18 ديسمبر، 2024 9:08 م

قراءة في رواية (امرأة سيئة جدا ) للكاتبة هنوف الجاسر

قراءة في رواية (امرأة سيئة جدا ) للكاتبة هنوف الجاسر

غواية التعالق الذاتي و مسوغات العنف الأنثوي

توطئة :
عند زمن قراءتنا الى مكونات رواية ( امرأة سيئة جدا ) للروائية هنوف الجاسر ، لاحظنا مستوى تركيبة وحدات النص الروائي المشغول بموضوعة و دلالة (غواية التعالق الذاتي ) و تشابك محاور ضدية نابعة من محفزات النواة الصياغية ، الراجحة في مساحة الأنا الانتقامية الأنثوية ، وقد اتخذت ـــ أي الأنثى ـــ خطابا عدوانيا عبر أزمنة شحنات تعالقاتها الازدواجية الواقعة ما بين صيغة ثنائية الدور الشخصاني في النص الروائي ، ذلك انتقاما من ابعاد ذلك الموقع الرجولي المتمثل في شخصية بدر المعشوق من قبل شخصية الساردة المحور مزنة ، غير أن قيمة الدور الذي قامت به الشخصية المشاركة و الساردة في الرواية ، هو في ذاته ما جعل زمن ، الشخصية متعالقا على نحو ما من إيهامية بؤرة الحكي ، و ترجيح مسرودية الأنا الفعلية / الأنا الوهمية ، في مادة الرواية إلى محكيات انتقامية دامية ، جسدت صورة المحور السردي في الحكي ، إزاء موقعية ذلك الشخصية الجاذبة لعواطف و مشاعر و اهتمام الشخصية مزنة ، و عندما نتعامل مع حكاية الرواية نقديا ، قد نجدها لا تشكل في قيمتها الدلالية و التقنية ، سوى ذلك الإطار المرتجل من مؤشرات حكاية انتقام تابعة لأنثى ، من رجل لم يبادلها حسن الألتفات إلى مظهرها الخارجي ، ولعل ذلك يعود لأسباب عدم اتصافها بمؤهلات العشق و الحب ، عكس ما كانت تشعر بيه الشخصية مزنة ، من مأخوذية قاتلة نحو أبن خالتها بدر ، مما جعلها تتنكر لشخصها الحقيقي بوساطة شخصية أخرى وهمية ، تدعى بسمة داخل بيانات الحاسوب ، و يعود بنا هذا الأمر إلى خطاب صورة متنكرة من علامات ثنائية الشخصية الروائية ، و كيفية استحواذها على اهتمام و حب ذلك الرجل بطرائقها الخاصة .

