( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )
الموضوع : أختلف المفسرون في تفسير هذه الآية ، وأرى أن التفسير وفق رأي الشخصي ، ينصب على محورين ، الأول – هو قضية وفاة ورفع المسيح ، أما المحور الثاني – فينصب على موقف أتباع المسيح ، ووصفهم فوق الذين كفروا الى يوم القيامة . المحور الأول : في مسألة ” إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ .. ” سوف أسرد التفسير التالي عن الطبري – منقولا من موقع / القرآن ، وبأختصار ( القول في تأويل قوله : إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا . قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : ومكر الله بالقوم الذين حاولوا قتلَ عيسى = مع كفرهم بالله ، وتكذيبهم عيسى فيما أتاهم به من عند ربهم = إذ قال الله ” إني متوفيك “، فـ” إذ ” صلةٌ من قوله : وَمَكَرَ اللَّهُ ، يعني : ومكر الله بهم حين قال الله لعيسى ” إني متوفيك ورافعك إليّ ” ، فتوفاه ورفعه إليه. * ثم اختلف أهل التأويل في معنى” الوفاة ” التي ذكرها الله في هذه الآية. فقال بعضهم” هي وفاة نَوْم “، وكان معنى الكلام على مذهبهم : إني مُنِيمك ورافعك في نومك. ذكر من قال ذلك ، حدثني المثنى قال .. عن أبيه ، عن الربيع في قوله” إني متوفيك “، قال : يعني وفاةَ المنام ، رفعه الله في منامه = قال الحسن : قال رسول الله لليهود : ” إن عيسَى لم يمتْ ، وإنه راجعٌ إليكم قبل يوم القيامة. . ) القراءة : (1) أسلاميا ، تفسير موت المسيح أراه مشوشا ، فليس من ثبات مؤكد أو قرينة أو حجة واضحة لما يقوله المفسرون ، وحتى صياغة تفسيرهم أراه سطحيا ، فكيف لله أن ينيم المسيح ” وفاة نوم ” ثم يرفعه أليه ، ولم لم يتطرقوا لعملية الصلب . (2) علما وفق النص القرآني ، الأمر غير ذلك ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا/157 سورة النساء) أي أن المسيح لم يصلب ، وأنما الذي صلب هو شبيها له . (3) كذلك أرى أن أستخدام مفردة ” مكر الله ” غير لائقة بالله . (4) ومن جانب أخر ، أن محمدا يعترف بأن المسيح حيا لم يمت ، وسوف يعود قبل القيامة . * وأرى أن الباحثين الموضوعين ، لا بد لهم أن يرجعوا لما كتب في العقيدة المسيحية في حادثة موت المسيح ، التي تقول أنه صلب ومات ثم صعد الى السماء ، ومن أنجيل يوحنا حول عملية صلب المسيح أنقل الآيات التالية ” فخرَجَ وهوَ يَحمِلُ صَليبَهُ إلى مكانٍ يُسَمَّى الجُمجُمَةَ ، وبالعبرِيَّةِ جُلْجُثَةَ . فصَلبوهُ هُناكَ وصَلَبوا معَهُ رَجُلَينِ ، كُلُّ واحدٍ مِنهُما في جِهَةٍ ، وبَينَهُما يَسوعُ . وعَلَّقَ بِـيلاطُسُ على الصَّليبِ لوحَةً مكتوبًا فيها : ((يَسوعُ النـّاصِريُّ مَلِكُ اليَهودِ)) 19: 17 – 22)) ” . * وأنقل من أنجيل لوقا 24: 1 – 12 التالي وبأختصار ، حول قيامة المسيح ( وجِئنَ عِندَ فَجرِ الأحَدِ إلى القَبرِ وهُنَّ يَحمِلْنَ الطِّيبَ الّذي هَيَّأنَهُ . فوَجَدْنَ الحجَرَ مُدَحرَجًا عَنِ القَبرِ . فدَخَلْنَ ، فما وَجَدْنَ جسَدَ الرَّبِّ يَسوعَ .. وبَينَما هُنَّ في حَيرَةٍ ، ظهَرَ لَهُنَّ رَجُلانِ علَيهِما ثِـيابٌ بَرّاقَةٌ ، فاَرتَعَبْنَ .. فقالَ لهُنَّ الرَّجُلانِ : لِماذا تَطلُبْنَ الحَيَّ بَينَ الأمواتِ ؟ ما هوَ هُنا ، بل قامَ .. ) .
المحور الثاني : وفي مسألة ” وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا .. ” ، فسوف أنقل لهذا المقطع بعض التفاسير ، وذلك وفق موقع / الأسلام سؤال وجواب ، أنقلها بأختصار ( وعدٌ من الله لأتباع عيسى أن يجعلهم فوق أهل الكفر إلى يوم القيامة . وقد اختلف أهل العلم فيمن عناهم الله بالذين اتبعوا عيسى ، في هذه الآية : 1. فقال بعضهم : إن أتباعه هم أهل الإيمان في زمانه ، وأهل الإسلام بعد بعثة رسول الله . وبيان ذلك : أن اتباع عيسى يقتضي الإيمان بمحمد ، وهذه الفوقية بحسبها . يقول ابن عطية : قال جمهور المفسرين بعموم اللفظ في المتبعين ، فيدخل في ذلك أمة محمد لأنها متبعة لعيسى .. وكذلك قالوا بعموم اللفظ في الكافرين . فمقتضى الآية : إعلام عيسى أن أهل الإيمان به – كما يجب – هم فوق الذين كفروا ، بالحجة والبرهان ، وبالعزة والغلبة . 2 . وقال بعضهم ، وجاعل النصارى فوق اليهود ، وهو ظاهر . فتكون الآية مخبرة عن : إذلال اليهود وعقوبتهم ، بأن النصارى فوقهم في جميع أقطار الأرض إلى يوم القيامة .. ) .
القراءة : (1) حول من المقصود بأتباع المسيح ، فقد قال المفسرون هم ” أهل الأيمان في زمانه ” أي في زمن المسيح ، ومن ثم ” أهل الأسلام بعد بعثة محمد ” . ثم أشترط ” أيمان أتباع المسيح بأيمان محمد ” ، وهنا ناقض المفسرون أنفسهم بنفسهم ، فكيف للمسيحيين أن يكونا أتباعا لمحمد ! . (2) والتساؤل وفق قول المفسرين : متى كانت أمة محمد متبعة للمسيح وهم على عقيدة الأسلام ! . (3) أما قول أن المسيحيين فوق اليهود ، من أجل أذلالهم وعقوبتهم ، فلا يوجد وفق المسيحية أمرا كهذا ! . لأن المسيح ذاته غفر لصالبيه ” يا أبتاه اغفر لهم ../ أنجيل لوقا 23: 24 ” فكيف له أن يعاقب أو يذل اليهود ! . أضاءة : وأخيرا أني أتساءل ، كيف يقول الله عن ” أتباع المسيح فوق الذين كفروا .. ” ، وهو بذات الوقت يكفرهم ، في نص أخر ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ / 72 سورة المائدة ) . * من كل ما سبق أرى أن في النص القرآني ، تناقضات أشكالية في بنية النصوص ، تدعوا لأعادة النظر بمن حرر القرآن ، وذلك من أجل أعادة تفسير النص القرآني مرة أخرى !