23 ديسمبر، 2024 6:06 م

قراءة في كتابي وفيق السامرائي حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم – 1

قراءة في كتابي وفيق السامرائي حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم – 1

المقدمة
قرأت في الأشهر الأخيرة كتابي اللواء الركن وفيق عجيل السامرائي حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم وخصوصا بعد إن وجدت بعض الكتاب يستشهدون بهذين الكتابين عند مناقشتهم واقع ما , يتعلق بحرب العراق وإيران وما تلاها من أحداث وكأنهما وثيقة رسمية كل ما فيها منزل وموثوق  , فذهبت إلى اقتناء هذين الكتابين وقد المني ما وجدته فيهما  من مغالطات للحقائق والتاريخ . تاريخ الجيش العراقي بأكمله , لما فيه من  تشويه متعمد لهذا التاريخ ومفرداته بالرغم من بقاء الشهود أحياء لحد الآن إلا أنني فوجئت بما ذكر فيهما من شهادات زور وقصص ملفقه  وطمس لادوار القادة الأبطال , فصنع هالة كبيرة حول نفسه وإعطائها اكبر من حجمها بكثير في الوقت الذي يجب على من يريد طمس حقائق , وتغيير ادوار , وغبن حق رفاقه وزملائه إن ينتظر حتى يتوفى الله الجزء الأعظم منهم  ليستطيع إن يغرد على هواه , فوجدت من واجبي الأخلاقي أولا , وواجبي التاريخي تجاه العراق وجيشه ثانيا  إن أضع شهادتي هذه بين يدي العراقيين عن حقبة عاصرتها , كانت من أصعب واهم مراحل العراق حيث عشناها سويه نحن العراقيون شعبا وجيشا , يوم بيوم خلال الثمان سنوات من الحرب الطاحنة بين العراق وإيران التي راح فيها خيرة شبابنا من جنود وضباط قدموا أرواحهم فداء للعراق ليحفظوا حدوده وليؤخروا الاحتلال الإيراني الذي نعيشه الآن لخمسة عشر سنة.
 نعم إنهم قدموا أرواحهم دفاعا عن العراق وليس غيره, وجاء وفيق بعد فترة قصيرة يبخس حقوقهم وتضحياتهم ويختزلها في نفسه. وينأى بنفسه عن ما شاب المسيرة من عثرات  كأي حرب وكأي حكم فيه الصالح والطالح  .
 نعم كلنا عشنا الحرب العراقية الإيرانية وما حملته من ماسي والألم , وشهدنا حرب الكويت وما أصاب العراق العظيم من تدمير وحشي على أيدي الحلفاء بغض النظر عن مسببات الحرب وارثها الكبير الذي أثقل كاهل العراقيون جميعا, ولكوني ضابط في الجيش العراقي الباسل اعتز بانتمائي لذلك الجيش المقدام وبالأخص عملي  الذي تدرجت فيه وعشت من خلاله  أدق تفاصيل معارك العراق وأكثرها مصيريه مع إخوتي وزملائي وقادتي في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة , فخلال خدمتي في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة . تنقلت في عدة أماكن منها معاونية الاستخبارات لشؤون إيران – وخلية الاستخبارات العسكرية  في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة – بالإضافة إلى  كوني احد ضباط أمانة السر – مقر مديرية الاستخبارات العسكرية العامة التي أسسها الفريق الركن صابر عبد العزيز حسين فور استلامه قيادة الاستخبارات العسكرية . فكنت شاهدا على أدق التفاصيل وأكثرها حيوية لقربي من عمل خليه الاستخبارات في القيادة العامة للقوات المسلحة وعملي في معاونيه إيران والخبرة الكبيرة التي اكتسبتها في عملي بأمانة السر – مقر مدير عام الاستخبارات العسكرية باطلاعي على المكاتبات الرسمية المرفوعة من ضباط أقسام ومدراء شعب ومعاونيات الدائرة قبل رفعها للمدير العام ومن ثم إلى المراجع العليا .
