26 ديسمبر، 2024 7:08 م

قراءة في ايدلوجية فن التجمهر

قراءة في ايدلوجية فن التجمهر

بعد خروج الحكيم من المجلس الاعلى وجهت تهم من قياداته الى عمار الحكيم، بانه خرج مع قلة قليلة من اصحابه ولم يخرج معه التنظيم، فلم ينتظر عمار الا بضعة ايام لكي يثبت قوته في الساحة السياسية، وردا صاعقا منه الى منافسيه انه ما زال قويا وله الثقل الاكبر.

بعد مرور شهرين على تأسيس تيار الحكمة، دعى زعيمه الى تجمع جماهيري حاشد بمناسبة الاول من محرم الحرام، سرعان ما كان نداء اتباعه بتلبية الدعوة، فكان هناك تجمع ولائي عفوي في اربعة عشر محافظة عراقية، لم نشاهد قلة في اعداد الحاضرين عن التجمعات التي اعتادوا الحضور لها، بل كانت هنالك زيادة ملحوظة عن سابقاتها، وكانت اصواتهم تصدح بالولاء للحسين عليه السلام، تجمع بعث من خلاله الحكيم رسائل عدة للداخل العراقي و للخارج، واهم تلك الرسائل اسلامية الفكر و المبدئ لتياره.

بعد اتهامه بالتخلي عن المبادئ الاسلامية و اتجاهه نحو المدنية منها، كان الرد الافضل على ذلك هذا التجمع العاشورائي، وان قاعدة الحكمة الشعبية اسلامية خالصة مع التجديد، كما قال في اعلان تياره الجديد نحن مجددون في كل شيء الا الثوابت الاسلامية، لم نرى في خطابه الا الولاء والعشق الحسيني، التي اراد ان يوضعها لهذه الحشود التي حضرت و أعطته دافعا للقوة واستعادة الثقة في النفس والشارع، بعد ان صرح شركائه السابقين اننا الاقوى ولا احد معه.

لم نرى احد ممن قال الكل معنا رد على تجمع الحكمة الاسلامي، لان الواضح للعلن ان لا احد معهم وليس العكس، من المستحيل ان يتخلى احد ذو تاريخ مرجعي اسلامي عن اهدافه، الا ان الوضع الراهن وتطور الامر يتطلب التجديد، في الامور التنظيمية وخطاب المجتمع والانفتاح على الشارع بكل طوائفه، وان لا تبقى على القاعدة الاولى التي لم تنفتح قلوبها قبل عقولها لخطاب القوة، والتخلي عن خطاب المعارضة، لان السلطة بيدهم وهم الشريك الاكبر في الحكم لا المعارض الاكبر.

النتيجة خطاب التجديد مطلوب من قبل الشارع ومن قاعدة الحكيم الجماهيرية قبل غيرها، وهم لم ولن يتخلوا عن ثوابتهم العقائدية، لكن عليهم التغيير وان يستلموا زمام الامر لا ان يبقوا متفرجين على ما يدور حولهم، فهم قوة كبرى الان وخصوصا بعد تحشدهم في محافظات العراق اجمع في يوم واحد وتحت قيادة واحدة ويجددون العهد والولاء لشخص واحد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات