته وما لن تتم مهاجمته”.
هذه المسرحية التي نشاهدها الآن والتي نرى فصولها ونتعايش معها بكافة جوانبها وتفاصيلها بان هناك ما يزال خلف الكواليس سيناريوهات لأحاديث معمقة يجري الاعداد لها وما قد لا يتصوره المنطق أو العقل من تفاهمات حول تشكيل مستقبل منطقة إقليم الخليج العربي , ومتى استعداد طرف للتنازل عن الطرف الأخرى , أو حتى قد يصل إلى الموافقة على تقسيم الأرباح السياسية والاقتصادية وتحميل الخسائر التي تنتج عن هذه الاتفاقات للشعوب المستضعفة وحكومتهم الهزيلة الضعيفة في العراق وسوريا ولبنان . وقد تشمل كذلك بعض دول الخليج العربي التي فيها حضور شيعي مجتمعي ملحوظ.
أن عدم التسرع في اتخاذ أي قرار ارتجالي وانفعالي متهورة من كلا الطرفين ومن دون التمعن بروية في عواقبه المستقبلية والندم عليه بعدها , سيكون دون شك رادع لاي جهة حكومية أو قيادة عسكرية بان يلتزم الجميع وفق قواعد اللعبة التي تم الاتفاق عليها مسبقا وأن لا تنجر المنطقة الى حرب دائمة لا يوجد فيها خاسر أو رابح , ومن يشذ عن هذا الاتفاق سيكون هناك رد فعل من قبل الحكومات الغربية لا يسره وتكون عواقبه وخيمة جدا على الطرف الذي تخلى عن الاتفاق !
وأخيرآ وليس أخرآ لاحظنا باستعراض تصريحات المسؤولين ووسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية الايرانية من التقليل من حجم الضربة الإسرائيلية والخسائر المادية والبشرية قدر الإمكان وخوفا من رد فعل المسؤولين المتشددين من رجال الدين وامتصاص غضبهم لغرض الرد على الضربة بضربة أخرى والدخول في دوامة القصف المتبادل الذي لا يرده الطرفين أن يحدث على الأقل في المدى المنظور وما ينتج عنها , ما لا يحمد عقباه فيما بينهما .