23 ديسمبر، 2024 4:57 ص

قراءة في .. هل القرأن المثبت في ” اللوح المحفوظ ” يطابق قرأن اليوم !

قراءة في .. هل القرأن المثبت في ” اللوح المحفوظ ” يطابق قرأن اليوم !

” أكثر شخص مكروه عند الناس هو الذي يقول الحقيقة ” .. أفلاطون
المقدمة :
أن مواجهة الحقيقة ، رغم فداحة وصعوبة الأمر ، أسهل أمرا من الهروب منها / لأن الهروب يعني التيه والضياع ، وهذا القرار هو الأصعب حياتيا من الناحية المجتمعية ، والأهم فكريا من الناحية العقلية .. أحيانا لا يميل الناس الى معرفة الحقيقة ، وذلك لأنهم لا يرغبون برؤية ” أيقوناتهم ” ، التي رسموها ، ثم أمنوا بها منذ مئات السنين أن تتحطم بلحظة ! من جراء مقالة أو بحث أو من خلال محاضرة ملقاة في ملتقى فكري ، ! ، وكأن الأمر كمن يفقد المرء لألبسته بلحظة ويصبح عاريا فجأة !! ، ولكن أن تبقى عاريا لفترة ، أفضل بان تبقى أعمى مقاد من قبل الأخرين دهرا !.

النص :
* في العقيدة الاسلامية ، كل فعل أو حدث ، بل أي أمر ، مقدر ومكتوب ! ومحفوظ عند الله في في كتاب ، يدعى ” اللوح المحفوظ ” ، ويبين موقع / طريق الأسلام ، عن اللوح المحفوظ ، ما يلي (( أم الكتاب ، وهو الكتاب المبين ، وهو كتاب الأقدار ، وفى مسلم في صحيحه (2653) عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله قال : ” كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء” )) .
وقد ورد في القرأن عدة أيات تؤكد هذه الحقيقة منها : ” بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ” ( البروج : 21- 22 ) ، وقال تعالى: ” إنا جعلناه قرآناً عربيًّا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب ” ( الزخرف: 3- 4 ) ، وقال تعالى : ” ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب ” ( الحج: 70 ) ، وقال تعالى : ” ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ” ( الحديد: 22 ). . بحثي المختصر هو قراءتي الخاصة بالقرأن المحفوظ لدى الله ، ضمن ” اللوح المحفوظ ” ..
* بداية ، بالنسبة لكلمة ” لوح ” ، فقد قال ابن منظور (( أن اللوح – كل صفيحة عريضة من صفائح الخشب . وقال الأزهري : اللوح صفيحة من صفائح الخشب والكتف إذا كتب عليها سميت لوحا .واللوح الذي يكتب فيه . واللوح : اللوح المحفوظ ، وفي التنزيل { في لوحٍ محفوظٍ } يعني : مستودعٌ مشيئات الله تعالى . وكل عظم عريض : لوح .والجمع منها : ألواح .قال ابن كثير : في لوح محفوظ أي : هو في الملإ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل . ” تفسير ابن كثير ” ( 4 / 497 ، 498 ) . وقال ابن القيم :وقوله { محفوظ } : أكثر القراء على الجر صفة للوح ، وفيه إشارة إلى أن الشياطين لا يمكنهم التنزّل به لأن محله محفوظ أن يصلوا إليه ، وهو في نفسه محفوظ أن يقْدِر الشيطان على الزيادة فيه والنقصان .فالله حفظ محله ، وحفظه من الزيادة والنقصان والتبديل ، وحفظ معانيه من التحريف كما حفظ ألفاظه من التبديل ، وأقام له مَن يحفظ حروفه مِن الزيادة والنقصان ، ومعانيه مِن التحريف والتغيير . ” التبيان في أقسام القرآن ” ( ص 62 ) .أما ما جاء في بعض كتب التفسير ، أن اللوح المحفوظ في جبهة ” إسرافيل ” ، أو أنه مخلوق من زبرجدة خضراء ، وغير ذلك فهو مما لم يثبت ، وهو من الغيب الذي لا يقبل إلا ممن أوحي إليه منه بشيء .. )) هذه
بعض التفاسير التي وردت من عدة مصادر ومراجع عن ” اللوح المحفوظ ” ، نقل بعضها بتصرف من موقع – الأسلام سؤال وجواب .