ــــ متواليات الحكي و خطية الزمن الروائي .
ولعل الموقف الروائي في مسار أحداث و تجليات النص ، يعود بنا إلى طبيعة شخصية السارد المشارك في النص تماثلا و تجسيدا ، مما جعل من حال البنية المسرودة في النص ، تبدو كأنها حاضر النص و باطنه الفعلي ، دون الأهتمام من الكاتبة هنوف ، بالتركيز على مجريات أخرى من واقع أيقونة و مستوى موضوعة الرواية ، و دون الأهتمام حتى بفاعلية محكيات الشخوص الأخرى و عوالمهم المفترضة في واقع الرواية ، بل أننا نجد تموقع حالات المسرود الروائي ، شغلا شاغلا نحو ذلك الحيز من تمظهرات من حكاية الشخصية مزنة بموازاة كيفيات وصولها إلى مضمر تجاوبات شطرها الآخر المتمثل ببسمة المفترضة كما اشرنا سلفا ، و التي غلبت بلب رحلاتها الحاسوبية فلك عشق الشخصية بدر لها ، دون أن يعلم الأخير بحقيقة أن ما تتخفى من وراء هذه الفاتنة الحاسوبية ، ما هي إلا بنت خالته مزنة الضالة قهرا و نكدا و حسرة : ( امرأة واحدة في تأريخ رجل صحراء قادرة على أن تخلق فيه جنة .. لكنه لا يتزوجها : ــ صباح الخير ـــ صباح النور أهلا :ــ ممكن نتعرف ؟ ــ تشرفنا ؟ / هذه كانت المرة الأولى التي حادثني بها بشار قبل ثمان سنوات .. أذكر تنبيه أول رسالة بيننا .. أذكر حتى النغمة و الشعور الذي خالجني .. خجل و خوف و قلق ورهبة و كأني أرتكبت خطيئة لذيذة .. عشت ساعة كاملة مليئة بالتردد و التوتر و أنا جالسة أمام الكمبيوتر المكتبي في غرفتي .. صفحة المحادثة مليئة بالرسائل الواردة .. بينما الصادرة تعد بالأصابع .. كانت هذه البداية التي بعدها تغيرت حياتي للأبد . / ص5 ص6 الرواية ) أن حقيقة الشخصية المشاركة في مستهل النص ، تمنحنا مؤشرات اللحظة الأولية من حسابات ذاتها الفاعلة ، و كحالة تلفظية أخذت تطرح ذاتها عبر قنطرة الولوج إلى الزمن الابتدائي ، الذي يتبدى في منحى حقيقة مسار الحكي ، فتكشف لنا بأن بدر هو أبن خالتها ، فيما كان هو الآخر يمارس ذات عملية الانتحال بشخصية و كنية أخرى ، و قبل أن نكشف جملة هذه الأوليات الروائية الواردة في مسار مضمرات أحداث النص أخذت الكاتبة بدورها ، تطرحها لنا عرضا ، عبر زمن خطية التدبر السردي . و نفهم من ذلك الاستهلال العرضي لأحداث و حقيقة الرواية ، بأن الكاتبة الجاسر ، أرادت تبيين مرجعية النص القصصي في ملحوظات البناء الروائي ، احتكاما إلى جانب ضبط ملحوظاتها الموقعية الخاصة في خطاطة المؤهلات الروائية .

