22 ديسمبر، 2024 11:33 م

قراءة في تغيرات الوضع السياسي – 1

قراءة في تغيرات الوضع السياسي – 1

كثر تداخل الاحداث في ما يسمى بالربيع العربي وكثرت معه الاقاويل والاراء فمن قائل – وهو المشهور – بانه صحوة الشعوب التي تعيش في ظل دكتاتوريات هم خلقوها عن طريق خضوعهم واستكانتهم وقبولهم بالذل والحرمان اضافة الى ضعف المجتمع وكثرة الفتن وقلة الوعي واضمحلال الوحدة على مر الزمن ,هذا مماولد في المقابل القوة المفرطة التي لاتراعي حق ولاحقوق امام مصالحها الشخصية المتجسدة بالتمسك بالكرسي الذي يتيح بدوره كافة الادوات اللازمة للسيطرة بالقبضة الحديدية  التي ترتوي بدماء الابرياء , هناك سؤالان الاول هل ان هذه الدكتاتوريات حديثة العهد ام انها منذ القدم ؟ طبعا من غير المنصف ان نقول انها حديثة لان ذلك يتنافى مع الواقع , والسؤال الثاني هو هل تغيرت الشعوب ام هي ذاتها؟ والجواب هي ذاتها موجود ة….اذن هناك امور مبهمه وراء كل الذي يحدث في العالم من احداث  وهذا الابهام لايكاد يخفى على الكثير من الذين لديهم نظرة ثاقبة  ولاادعي اني منهم ولكن لقراءت بسيطة للتاريخ يمكن ان اقول.
ان نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة ودخول العالم في متاهة نظام ثنائي القطبية غير الكثير من الثوابت العالمية التي كانت سائدة انذاك في ادق تفاصليها . وبعد انهيار المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي دخل العالم في نظام احادي القطبية وتحطمت معظم المبادئ التي تنادي بها الاشتركية التي كانت تمثل او تخلق نوع من التوازن الذي يمكن ان يغير بعض الانحرافات ليس لكماله وصحته بل لان التنافس هو الذي يخلق هذا التوازن. الا ان هذا التفرد بقيادة العالم لايتناسق واطماع المعسكر الغربي او على الاقل لا يحقق الطموح لان هذا الامر سوف يقلل نسبيا من وجود الازمات التي بدورها تغذي او تلبي متطلبات المعسكر الغربي (اذا لم تكن هناك امراض انتفت الحاجة من وجود الطبيب ) فصارت تبحث عن قوالب تقولب بها الازمات التي تريد خلقها وهذه القوالب لابد وان تتمتع بمواصفات كثيرة منها حقيقيتها وعموميتها وقوتها واشتقاقها من مصدر معروف وقوي لذا لم يكن اكثر من الارهاب ملائما للمواصفات المذكورة.. وايضا هو من البدائل التي تكون فزاعات تهدد استقرار البلدان او اسقرار الحكم في تلك البلدان  التي من خلالها يكون الالتجاء للحماية او طلب النجدة امر محتوم ولهذا بدأوا بخلق الارهاب مهددين به من يريدوا ان يمتصوه اولا وليعلم جميع العالم ان لايمكن الاستغناء عن القوة المتمثلة بالولايات المتحدة , فصوروه للعالم بانه امر خطير وجبار ولايمكن السكوت عنه ولابد من اخذ كافة اللتدابير للخلاص منه وهو طبعا كذلك لما امدوه به من طاقات واسلحة واموال طائلة تتجاوز ميزانيات دول كبيرة, وبعد ان وجدوا ان كثير من البلدان من تتفق وهذه الحركات التطرفية بحيث بحيث تكون ارض خصبة لاستقبال هذه البذرة .ولكن اصيب هذا الكيان بالتشقق حاله في ذلك حال جميع الحركات او التيارات والاحزاب لاختلاط هذه الحركات التطرفية ببعض المفاهيم الاسلامية الحقة ولان الدين ليس حكرا على هذه الفئة المتطرفة (او اكاد اجزم ان مثل هولاء لايعلمون من الاسلام الا الاسم ومن القران الا الرسم ) فانقلب السحر على الساحر واصبحت هناك حركات حقيقة تعتنق الاسلام ,همها هو مجاهدة الكفر المتمثل – حسب رائيهم – بالولايات المتحدة الامريكية وحلفائها اذن هذا المنتوج اثبت فشله في نظرهم واصبحوا مكشوفين امام العالم بانهم الحواظن الرئيسة لتلك الحركات لتناقض التعامل بين بعض الحركات وبعضها الاخر وهنا ارادوا ان يثبتو للعالم عكس هذه الواضحات فقامو بتصفية بعض مخلوقاتهم او على الاقل الادعاء بتصفيتهم .وهنا بدات المرحله الثانية مرحلة اخراج منتوج جديد يمكنهم من خلاله ابقاء العالم بحالة لايستطيع الاستغناء عنهم فوجدوا اقصر الطرق هو العمل على ايقاض روح تغير الواقع المرير تحت مسميات عدة منها ضرورة استخدام القوة ليصير التغير حتميا , ولابد من اعطاء رائيك بتشكيل هيكل الدولة السياسي , وان المسقبل يحتاجك لتكون انت المتحكم به وليس هو الذي يتحكم بك و, و, و الى اخره من شعارات هي في حقيقتها قمة الحق ولب الانسانية ولكن في هذا المجال هي كلمة حق يراد بها باطل فهم عرفوا الوتر الذي يعزفون عليه في مناغمة الشعوب وتر الحرية لانهم محرومون منها , وتر المشاركة في صنع القرار لانهم بعيدون عنه , وتر الخلاص من الفقر والاضطهاد الذين هم قابعين به لعقود طويلة, وبدات المرحلة الثانية او سرى مفعول المنتج الثاني الذي هو بحد ذاته سلاح ذوحدين حد يخدم المجتمع ويرتقي به الى مصاف الشعوب المتقدمة وحد يجعلهم اكثر اضطهادا مما كانوا- اذا اسيئ الاستخدام  طبعا- لاادعي وليس من حقي ان اقول ان الذي حصل من تغير في البلدان العربية هو نوع من المؤامرة بكل تفاصيله بل انها كانت تحتوي على كثير من الناس الشرفاء والدماء التي سالت هي دماء شهادة في سبيل الحرية–ولكن واقع الامر والهدف الحقيقي حسب رائي هو لاهذا ولاذاك بل لحاجة في نفس يعقوب قضاها هذه الحاجة هي تحقيق اهداف كبيرة لاتمت لما يجري بصلة.
[email protected]