القراءة :
1. أضاءة – كما هو مجمع عليه أن النصوص القرأنية ، أنها غير ثابتة ، وذلك لأن بعضها ” نسخ ” !! ، وقبل أن أسرد أولى أضاءأتي حول الموضوع ، أود أن أعرج قليلا على مفهوم الناسخ والمنسوخ (( .. النسخ هو رفع الحكم الشرعي ، بخطاب شرعي . وعلى هذا فلا يكون النسخ بالعقل والاجتهاد ، ومجال النسخ هو الأوامر والنواهي الشرعية فحسب ، أما الاعتقادات والأخلاق وأصول العبادات والأخبار الصريحة التي ليس فيها معنى الأمر والنهي ، فلا يدخلها النسخ بحال ، وقد حدَّد أهل العلم طرقًا يُعرف بها الناسخ والمنسوخ ، منها : النقل الصريح عن النبي ، أو الصحابة ، فمن أمثلة ما نُقل عنه / أي الرسول ، قوله : كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزروها ) رواه مسلم ) . ومن أمثلة ما نُقل عن الصحابة ، قول أنس في قصة أصحاب بئر معونة : ونزل فيهم قرآن قرأناه ثم نُسخ بَعْدُ ، بلِّغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضيَ عنا ورضينا عنه) رواه البخاري ) ، ومن طُرق النسخ أيضًا إجماع الأمة ، ومعرفة تاريخ الحكم المتقدم من المتأخر. ولا بد من الإشارة إلى أن النسخ لا يثبت بالاجتهاد ، ولا بمجرد التعارض الظاهر بين الأدلة ، فكل هذه الأمور وما شابهها لا يثبت بها النسخ. )) / نقل بتصرف من موقع أسلام ويب . وتساؤلي هنا هل اللوح المحفوظ الموجود عند الله ، قبل وقائع النسخ أو بعده ! ، فأذا كان بعده ، أما كان الباري يعلم وهو علام الغيوب وفق كثير من النصوص (( منها : ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) النمل/65 ، وقوله : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) الأنعام/59. )) ، أن هكذا نصوص سوف تنسخ ! فلم أنزلها بالصيغة التي قبل النسخ ! ، وهو يعلم بتغير الظروف وهو ” العالم بتغير الاحوال !” ، فكان من الأولى أن تنزل بالصيغة التي بعد النسخ ! . أما أذا كان القرأن المثبت في اللوح المحفوظ الموجود عند الله بصيغته قبل النسخ ، فهذا يعني أن الله قد قام ” بتحديث النصوص” ، لكي تتطابق مع قرأن اليوم ! ، وهذه أشكالية ، فكيف الله يتبع تغييرات النسخ ، وهي أفعال أرضية دنيوية من قبل ” الرسول ” !! أو من قبل ” إجماع الأمة ” !! .
2. ولدي أضاءة مبنية على الأضاءة الأولى ، وهي ، كيف يستلم الله تحديث النصوص بعد النسخ ، هل كان الرسول يرسلها لله مع الوحي جبريل ، وهل كان الرسول يرسلها شفاهة لأنه ( أمي ) ! أم كان يرسلها كتابة ، ومن كان الكاتب ! لأن كتبة الوحي كثر منهم ( قال ابن القيم :فقد ذكر أهل السيرة أسماء الصحابة الذين كانوا يكتبون الوحي أو الرسائل للرسول صلى الله عليه وسلم وهم : أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام ، وعامر بن فهيرة ، وعمرو بن العاص ، وأبي بن كعب ، وعبد الله بن الأرقم ، وثابت بن قيس بن شماس ، وحنظلة بن الربيع الأسيدي ، والمغيرة بن شعبة ، وعبد الله بن رواحة ، وخالد بن الوليد ، وخالد بن سعيد بن العاص ، وقيل : إنه أول من كتب له ، ومعاوية ابن أبي سفيان ، وزيد بن ثابت – وكان ألزمهم لهذا الشأن وأخصهم به / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) ، هذه تساؤلات تحتاج لأجوبة عقلية ومنطقية ! .