1ــ علاقة الاستبدال و أستبدال واقع العلاقة :
و بشكل أكثر دقة و وضوحا ، نقول في هذا المبحث الفرعي من قوام موضع دراستنا أن هنوف الجاسر في تجليات روايتها ، أخذت تقدم المواقع و الوسائط و الأوليات المحكية ضمن حدود علامة مرجعية خاصة من مسميات الفن القصصي في شكل البناء و الفعل الروائي ، و كأن الغاية الأولى منها ، فهم علاقة وحدات النص المرجعي القصصي في طيات و تحولات التقنية الروائية بين الطرفين ، أي بمعنى ما تلك الوظائف المتحولة ما بين مرجعية النص القصصي في علاقة الأستبدال في بنية و صياغة الأطر المتوازية إلى جهة القيمة الكاملة في مؤثثات النص الروائي ، وهذا الأمر ما يجعلنا نلخص حدود العلاقة بهذه الترسيمة : (علاقة الاستبدال ـــ مرجعية النص القصصي ـــ صياغة الأطر المتوازية ـــ علاقة استقبال جهاتية ـــ بناء الشكل الروائي = جهة علاقة بصفة منتحلة + شخوص جادة و مختلفة = قيمة ثيماتية ) و تحت يافطة العنونة الروائية المركزية الموسومة ب (امرأة سيئة جدا ) تتكشف لنا شرائط الإساءة من كلتا الطرفين ( مزنة / بدر ) لتؤثث لها علاقة طردية مؤداها ، المنزلقات و الهاوية في غضون و محاور صياغة تكهنات الأسئلة و محاور الإيهام و التوهم مع بعضها البعض . وعند الخوض في مجرى مرجعية حكاية الفتاة مزنة و سراديب حرائق عشقها إلى الشخصية بدر ، نجدها تحيا حالة من حالات صراعية الحب من جهة أحادية المعنى ، ما خلا ذلك الجانب ، الذي أخذت تجسده بشخصية بسمة في واقع بيانات الرسائل الحاسوبية ، إلا أنها عندما تعود إلى حقيقة وضعها كمزنة ، نراها تمارس على ذاتها أقوى أصفاد الأسى و الأهمال و الخذلان ، وصولا إلى حروب انتقامية جانبية الموجه بدر و زوجته شهد : ( أردت أن أجرحه و انتقم عن عمري الذي ضاع في حبي له بالكيد الذي استعظمه الله .. كيد امرأة استحالة الحب في داخلها إلى غضب ! .. فكرت كثيرا بأن أخبر زوجته عن خيانته بعد أن حصلت على رقم هاتفها كنت سأتواصل معها برقمي الآخر الذي لا يعرفه إلا بدر و أقول لها عن كل شي مع دلائل مصورة .. لكن في كل مرة أفتح صفحة محادثتها أتأمل صورة بسمة الصغيرة .. تهزمني ملامح بدر في وجهها و أضعف . / ص39 ) أكيد أن محاولات الشخصية مزنة الحالمة بحب و امتلاك بدر ، لن تجدي فتيلا في الانتقام ، تماما كما لا يفضي الولع بتقمص دور بسمة الحبيبة الوهمية نفعا ما من المواصلة على هذه الطريقة الماكرة . هكذا تباعا تتبين لنا مدى انهيارية و انقلابية ذلك الحب في سرائر مزنة إلى هذا الشعور ببدر ، و بين امتلاك حافز و مبرر الكره العنيف لشخصه انتقاما ، إذ إن هذا التعالق الازدواجي من جهة ما ، صار خلاصا مريعا في اختيارات الشخصية مزنة ، فيما راح يضحى كمنفذا إلى تنفيس عن الضد ، بالاقتراب من زوجته شهد ، في محاولة منها إلى تكييف قدراتها النفسية و العاطفية على مغالبة سرانية ذلك الألم بالخذلان المتصاعد في ذاتها ، من جراء مشاهداتها كيفية هي حياة بدر السعيدة إلى جانب زوجته شهد الجميلة مع طفلتهم بسمة : ( أظن بأني وصلت مرحلة ما بعد هذا كله معك .. لا أجزم أن تجاوزك سهلا لكن استطيع الاعتراف ان نسيانك ليس بمستحيل .. ليس بعد أن رأيتك أخر مرة تلاعب بسمة الصغيرة في سيارتك و تجلس إلى جوارك زوجتك .. ليس بعد أن رأيت شهد تضع يدها على بطنها الذي بدأ يكبر للمرة الثانية .. ليس بعد أن أدركت أنك تجاوزتني فعلا منذ أعوام و أنا التي كنت عمياء في حبك لدرجة أني لم أر شيئا واضحا كهذا . ص48 الرواية ) لا يكف المستوى الاسترجاعي حاضرا ، على أن يكون نسقا متماسكا في موجهات الدلالة السردية ، من المؤكد ان الكاتبة الجاسر ، أرادت من مزنة شخصيتها ذلك المعنى المسرود بأنفعالية حالات فرضية مشاعر المرأة الملتبسة في حبكة حصولاتها الوجدانية المأزومة ، ولكن الكاتبة لم تقدم ملامح و مواقف شخوصها ، إلا عن طريق بوصلة شخصية السارد المشارك في الرواية ، و على هذا النحو أصبحت تبئيرات الحكي تتقدم لنا ، و كأنها مسودة مذكرات عاشتها البطلة بمعزل عن فاعلية و كينونة المسار العام في النص الروائي .

