23 ديسمبر، 2024 4:45 ص

قراءة في مستقبل الاتحاد الوطني الكوردستاني

قراءة في مستقبل الاتحاد الوطني الكوردستاني

اشتدت الخلافات داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني بعد السادس عشر من اكتوبرمن العام الماضي، فمجموعة من عائلة جلال الطالباني متمثلة بزوجته وأخت زوجته وابنه بافل واولاد عم هذا الاخير وهما لاهور وآراس، الى جانب بعض أعضاء المجلس القيادي والمجلس المركزي، تسعى للسيطرة الكاملة على الاتحاد وطرد جناح كوسرت رسول. الكفة متوازنة تماما بين جناحي هذا الحزب، لكن الجناح الأول يبدو انه مصمم على ابعاد الجناح الثاني بأي ثمن كان.
زوجة الطالباني وفي رسالة لها ممزوجة بالعتب والتهديد والانتقاد، طلبت منه عقد اجتماع لقيادة الحزب وتحديد موعد عقد المؤتمر الرابع للحزب. كوسرت رسول اعتبر الرسالة كيلاً للاتهامات الباطلة والخالية من الحلول للوضع المأساوي الذي يمر به الاتحاد، مضيفاً ومخاطباً إياها، بانها وبعض الاعضاء الاخرين دفعوا الحزب لارتكاب أخطاء سياسية كبيرة من دون الأخذ بنظر الاعتبار تاريخ الحزب ونضاله ومنزلة جلال الطالباني، وذلك عبر اتفاقات سرية مع ماأسماها ببعض الجهات، فاوقعوا الحزب في مأزق تاريخي أمام أنصاره ومؤيديه من أبناء الشعب الكوردي ، وذلك في اشارة الى السادس عشر من اكتوبر، حينما تم تسليم كركوك والمناطق المتنازع عليها الى الحشد الشعبي.
رئيس المجلس المركزي للاتحاد، عادل مراد، الذي يخطط في الخفاء مع الجناح الأول, أمهل هو الآخر كوسرت رسول يومين لعقد اجتماع القيادة، إلا ان الأخير أسكته وأهمله، مثلما أسكت زوجة الطالباني.
والسؤال المطروح هو: هل يرفض نائب الأمين العام للحزب كوسرت رسول عقد المؤتمر في الظرف الراهن عن عمد؟
كوسرت رسول رجل سياسي وعسكري مخضرم ولا أعتقد انه ضد فكرة عقد المؤتمر، لكنه يرى ان الظروف الحالية غير ملائمة على الاطلاق لعقد المؤتمر الرابع، لانه يعي تماماً ان الجناح الأول لايهمه المؤتمر بقدر مايهمه ابعاده هو وجناحه عن قيادة الاتحاد.
أذن متى سيعقد المؤتمر الرابع وهل سيعقد أصلا في الظرف الراهن؟
أنا أشك في إمكانية عقده بحضور هذين الجناحين بعد كل الذي حصل في السادس عشر من اكتوبر، لكن السيناريوهات المطروحة خلف الكواليس قد تكون:
– تصفية كوسرت رسول وملا بختيار بطريقة أو بأخرى وبمساعدة دولة مجاورة، ترى فيهما عائقاً أمامها للسيطرة الكاملة على الاتحاد ومن ثم البدء بتنفيذ أجنداتها في اقليم كوردستان.
– انقسام الاتحاد على نفسه وتمسك كل جناح باسم وتاريخ الحزب، كما حدثت في أحزاب أخرى، لان الجناحين لايثقان ببعضهما، ومن الصعوبة التوصل الى حلول جذرية داخل الحزب بعد كل الذي جرى.
– انقلاب الجناح الأول على كوسرت رسول وابعاده مع جماعته عن قيادة الحزب ، رغم ان هذا الاحتمال لايبدو مستحيلاً. لكن أي انقلاب من هذا النوع سيفكك الاتحاد وقد يصل الأمر الى تصادم مسلح لايحمد عقباه.
– التخلي عن فكرة عقد المؤتمر في المستقبل القريب وانتظار موت كوسرت رسول، لأن صحته تدهورت في الأشهر الأخيرة، ومن ثم مباشرة هذا الجناح الخصم بفرض السيطرة على الحزب بكل الوسائل، من تهديد وترهيب وشراء الذمم.
ان ابعاد كوسرت رسول والشخصيات الوطنية الأخرى عن الاتحاد، سيجلب كوارث على الاقليم، لان الجناح الأول لايهمه سوى مصالحه الشخصية ومن الممكن أن يعقد تحالفات مع أي كان في سبيل بسط نفوذه على الحزب، حتى وان انتهى الأمر بانهاء وجود الاقليم والارتماء الكامل بأحضان الحكومة المركزية، بالضبط مثلما حصل في الستينيات من القرن المنصرم.