3. أضاءة – بالرغم من أن قرأنيا ، أن الأسلام ألغى ما قبله من أديان ، وفق الأية ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / (19) أل عمران ) ، ولكن من جهة أخرى ، وبذات السورة ، أعترف القرأن بالكتب السماوية الأخرى لليهود والمسيحيين ، كقوله ” نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) أل عمران ” .. وتساؤلي ، لماذا الله أحتفظ في اللوح المحفوظ بالقرأن دون غيره من الكتب كالتوراة و الأنجيل !! ، وهي كتب سماوية ! والله لديه ( أم الكتاب ، وهو الكتاب المبين ، وهو كتاب الأقدار ) !! ، أما كان منطقيا أن تكون كل الكتب المذكورة في اللوح المحفوظ حالها حال القرأن ! وتساؤل أخر / ليس نحن بصدده ، لماذا القرأن ينكر الأديان من جهة ، ويعترف بها من جهة أخرى !!! .
4. أضاءة أخرى ، لماذا كَتب الله كل شيء في اللوح المحفوظ ، مع أن الله لا يضل ولا ينسى ، فقد جاء في موقع / منتديات كل السلفيين – نقل بتصرف ، (( .. من الثابت في أصول العقيدة الإسلامية أن الله سبحانه وتعالى متصف بصفات الكمال ، ومنـزَّه عن صفات النقص ، وقد قال تعالى مقررًا هذه العقيدة غاية التقرير ( ليس كمثله شيء( – الشورى:11 ، وقال سبحانه أيضًا : ( أفمن يخلق كمن لا يخلق (- النحل:17 ؛ والعقل يقتضي كذلك ، أن الخالق غير المخلوق .. )) ، ولكن من جهة اخرى ، أن القرأن وفق أحدى نصوصه يبين صفة النسيان لله ، وفق ما جاء بالأية التالية : ( نسوا الله فنسيهم – سورة التوبة:67 ) ، وبنفس الوقت الأية الأخيرة تقاطع الأية التالية ، التي تؤكد على محو صفة النسيان عن الله ( وما كان ربك نسيا / سورةمريم:64 ) . وهنا يبرز تساؤل ، لم لم تنسخ أحدى الأيتين السابقتين ! ، وذلك من أجل أبقاء صفة النسيان لله أو محوها ! .
5. أضاءة – ما هو أسلوب الحفظ عند الله ، أيستطيع أي فرد مهما علت منزلته العلمية أن يخبرنا بها ، وحتى قصة ( .. أن اللوح المحفوظ في جبهة ” إسرافيل ” ، أو أنه مخلوق من زبرجدة خضراء ، وغير ذلك فهو مما لم يثبت ، وهو من الغيب الذي لا يقبل إلا ممن أوحي إليه منه بشيء .. ) ، ألغيت كوسيلة حفظ بتأكيد المراجع ! ، أذن قصة ” اللوح المحفوظ ” أمرا لا عقليا ! ، لا دليل عليه ! ، ولا برهان به ! ، ولا قرينة مقرونة به ! ، ولا حجة ترتبط به ! .