وجدت في هذين الكتابين الكثير الكثير من الغبن والتجني والتجريح من قبل الكاتب على قيادات الاستخبارات العسكرية وزملائه في العمل , حيث انه ينفي بل يلغي وجود أربعه مدراء للاستخبارات العسكرية العامة من أكثر ضباط الجيش العراقي كفاءة  تعاقبوا على قيادتها ويضعهم في خانه المستجدين  في الكلية العسكرية وهم المعروفون في سوح الوغى وإدارة دفة القيادة وانه أي وفيق  يدعي لنفسه بأنه  من يقود مدراء الاستخبارات العسكرية   منذ إن كان برتبه صغيره في الجيش  ؟! , فهو يطعن بكفاءة الفريق الركن ماهر عبد الرشيد والفريق أول الركن عبد الجواد ذنون واللواء محمود شكر شاهين , بالإضافة إلى طعنه بأحد قادة جيش العراق الأشاوس واحد أسباب انتصار العراق على إيران في حرب الثمان سنوات الفريق الركن صابر عبد العزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية العامة التي شهدت الاستخبارات العسكرية العامة في مدة قيادته لها عصرها الذهبي  في مجال الاستخبارات العسكرية بمعلوماتها الدقيقة عن نوايا العدو والذي توج النصر المبين للعراق على العدو الإيراني .
فكان من بين الأسباب التي دفعتني لتفنيد ما وجدته ظلما وتجنيا  وغدرا ونكرانا للجميل هو ما قرأته من وفيق في كاتبه عن الفريق الركن صابر الدوري الإنسان النزيه صاحب اليد البيضاء والقلب النقي و العقل الراجح والقيادي المسؤول الذي فقده الجيش العراقي في أواخر حكم الرئيس صدام حسين وفقده العراق في هذه السنين والمحن , والذي جعل من وفيق رقم واحد في  المديرية خلال توليه قيادتها والذي لولاه لما كان وفيق حيا يرزق حد اللحظة ولما عرف على مستوى الاستخبارات ولولاه لكان من المعدومين المعدمين ولولاه لما أصبح معاونا لمدير الاستخبارات العسكرية ولما أصبح مديرا للاستخبارات خلفا لمفخرة الجيش العراقي صابر الدوري-  فحقا كل نار تخلفها رماد –  وهذا ما سيرد ذكره وتفاصيله خلال تفنيدي لهذين الكتابين – فوفيق استلم إدارة الاستخبارات  ل35 يوما فقط فأقام  الدنيا ولم يقعدها على انه مدير الاستخبارات العسكرية .
ولا أخفيكم وأنا أتصفح مذكرات اللواء الركن وفيق السامرائي لم اصدق ما اقرأ في سطوره ولولا أنني اقتنيت هذين الكتابين من إحدى مكتبات العاصمة عمان واعرف إنها للواء وفيق السامرائي لتصورت إنها  لضابط في الجيش الإيراني وليس ضابط عراقي. ولو كان المؤلف مصطفى شميران قائد القوات البرية الإيرانية , فلن يتمكن إن يصوغ عبارات المديح والإطراء على القيادة السياسية والعسكرية الإيرانية بقدر ما قام به مؤلف الكتابين وفيق عجيل من كيل المديح وتلميع صورهما .
نعم في طيات صفحات هذين الكتابين وجدت الكثير مما يقف شعر الرأس منه كما يقال , فهناك الكذب , وهناك تأليف للقصص الخيالية , وهناك الغدر والخيانة لمن مد يده إليه فعضها وهناك نكران الجميل لمن  جعله يلمع في صفوف الاستخبارات .