ـــ السرد الروائي و مرجعية النص القصصي في علاقة الرواية .
أن قراءة رواية ( امرأة سيئة جدا ) لعلها لا تنشأ فينا ذلك الشعور النوعي القادم من أفق معالجات و صناعة الرواية المتقدمة في محصلة أدواتها التقانية ، بقدر ما أخذت تقدم لنا أدوات تابعة لمرجعية النص القصصي الحكواتي من رواية القصة القصيرة ، فالكاتبة من خلال شواهد روايتها ، أخذت تطرح الأشياء و الشخوص و المواقف و الحالات ، من خلال مضاعفات أسلوبية أختص فيها الفن القصصي المصهور في الرحم البنائي في صناعة الرواية ، كذلك فأن الكاتبة لم تستثمر مشروعية موضوعتها الروائية في مسارات تقانية حاذقة من فن الأدب الروائي ، لذا نجدها ــ أي الرواية ــ ظلت في دائرة المراوحة ما بين مرجعية النص القصصي و الأدوات الروائية المستحدثة في سياق خطابها ، إلى جانب إنكفائية الشخصية في مجرى الحكي ، مما جعلها متلبسة بثغرات واهنة من محددات الوعي الروائي الشخوصي ، و واقع الأمر ، يبقى فضاء موضوعة الدلالة الروائية ، أكثر ميلا نحو اللاشخصي في مجال تنصيصات وحدات المبنى و المتن السردي في الرواية . على أية حال ، نعود إلى سياق أحداث الرواية ، لنكتشف بأن الشخصية مزنة باتت تتبين لها أن الشخصية شهد لم تعد على ما كانت عليه في سابق عهدها بها ، بل أنها أصبحت أكثر شحوبا و يئسا لتكشف إلى مزنة مدى تحول بدر في أحواله الزوجية السيئة معها ، في وقت كانت مزنة قد تخلت عن دورها التقمصي في شخصية بسمة : ( حين قابلت شهد لأخر مرة كانت مختلفة تبتسم بشحوب و على عينيها شرود غريب .. لم تعد كما عهدتها متوهجة .. كنت أتأمل ملامحها خفية و أرى فيها حزنا مفضوحا رغم أنها تحاول أن تخفيه بالضحكات الباردة / لم أستطع تجاهل شعوري بالذنب أحسست و كأني أنا من قتلت روح الحياة داخلها .. حاولت تجاهل هذا الشعور لكنه بدأ ينخر في قلبي . ص 51 الرواية ) .

1ـــ الاسترجاع الداخلي و تلميحات الزمن المعاد :
يصعب علينا تصور و صول رواية ( امرأة سيئة جدا ) إلى مرحلة التكامل الذروي المتاحة في مساحة الانفراج السردي الجديد ، دون وجود خطية استرجاعية خاصة في مساحة مشاهد النص التتابعية ، لذا فأن وصول علاقة الزوجة شهد إلى مرحلة الانكفاء و التعالق و الانفصال ، كانت حالة مزامنة إلى جملة استرجلعية في جوانب من مسبقات الحكي السردي ، أي بمعنى أن هناك مؤشرات مزامنة إلى جوار وصول السرد إلى هذه النقطة من التصير البؤروي ، كحال هذه الفقرات التي كانت تسبق وقوع شهد في حالات موضعية الانفصال و الشحوب : ( وقفت بصلابة أنظر لماضي ببرود وهو يحترق .. ألقيت نظرة أخيرة على شريحة الهاتف قبل أن أرميها و ينتهي عهد بدر رسميا من حياتي . / ص45 الرواية ) تطورات الرواية لدى هنوف الجاسر في أحداث سردها ، و كأنها حالات خاصة ، تقترب من اللغة الاسترجاعية / الذكرى / المذكرات ، وصولا منها إلى أشياء قادمة ولكنها ليست بالجديدة ، قياسا إلى مكان و زمان حدوثهما في واقع النص ، بل أنها تلميحات تكرارية أخرى يقظة ، من شأنها خلق علاقة توكيدية مع لحمة سابقة من فضاء الزمن المستعاد حاضرا في النص .