6. أضاءة أخيرة ، لوتركنا الأضاءأت السابقة جانبا ، فأي من المصاحف القديمة تطابق قرأن اليوم : هل تتطابق مثلا مع مصحف عائشة أو مصحف حفصة أو مصحف فاطمة (( الذين يتهمون الشيعة بأن لديهم ( مصحف ) خاص هو مصحف فاطمة ، ويتهمون الشيعة بأنهم يقولون بتحريف القرآن ، عليهم أن يرجعوا إلى مصادرهم ، ويقرأوها جيداً ، وليعلموا أن لو كان للشيعة مصحفاً .. فلهؤلاء مصحفان ، هما مصحف ( عائشة ) ومصحف ( حفصة ) ، وفيهما من الآيات والكلمات المخالفة للمصحف الحالي ما يلفت النظر .. / نقل من منتديات الدفاع عن الصحابة )) ، أو تتطابق مع مصحف علي بن أبي طالب (( .. وبعد أيام من أحداث السقيفة ، وهجومهم على بيت علي وفاطمة ، دخل علي الى المسجد وهم مجتمعون فوضع القرآن الذي كتبه في وسطهم وقال لهم إن النبي أوصاكم بالكتاب والعترة فهذا الكتاب وأنا العترة ، فقالوا لا حاجة لنا به ! فأخذه وقال : لن تروه بعد اليوم ../ نقل بتصرف من مركز الأشعاع الأسلامي )) ، أو تتطابق مع مصحفي أبي بن كعب ومصحف بن مسعود (( .. كان ترتيب مصحف اُبي بن كعب قريبًا من مصحف ابن مسعود ، غير أنّه قدّم سورة الأنفال ، وجعلها بعد سورة يونس وقبل سورة براءة ، وقدّم سورة مريم والشعراء والحج على سورة يوسف .. / نقل من مركز هدى القرأن )) ، أو تتطابق مع مصحف عثمان بن عفان (( .. جدد الداعية المصرى ، خالد الجندي ، الجدل حول مصحف عثمان بن عفان ، عندما أكد في لقاء تليفزيوني ( برنامج الدين والحياة ، على فضائية الحياة المصرية ) ، أن الخليفة الراشد حرق النسخة الأصلية من القرآن الكريم خوفًا من التحريف . وأوضح “الجندى” أن النسخة الأصلية في عهد عثمان ، كانت مع السيدة حفصة ، بعدما تسلمتها من عمر بن الخطاب بعد وفاته ، فطلب منها الخليفة الراشد ، أن يأخذها حتى ينسخ منها عدة نسخ ، وقال إن عثمان وزع النسخ على مكة والمدينة وبلدان الفتوحات الجديدة ( الكوفة.. البصرة.. الشام ) ، وبعدما تأكد عثمان ، من إنهاء عملية النسخ بطريقة سليمة ، تم حرق النسخة الأصلية ، بحجة عدم تحريفها أو التشكيك في باقي النسخ / نقل بتصرف من صحيفة عاجل الألكترونية )) ، والسؤال هنا أي من المصاحف المذكورة / التي وردت على سبيل المثال وليس الحصر ، تطابق النسخة الموجودة في اللوح المحفوظ عند الله !! .

كلمة :
أن تحطيم الأيقونات / وموضوعنا أحدها ، عملية مفزعة ، لأنها تلغي جانبا من معتقداتنا الموروثة ، التي تعايشنا معها ردحا من الزمن ، وأن مجرد التفكير بهذا الأمر في بعض الأحيان يشعرنا بحالات من التيه الفكري ، وأن هذا الخوف والفزع ، حالة عادية لكل منا ، فكل منا يشعر بالخوف والقلق من جراء تأكيد أو ألغاء مواضيع معينة ، كان مؤمنا بها العامة منذ عدة قرون ، ولكن الفرق بين شخص وأخر ، هو أن احدهم يقرر مواجهة خوفه ويتغلب عليه ، لكي يحيا صادقا مع نفسه ، والأخر يعيش تائها ضائعا مكبوتا داخل قمقم الغيبيات والأساطير واللاعقل ! .