( تهويمات فعل الخيال ومقترحات فنتازيا الواقع)
ان معيار نجاح أي نص مسرحي هو ان يترك في الذاكرة اثرا او منظرا او تشكيلا او ظلا لاينمحي ،بعد ان تغيب من النص نفسه ،معالم الحبكة واشتغالات العقدة والشخصيات وفعل الذروه الدرامية .فضلا عن هذا فاننا نلاحظ في الوقت نفسه بان عوالم (المسرح الكلاسيكي) كان ينطلق في اختياراته للموضوعة من على اساس نصوصية محدده في اقتناء الثيمة الموضوعية ،وهذا السبب يعود لانحسار الموضوعة ذاتها داخل شريحة واقع محدد في اشكالة ومضامينة .. وقد تحقق هذا المعنى في مساحة العرض من مسرحية (هزار) للكاتب علي فلك ،حيث نلاحظ بان الكاتب علي فلك كان شديد التاثر بملامح مسرح القرن التاسع عشر ،ولاسيما اختياره لموضوعة (الزائر) او لربما موضوعة (الرجل الصياد) وايضا موضوعة (عاصفة ليلية) وكذلك (الرجل الغريب) فهذه الموضوعات كثيرا ما قد نعثر عليها في موضوعة الادب المسرحي الكلاسيكي .يختار الكاتب علي فلك في مسرحيته (هزار) شخصية (العمة /هزار الطفلة/ المحقق/ قمر الشخصية المركزية/ قنطار شخصية الزائر ] ان ملامح الزمن والفكره والشخصيات في هذه المسرحية، تبدو للقارئ الاعتيادي عباره عن (تهويمات فعل اللاوعي) الذي اتخذه له مجالا داخل مساحة عمق بنائية الحوار المسرحي ،الذي لاذ متحصلا داخل خصوصية علامات البعد العرضي او التحاوري .ان مفهوم تلقي الافكار في مسرحية (هزار) يقوم اساسا على اساس تحقق المعنى على اختلاف بطل المسرحية المركزي (قمر) الصورة المرئية للزمن على تحولات رؤيوية غامضة ناتجة عن شعور غريب يتكون صدفة داخل شخصية البطل نفسه ،فمثلا، يتوهم البطل (قمر) بانه قد تزوج من فتاة جميلة وفي ظرفلا زمني هو لم يعشه تماما ..في وقت هذه الفتاة هي طفلة في المهد واسمها (هزار) كذلك اسم هزار هو اسم قطة بطل المسرحية (قمر) والتي قد ضاعت بسبب قسوة (العمة) في تعاملها معها .. وعبر كل هذا يجد البطل (قمر) نفسه في الاخير مجردا تماما من عين الصواب ،وذلك باخذ ذلك (الزائر) لوديعته (هزار) من منزل (قمر) وهكذا في الاخير لانجد في نهاية المسرحية سوى ما يعزز لنا وللقارئ موضوعة تعدد اشكال الرؤيا وحالات صور انثيالات الوعي المغاير ، ان هذه العناصر التي اخذت الشخوص على اسلاكها لربما تشكل بدورها لغة ايمائية ما، تدخل في البرنامج الخطابي العام للعرض، وبذلك يتحصل المعنى ،لامن كلمات النص بل من خلال الافعال التهويمية التي تعتمد الالية الفنية والزمن المغيب والصنيع، ان الكاتب علي فلك في مسرحية (هزار) اعتمده بشكل ضمني قضايا كثيره في مقدمتها ،حساب وحدة الموضوع واشكالية الوحده الانشائية للعرض المسرحي ،كذلك استخدام
الكاتب (الصورة التوهيمية) لغرض اختراق اوليات مقترحات اثارة الاسئلة كمركز بث وارسال امام المتلقي . ومن هنا لابد من الاضافة على هذا بان مسرحية (هزار) لربما هي غاية الكاتب في ان يرزم تجربته هذه على نحو لاتتاذى فيه عند مرورها منه الينا ،وهذا القول من شانه يمكن اعادة صياغته بشكل اخر، وهو ان غاية الكاتب فلك في استخدام شخصية (قمر) على اساس خريطة بالغة الغموض والكابوسية، تمكننا من تحديد ما يتحدث السرد عنه، ولذلك نظل نواجه حقيقة ان البحث في خصوصيات القصد التاليفي بحاجه الى مبررات توصيلية الى استكمالية خصوصية الاشياء ،واذا كانت خصوصية الاشياء من جهة عصية على التحديد المفهومي ،فكم سيكون عسير المنال تحقيق مثل ايراد كذا تحديد بفعل لغة الاشياء الخاصة .ومن المؤسف القول بان مسرحية (هزار) لربما لاتكشف عن موقف استثمارها لطاقة العنوان (هزار) بشكل واضح السمات ،وحتى انها قد اساغة لها الانفلات من تبرير بعض من عقد جدلية (الاختباء خلف الزمن) بيد ان المدهش في كل هذا، هو بكيفية اختلافات مصائر وسلوكيات بعض شخوصها ،كشخصية (العمة) تلك المراة المتعجرفة والتي قد قام بطردها من المنزل (قمر) ثم وبكل بساطة تعود في الاخير بشكل استسلامي كما لو ان شيئا لم يحدث .ان هذا البيان يفتح عيوننا على الازمة الحقيقية في كتابة مسرحية (هزار) وانشغالها في البحث عن مسوغات اقناعية تمنحها شرعيتها التاليفية ،ومدى تلاشي الكاتب نفسه عن الاغفال الكبير في حركة البعد القصدي للفعل المسرحي الذي لم يستقر على حال رغم توترات وصراعية الفعل المضموني الكبير والذي انطوى تحت تسمية (تهويمات فعل الخيال ومقترحات فنتازيا الواقع ) .
احالات
علي فلك : كاتب مسرحي عراقي مقيم في تونس