 في هذين الكتابين يدعي وفيق بأنه يدير دفة الحرب العراقية الإيرانية منذ إن كان برتبة رائد فهو من يعد تقارير الاستخبارات وهو من يرفعها إلى القيادة وهو من يحضر اجتماعات مجلس الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة رغم صغر رتبته وعدم عضويته في القيادة وهو يناقش رئيس أركان الجيش ويعترض على أراء معاون رئيس أركان الجيش للعمليات ويأخذ الجميع برأيه كل هذا يقوم به وفيق لوحده حسبما يدعي فلا وجود لضباط الاستخبارات ولا وجود لمعاوني المدير العام ولا وجود أصلا لمدير الاستخبارات العسكرية وأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة فوفيق موجود ينوب عن الجميع ويفعل كل شيء فهو وحده من يتصل به القائد العام للقوات المسلحة رئيس الجمهورية مباشرة وهو برتبة رائد ركن ويطلب رأيه (شخصيا) !! في أحداث الحرب وتطوراتها  كما يدعي  زورا , إذن لا داعي لمديرية الاستخبارات العسكرية ولا لأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة فالحرب هي وفيق والنصر هو وفيق والقائد هو وفيق ,
وألان  وبعد إن قرأت كل هذا في هذين الكتابين الملفقين فانه ومن واجبي الأخلاقي سأقوم بعرض فقرات  الكتابين   (حطام البوابة الشرقية والطريق الى الجحيم )بطريقة بسيطة  لأبين الحقيقة والحقائق التي عشتها و لأرد عليه نيابة عن جيش العراق وقادته  بما اعرفه وعايشته من معلومات وتفاصيل دقيقة لقربي من مقر قيادة الاستخبارات  وأتمنى من إخوتي وزملائي ضباط الجيش العراقي  وقادتي  قادة الفيالق والفرق و أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة سواء من سيذكر اسمه هنا أو الذين يقرؤون كلامي ويعرفون الكثير من هذه الحقائق إن يشدو من أزري ويقولوا ما عندهم من حقائق , حجبها وفيق أو نسبها لنفسه وبخس حق العراق كله . فهذا تاريخ جيش العراق لا يصح إن نجعل احد الهاربين من الخدمة والملتحقين بجحافل المرتزقة إن يكتبه ويخطه ويدعيه لنفسه .
وقبل إن ابدأ بذكر الحقائق التي في جعبتي والرد على فقرات الكتابين لابد إن يطلع العراقيون على المناصب التي كان وفيق السامرائي يشغلها خلال الفترة التي كتب عنها مذكراته الملفقة ليعرفوا مدى الهالة التي وضعها لنفسه قياسا للمناصب التي كان يشغلها آنذاك .
في عام 1980 أيلول بدأت الحرب العراقية الإيرانية ولغاية عام 1982 كان وفيق برتبة رائد ركن ويشغل منصب ضابط قسم إيران وهو اصغر منصب في تنظيم مديرية الاستخبارات العسكرية العامة فتنظيم المديرية يتكون من ( قسم- شعبة – معاونية  – مقر المديرية ) .
من عام 1983 ولغاية عام 1984 أصبح مدير شعبة إيران بعد إن تم تعديل التنظيم المديرية ليصبح قسم إيران – شعبة وبرتبة مقدم ركن .
منذ عام 1984 ولغاية عام 1986 طرد وفيق من الاستخبارات ا لأسباب سيأتي ذكرها لاحقا ونقل إلى منصب ضابط ركن في مقر قيادة شط العرب
عام 1986 أعيد وفيق  مدير لشعبة إيران بعد ان توسط له احد أعضاء القيادة العامة عند القائد العام للقوات المسلحة وبعدها  تم تعديل التنظيم  عام 1987 وأصبحت شعبة إيران معاونية إيران ويكون وفيق معاون المدير العام لشؤون إيران والشمال وبرتبة عميد ركن  حتى عام 1991 .
في عام 1991 عين  وفيق مديرا للاستخبارات العسكرية برتبة لواء ركن لمدة ( 35) يوما فقط ليطرد من الاستخبارات والقوات المسلحة بأمر القائد العام للقوات المسلحة إلى المنظمات الشعبية ليهرب عام 1994 ليلتحق بالمرتزقة والعملاء وسأذكر أسباب وتفاصيل تعيينه بمنصب مدير الاستخبارات وطرده منها كما سمعتها وقرأتها بوثيقة عند احد ضباط الاستخبارات .
هذا باختصار خط خدمة ( أول الركن ) وفيق السامرائي المستشار العسكري والأمني لرئيس جمهورية مهاباد جلال الطلباني , سقته إليكم قبل أن ابدأ بسرد قصته الحقيقية والرد على كتابيه والذي يسكون على حلقات متسلسلة .
 
* احد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة
[email protected]