ـــ تعليق القراءة ـــ
في الحقيقة حققت أدوات و دلالات رواية هنوف الجاسر ــ امرأة سيئة جدا ــ ذلك المؤشر التضافري بين إشكالية ( غواية التعالق الذاتي ) للشخصية المحورية في السرد ، أي بمعنى ما أكثر تحديدا نقول : أن ثنائية المحور الشخوصي في عاملية الشخصية مزنة كان يقدم لنا مثل هذه الترسيمة : ( مرحلة الاداء ـــ تحول الحالات ـــ ملفوظ الفعل ـــ علاقة مع حالة الفاعل ـــ المزاوجة بين مرجعية النص القصصي و مؤثثات الخطاب الروائي ) وصولا إلى مرحلة الفاعل المنفذ ، و الذي غدا هو من يؤول الحالات المحولة من خلاله ، إلى هيئة مرسلات الاداءات المثمنة إيجابا و سلبا ، أي بمعنى أن علامات المحكيات في المسرود النصي ، أصبحت لا تنفك من خاصية فاعل الحالة الذي يتعرف على حالته المحولة في وسيلة المنفذ للتحول الفاعل ، و بهذا أصبحت سيرورة الحكي في الرواية مرحلة تشكل في ذاتها تلك العلاقة من البحث عن ذاتها أو بفاعلها المرسل بذاتها ، لتقدم لنا جملة عمليات توصيفية ، قادمة من أوليات ضدية تكفلتها صياغة مرحلية ما من تفعيل القيام بجهة طابع تداولية دلالة ( امرأة + سيئة = كفاءة الفاعل المتقدم ) و تبعا لهذا الأمر ترد لنا الفقرات الأخيرة من زمن دلالة الرواية ، و على النحو الذي بات يؤكد لنا عن مدى السيرورة القصوى في مستويات الضدية المضمنة في قابلية الشخصية المحورية في النص : ( حين تلقيت بطاقة الدعوة لزواجه تذكرت هذه الرسالة .. ولا أدري لم ثار فضولي و اندفعت أتفقد صندوق الرسائل في البريد الألكتروني الذي تذكرته بصعوبة حتى كلمة السر كانت منسية تماما .. لكني أستطعت الدخول للبريد و وجدت رسالة واحدة واردة تاريخها قبل أربع سنوات ! . / ص125 الرواية ) ولكننا عندما نراجع الأطياف المنكسرة في منطق الشخصية ذاتها ، و حتى زواجها من رجل آخر و إنجابها منه طفلا قد حاولت و بنوايا سوداء و مقصودية ذات فاعلية سيئة جدا ، إلى إعادة الكرة مجددا على الشخصية بدر بتجسيد دور بسمة مجددا ، فلننظر إذا ما كان مرادها الأخير : ( أدرك بأني أستخدمت الحيلة ذاتها التي يستخدمها بدر حين أختار أن يسمي أبنته بسمة ليوثق حبه .. لكني فعلتها لسبب مختلف .. أردت أن أظهر ذكرى بأخرى أدرك بأنها لن تنزع مني أبدا / لن أكذب على نفسي و أقول بأني أستطعت نسيان شعوري الأول بالحب و في الحقيقة أنا لا أحاول نسيانه . / ص116 الرواية ) أن القارىء النقد إلى موضوع دليل الشواهد الحاصلة في البؤرة الختامية من نهاية الرواية ، قد تتبين له محاولات الشخصية مزنة بالانتقال من مرحلة العشق إلى بدر ثم إلى الانفصال عنه ثم إلى العودة لرسائله القديمة ، كانت بدورها بمثابة التنويه الضمني بأن الشخصية كانت ولا زالت تسعى إلى إعادة حياة بسمة الوهمية مجددا إلى حياة بدر ، لولا عدم رفض الأخير بالرد على رسائلها الخائبة ، و على هذا النحو تتضح لنا طبيعة هذه العلاقة الفنية في موضوعة رواية هنوف الجاسر ، التي حاولت منها قسرا تجميل مرتبة و رمزية المرأة اللعوب في حياتها العابثة مع الرجال ، و لكنها لم تكن تتوقع ردود رفض رمزية الرجل بالعودة إلى امرأة كانت مدركة في ذاتها و إلى أقصى الحدود اللامتناهية من حقيقة كونها تلك الغواية المحملة بأسمى علامات السوء و الإساءة لذاتها المحفوفة بأقصى درجات العنف الأنثوي .